الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شرطة أبوظبي تضبط 60 ألف حقنة هرمونية غير صالحة للاستعمال الآدمي

شرطة أبوظبي تضبط 60 ألف حقنة هرمونية غير صالحة للاستعمال الآدمي
3 نوفمبر 2009 00:53
تمكّنت شرطة أبوظبي في ضبطيتين متلاحقتين من مصادرة 60 ألف حقنة هرمونية، ومنشطات جنسية ووصفات طبية أخرى غير صالحة للاستعمال الآدمي، من أصل 81 ألفاً، نجح 3 أشخاص هم على التوالي مواطن وطبيبان بلغاري وسوري، من تهريب وترويج 21 ألفاً منها داخل الدولة. كما قبضت الشرطة على الثلاثة المشتبه بضلوعهم في تهريب وترويج وبيع الـ 81 ألف حقنة هرمونية ومنشطات جنسية ووصفات طبية غير صالحة للاستعمال الآدمي، حيث تسبب المواد المهربة عند استخدامها من قبل بعض لاعبي رياضة كمال الأجسام أضراراً بعضلة القلب ووظائف الجسم الحيوية الأخرى. كشف عن القضية لـ “الاتحاد”، العقيد مكتوم علي الشريفي مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي، الذي أوضح أن سلطات مطار أبوظبي الدولي صادرت مؤخراً شحنة تجارية غير مرخص دخول محتوياتها الطبية ضمّت 33 ألف حقنة هرمونية، ومنشطات جنسية ووصفات طبية أخرى، جميعها غير صالحة للاستعمال الآدمي. وأضاف الشريفي أنه تبيّن أن الشحنة البالغ وزنها 124 كيلوجراماً تسترت باسم شركة وهمية “كغطاء” على اعتبار أنها تحتوي أقمشة وملبوسات بقصد الاتجار. وأشار إلى أن شرطة أبوظبي اشتبهت بعد تسلّمها ملف القضية بضلوع 3 مهربين ومروجين في تهريب الكمية السابق ذكرها عن طريق مطار أبوظبي الدولي إلى داخل الدولة، إذ تمّ خلال “حملة الضبط الأولى” إلقاء القبض على مواطن، يدعى “ف. أ. ز” (33 سنة)، كما تم القبض على طبيب عام بلغاري مقيم في الدولة ويدعى “م. م” (38 سنة)، وذلك بعدما تمّ التعميم عليه ودخوله أراضي الدولة. وأردف أن الشرطة استجوبت في القضية ذاتها 5 أشخاص بوصفهم شهودا رئيسيين، موضحاً أنه بدلالة الطبيب البلغاري، تبيّن وجود طبيب بيطري مشترك في القضية، كما اعترف الطبيب الأول بأنه سبق وقام سلفاً بتهريب وترويج وبيع بالاشتراك مع المتهمين، شحنة هرمونات بلغ إجمالها نحو 21 ألف حقنة بعد أن تمكنوا من إدخالها عبر أحد منافذ الدولة. وأضاف الشريفي أنه وفي حملة الضبط الثانية، دهمت الشرطة منزل الطبيب البيطري سوري الجنسية ويدعى “م. أ. ر” (31 سنة)، ويعمل في إحدى الجهات الحكومية، كما اقتادت مستثمراً روسياً يدعى “ر. ا. خ” (26 سنة) وجد بحوزته نحو 27 ألف حقنة هرمونية ومنشطات جنسية ووصفات طبية أخرى، نقلها الطبيب البيطري إلى بيته “بحسب ما جاء في التحقيقات معهم”. وقال الشريفي، نقلاً عن بيان تفتيش أولي صادر عن وزارة الصحة، إن “الشحنة التي تم ضبطها في مطار أبوظبي الدولي عبارة عن أدوية على شكل حقن هرمونات، وهي من الأصناف المراقبة التي لا تصرف إلاّ بوصفة طبية ولا تتناسب مع الاستعمال الشخصي، وإنما تتناسب مع الاتجار”. وأعرب مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي، عن شكره لما قامت به سلطات مطار أبوظبي، والجمارك، ومفتش وزارة الصحة، والجهات المختصة، ممّا أسهم بالتعاون مع الشرطة في إلقاء القبض على هؤلاء الجُناة، مؤكداً ضرورة إشراك وتعاون أفراد وقطاعات المجتمع مع المؤسسة الشرطية للإبلاغ دائماً عن مثل هؤلاء الجُناة والخارجين على القانون للعمل على ضبطهم. شهادة المفتش من جانبها، اتهمت النيابة العامة، المواطن، والبلغاري