فاطمة عطفة (أبوظبي)
ينطلق الروائي علي أبو الريش، في مقدمة كتابه «زايد الشخصية الأخلاقية» من فضاء «الصحراء، ويقف عند عبقريتها، حيث تبدو الصحراء هي «المرجع والدافع في الاقتراب من شخصية زايد». ثم يرجع إلى الينابيع، مبيناً أن «فكرة الخير تُعد أساساً للسلوك الأخلاقي، سواء من الناحية الاجتماعية أو الدينية».
ويستعرض المؤلف آراء الفلاسفة، بدءاً من سقراط وشعاره «اعرف نفسك»، حتى ابن رشد، ودعوته إلى التسامح والمحبة، مروراً بكانط وتعريفه للأخلاق «بأنها مجال الحرية البشرية»، وغيرهم من الفلاسفة.
ويوضح أبو الريش، أن إيمان الشيخ زايد جاء من هذا المنطلق الأخلاقي، وهو أن الوطن أسرة كبيرة، هذه الأسرة ولي أمرها رئيس الدولة الذي يتولى مهمة الرعاية والعناية والحماية، وتوفير جميع السبل ليعيش الأبناء حياة سعيدة، مؤكداً أنه أسس في حياة مجتمع الإمارات فكرة العائلة الواحدة، عندما يتحدث عن الإمارات كعائلة واحدة، وواجب رب الأسرة، أن يرعى أفراد أسرته بالعدل والمساواة. وردت على صفحات الكتاب الصادر عن هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة،أقوال للقائد المؤسس منها: «إنني أعشق الصحراء، وكلما أحسست ببعض التعب ذهبت إليها لأسترد نشاطي وحيويتي». ويقول أيضاً: «الدولة مثل العائلة قوتها في اتحادها، دون الوقوع تحت تأثير أخطاء بعض أفرادها»، و«من ليس له ماض فليس له حاضر»، ومن هنا جاء اهتمامه بالتراث وتقاليد الصحراء ومكارم أهلها. والصحراء بامتدادها الرحب وسمائها الصافية، تعني الحرية والمحبة والفروسية ورياضة الصقور والاهتمام بالنخلة والجمل.
أما محبة زايد للزراعة والشجرة، وكيف تحولت الصحراء، بفضل حكمته وعنايته، إلى واحات وجنان وارفة بخضرة الغاف والنخيل، فيكفي أن نتوقف مع الشجرة التي حظيت برعاية حكيم العرب زايد، يوم أمر أن يحرف الشارع في مدينة العين لتبقى الشجرة السعيدة في مكانها ناضرة شاهدة على حنو الأب ورحمته التي اتسعت حتى شملت الشجر. ومثلما كان للصحراء والنخلة والعلم والعائلة والفروسية مكانتها في حياة زايد، كذلك كان للشعر مكانته العالية، قولاً وحفظاً وترديداً، خاصة أنه مرتبط بالتراث والحكمة، ومحبة الخير، وصفاء النفوس ومكارم الأخلاق.
عدد اليوم
