فهد إسحاق: أريد من العالم أن يتوقف للحظة

الموهبة سمة أودعها الخالق فينا لا ندري متى تتفجر وتندفع من ذواتنا وتطفو على أسطح شخصياتنا، نحتاج أحيانا لموقف يخرجها، أو لمديح يطرب قلوبنا فنندفع نحوها، لكن الغريب أن تصيبنا الموهبة كعدوى تنتقل إلينا من المحيطين بنا. العلاقة القوية التي ربطت الشاب الإماراتي اليافع فهد إسحاق بأخيه الذي يعشق التصوير جعلته يتأثر به وبموهبته فهو قدوته بحكم أنه يكبره سنا ويريد أن يقلد ويتتبع تصرفاته بطريقة لا إرادية، حيث رأت عينا فهد جمال صور أخيه فطلب منه أن يعلمه كيف يصور وصار يلازمه في كل رحلاته وجلساته خصوصا إلى الصحراء وأماكن البر ليصورا معا كل شيء من حولهما ويتنافسا في التقاط الصورة الأفضل. فهد ابن السابعة عشرة سنة يبحر في عالم التصوير الفوتوغرافي ويرى نفسه يمشي خطواته الأولى في التعامل مع الكاميرا واقتناص اللقطة البارعة معتمدا على جهده ودروس أخيه وما يثقف به نفسه عبر الكتب والانترنت الذي تساعد في بعض مواقعه في مد هواة التصوير بمعلومات عميقة تحسن من أدائهم وتعرفهم على نقاط القوة والضعف في صورهم وكيف يتعاملوا معها. تفوق الإمارات يقول فهد عن رحلته القصيرة مع التصوير: “حياتي مع التصوير بدأت منذ عام 2008 تتلمذت بعدها لسنتين على يد أخي ومن ثم حظيت بفرصة السفر إلى بريطانيا مع مجموعة من الطلبة الذين يدرسون معي من معهد الشارقة للتكنولوجيا لنتعرف على طبيعة التعليم لديهم ونطلع على معاهدهم ومختبراتهم وأساليب الأساتذة في تعليمهم ونقارن ذلك بما وفر لنا في بلدنا من خلال المعهد فاكتشفنا أننا محظوظون بما وفر لنا من أجهزة مساندة في التعليم وأساليب تعليمية متطورة جدا تفوق عما رأيناه ولمسناه في أكثر من مدينة بريطانية تنقلنا بينها، كما انتهزت الفرصة في رحلتي هذه لأصور الطبيعة هناك والسيارات التي تستحوذ على اهتمامي في التصوير أيضا حيث اصطحبت معي كاميرا D500 وهي نوع متطور جدا من الكاميرات عدسته تصل إلى 15 ميغا بكسل حيث أن الصورة تتأثر بنوع العدسة أكثر من نوع الكاميرا نفسها فهي التي تقرب وتبعد وتظهر تفاصيل الأشياء أو تخفيها “ عاد فهد من بريطانيا عام 2010 مصطحبا معه ألبوما من الصور سجل من خلالها كل لحظة ولقطة، يقول : عاشت روحي مع الطبيعة الجميلة، وكل منظر رأيته حبسته في عدستي وقلبي، لقد صار التصوير هوسي، فأنا فعلا أريد من العالم أن يتوقف للحظة. الفوز بالمعرض أساتذة فهد في المعهد ورفاقه ذهلوا بجمال صوره التي تمتع العين وترغمها على أن تطيل النظر في تفاصيلها ومحاولة نسج قصة خيالية حولها لذا قررت إدارة المعهد أن تقيم لفهد معرضا لصوره هو الأول بالنسبة له لتشجعه وتدعمه نفسيا إلى أقصى الحدود ودعت للمعرض شخصيات بارزة حضرت لرؤيتها وأثنت على مصورها الذي أثبت تميزه في هذا المجال على الرغم من صغر سنه وحداثة تجربته وأصدر له المعهد أيضا كتيب يتخذ شكل الألبوم يشتمل على عدة صور لفهد في سفره ونبذة عن حياته وكيف تعلم التصوير على يد أخيه وسي دي يشتمل على الصور أيضا حيث وزع ذلك على الزوار فشعر فهد بأن سعادته لا حدود لها وأن عليه أن يتقدم أكثر في التصوير ليبقى عند حسن ظن من شجعوه ودعموه ولم يحبطوا موهبته .