طرابلس (وكالات)
شنت طائرات أميركية أمس غارات جوية على مواقع تنظيم «داعش» في سرت، بناء على طلب مقدم من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البتاجون) ورئيس المجلس فائز السراج الذي أكد أن التدخل الأميركي يقتصر على مدينة سرت وضواحيها فقط.
وقال المتحدث باسم البنتاجون بيتر كوك في بيان: « بناء على طلب من حكومة الوفاق الوطني الليبية، شن جيش الولايات المتحدة غارات محددة على أهداف لتنظيم «داعش» في سرت في ليبيا لدعم قوات هذه الحكومة في مسعاها لهزم التنظيم الإرهابي في معقله الاساسي في ليبيا». وأشار بيان البنتاجون ، إلى موافقة الرئيس باراك أوباما على طلب حكومة الوفاق الوطني توجيه ضرابات جوية ضد تنظيم «داعش» في المدينة .
وأشار السراج من جهته خلال كلمة متلفزة إلى الشعب الليبي، إلى أن التدخل الأميركي سيقتصر على توجيه ضربات جوية من دون تواجد عسكري على الأرض، والاكتفاء بالدعم اللوجسيتي والفني بالتنسيق مع حكومة الوفاق الوطني. وأكد عبر قناة ليبيا الرسمية أن طلب المساعدة من الولايات المتحدة جاء بناء على تنسيق مع غرفة عمليات «البنيان المرصوص» والمفوض في وزارة الدفاع في حكومة الوفاق الوطني العقيد المهدي البرغثي ،موضحاً أن الطيران الأميركي بدأ بالفعل تنفيذ أولى ضرباته ضد مواقع وتمركزات التنظيم الإرهابي في سرت موقعة خسائر فادحة في صفوفه. ولفت إلى أن هذه المساعدة «تأتي في إطار زمني محدد». ورفض رئيس المجلس الرئاسي أي تدخل أجنبي من دون تفويض من حكومة الوفاق الوطن، حتى وإن كان لمحاربة تنظيم «داعش».
من جانب آخر قال العميد محمد الغصري، الناطق باسم عمليات «البنيان المرصوص»: «إن عدد قتلى قوات البنيان منذ بداية عملياتها الأولى والثانية في شهر مايو الماضي حتى الآن بلغ 354 فردًا من مختلف مناطق ليبيا، وألفي جريح ، مطالباً جهات الاختصاص بتسهيل إجراءات نقل المصابين للعلاج في الخارج.
وأضاف الغصري: «قواتنا لا تزال تحاصر مقاتلي داعش في مناطق ضيقة، ولكن ما أعاق تقدمها في المحاور داخل الأحياء السكنية هو انتشار الألغام والمفخخات بكثرة في تلك المناطق حيث تتولى مهمة إزالتها سرية الهندسة العسكرية». وكان الغصري قد صرح فجر أمس أن قواته حققت تقدمًا كبيرًا في محيط قصور الضيافة الفندقية في حي الدولار السكني وسط مدينة سرت، مشيرًا إلى أن قوّات «البنيان المرصوص كبّدت تنظيم داعش خسائر كبيرة في الأفراد والآليات».
من ناحية أخرى أعلن آمر غرفة عمليات «عمر المختار» التابعة للجيش الليبي عميد كمال الجبالي، تدمير سلاح الجو مخزنا للأسلحة، وورشة لإعداد وتجهيز السيارات المفخخة في الحي المقابل للعمارات الكورية في حي السيدة خديجة في مدينة درنة.
وأكد الجبالي - في تصريح أمس لوكالة الأنباء الليبية - أن مقاتلات سلاح الجو الليبي التابعة لقاعدة الأبرق الجوية، تمكنت من تدمير مخزن للأسلحة وورشة لإعداد السيارات المفخخة في درنة، لافتاً إلى أن الإصابة كانت دقيقة ومباشرة.إلى ذلك، وثقت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا خلال الفترة الممتدة من أول يوليو حتى نهايته وقوع 12 حالة وفاة و29 إصابة بجروح خلال الأعمال العدائية في جميع أرجاء ليبيا. وذكرت البعثة في بيان صحفي أمس أنه بين الضحايا 4 أطفال لقوا حتفهم و4 أصيبوا بجروح و8 رجال قتلوا و16 أصيبوا بجروح و8 نساء أصبن بجروح.
وفى 27 يوليو الماضي سلم مركز بنغازي الطبي جثث ثلاثة ممرضين ذكور إلى ذويهم.
وأوضحت البعثة أن أعداد الضحايا المدنيين المذكورة تشمل الذين تعرضوا للقتل أو الإصابة في سياق أعمال القتال، والذين لم يشاركوا فيها بشكل مباشر، موضحة أن الإحصائية لا تتضمن الضحايا الذين سقطوا كنتيجة غير مباشرة للقتال، على سبيل المثال حالات الإعدام بعد الأسر أو التعذيب أو الاختطاف أو الضحايا الذين سقطوا نتيجة للتبعات غير المباشرة للقتال، وتستند الأعداد إلى معلومات قامت بعثة الأمم المتحدة بجمعها والتحقق منها عبر نطاق واسع من المصادر في ليبيا، بما في ذلك المدافعين عن حقوق الإنسان والمجتمع المدني والمسؤولين الحاليين والسابقين وموظفي الحكم المحلى وقيادات وأعضاء المجتمعات المحلية والشهود والمتأثرين بشكل مباشر إلى جانب التقارير الإعلامية، موضحة أنها تقوم بمراجعة المعلومات الموثقة، بما في ذلك السجلات الطبية وتقارير الطب الشرعي والأدلة الفوتوغرافية.
عدد اليوم
