القوات المسلحة الإماراتية اليوم أحد أقوى الجيوش في المنطقة، وأكثرها تقدماً، وأفضلها عدة وعتاداً، وذلك بفضل اهتمام القيادة بها وبتطورها، وهذه المكانة لم تأتِ مصادفة، لكنها وليدة مسيرة طويلة من العمل والاجتهاد والإصرار على التقدم والتطور.
ونظراً إلى الواقع التاريخي الذي عرفت به دول الخليج العربي، والموقع الجغرافي لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تتمتع بشواطئ وامتدادات بحرية واسعة، وجزر متعددة، وثروات طبيعية مهمة، كان من المهم أن تحرص الدولة على إنشاء قوات بحرية حديثة ومتطورة، تكون قادرة على حماية وتأمين وسلامة السواحل والجزر البحرية بالدولة.
أثبتت القوات المسلحة على مر السنين نبل الهدف السامي الذي أسست من أجله، ويعد دور القوات المسلحة في عمليات حفظ السلام الدولية من الأمثلة الحية التي تجسد الدور الفاعل لسياسة الدولة الخارجية في مجال المساعدات الإنسانية والإغاثية في شتى بقاع العالم، عبر مشاركاتها العديدة والفاعلة في تحقيق والاستقرار والأمن، وتقديم العون للمحتاجين في مناطق الصراعات، وذلك من خلال بعثات الخير والعطاء والتسامح، ونشر القيم الإنسانية التي ضربت أروع الأمثلة في التضحية ومد يد العون للآخرين.
ففي عام 1976 في لبنان، شاركت ضمن قوات الردع العربية، وفي عام 1991 شاركت ضمن قوات درع الجزيرة لتحرير الكويت، ومع قوات الأمم المتحدة في عملية إعادة الأمل للصومال في عام 1992، كما قدمت القوات المسلحة الكثير من المساعدات للمشردين والمحتاجين في إقليم كوسوفا عام 1999، إلى جانب إيوائهم في معسكرات مجهزة بالكامل بكل مايحتاجونه من مأكل وملبس، وكان لها الدور الأهم في تطهير الأرض في الجنوب اللبناني من الألغام عام 2001. وشاركت الإمارات ضمن تحرك عام لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بإرسال قوات «درع الجزيرة» إلى مملكة البحرين.
واليوم يفخر كل مواطن بتضحيات جنودنا البواسل الذين قدموا أرواحهم الطاهرة فداء للوطن على أرض اليمن الشقيق، وما زالوا وسيبقون حماة للوطن أرضاً وشعباً حافظين للعهد الذي قطعوه على أنفسهم، فتحية إجلال وإكبار لقواتنا المسلحة، ونبارك لهم بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا، وكل عام وأنتم بخير.
محمد غنام
عدد اليوم