والطبيب البيطري بالاشتراك سوياً في استيراد وحيازة عقاقير طبية من خارج البلاد مغشوشة وفاسدة وضارة بصحة الإنسان بقصد الاتجار بالأدوية دون ترخيص، إضافة إلى تقليد علامات تجارية، وممارسة مهنة الصيدلة من دون ترخيص، وتم حبسهم احتياطياً على ذمة القضية، في حين تم الإفراج عن المستثمر الروسي بكفالة حجز جواز سفره. وفي التفاصيل، قال المقدم الدكتور راشد بورشيد، رئيس قسم الجريمة المنظمة في إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة أبوظبي إن الشرطة تلقت خطاباً رسمياً من وزارة الصحة يفيد بأنه حضر إلى مكتبها في قرية الشحن بمطار أبوظبي الدولي 3 أشخاص طلبوا من أحد مفتشي “الصحة” التوقيع للإفراج عن شحنة أقمشة وملبوسات ليتسلموها. وبعد التدقيق على الشحنة تبيّن أنها عبارة عن حقن هرمونات بكميات كبيرة لا تتناسب مع الاستعمال الشخصي وإنما تتناسب مع غرض الاتجار، فضلاً عن أن الشحنة لا تحتوي أي أقمشة أو ملبوسات، وبالتالي قرّر المفتش عدم الإفراج عنها وتحريزها وإعادتها لمستودعات الجمارك، ليهمّ أحدهم وهو “غاضب” فينتزع الأوراق من يدي المفتش ويغادر الثلاثة المكان، الأمر الذي منع الأخير من تأدية وظيفته. وأضاف بورشيد “جاء في استجواب أحد الشهود، وهو مفتش في وزارة الصحة ويدعى “ع. ع. م” (62 سنة)، أنه أوقف تسليم الشحنة حين كشف عنها، لا سيما بعد أن تبيّن أنها تحتوي على حقن هرمونات لا تستخدم إلاّ بإشراف طبيب مختص وبكميات محددة، كما أن وسيلة تخزينها يجب أن تتراوح في درجات حرارة بين درجتين وثلاث درجات مئوية، وهذا ما لم يتطابق مع الشحنة، ممّا يعني فسادها، وعدم صلاحيتها للاستعمال الآدمي”. وعن طبيعة استخدام هذه الهرمونات أشار المفتش في الاستجواب نفسه قائلاً “إنها تُصرف لأشخاص يُعانون من نقص في الهرمونات وأنّ بعض لاعبي كمال الأجسام يستخدمونها، وتسبب أضراراً جسدية بالكلى والكبد والبنكرياس عند سوء الاستعمال”. تحايل وحول بعض التفاصيل والمعطيات الأخرى، أوضح بورشيد أن محضر ضبطيات جمارك مطار أبوظبي الدولي، أوضح ضبط 33 ألف حقنة هرمونية على الرغم بأن بوليصة الشحن وردت كأنها تحتوي على بضاعة ملابس، مشيرا إلى أن الشركة التي تمّ إرسال بوليصة الشحن باسمها غير مدرجة أو مقيدة أساساً في سجلات الدائرة مما يعني وجود تحايل آخر على القانون وسوء استخدام الأسماء التجارية للمؤسسات كغطاء لممارسة الأنشطة غير المشروعة. أما حول اعترافات أبرز المتهمين (الطبيب البلغاري)، فاعترف خلال مجريات التحقيق بما هو منسوب إليه، إضافة إلى أنه كشف بدأبه على مدى سنة ونصف السنة تقريباً بالتعاون مع المواطن والطبيب البيطري السوري، وآخرين وصفهم بأنهم “أبطال كمال أجسام” يقيمون في وطنه “الأم” ودولة خليجية وأخرى عربية، حيث قاموا بتصريف شحنة مماثلة ضمّت داخلها نحو 21 ألف حقنة هرمونية كان قد أرسلها من بلغاريا إلى الإمارات عبر أحد المنافذ مؤخراً وتسلّمها المواطن عبر أحد المنافذ “بحسب اعترافه”، مضيفاً بأنه سبق وأن قام ببيع العقار الطبي الواحد بمبلغ يتراوح بين 7 و12 درهماً، وفي بعض الأحيان يوزّع بعض المنشطات الجنسية لأصدقائه دون مقابل. وتوحّد اعتراف المواطن والطبيب البيطري السوري بأن لا علاقة لهما بالشحنات الهرمونية سواء في تهريبها أو بيعها، وإنما قاما فقط بمساعدة الطبيب البلغاري لا أكثر في عملية إدخالها وحيازتها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©