الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حسن المودن: المنتج الروائي تجريبي ممزوج بالتخييل

حسن المودن: المنتج الروائي تجريبي ممزوج بالتخييل
23 أغسطس 2008 23:34
قال الناقد المغربي حسن المودن الذي شارك بمحاضرة قيمة في ندوة ''الرواية المغربية اليوم'' التي نظمها اتحاد كتاب المغرب بمدينة الرباط نهاية يوليو الماضي: إن هناك اليوم حيوية أكيدة في الإنتاج الروائي بالمغرب، فقد صدرت في السنوات الأولى من الألفية الثالثة أكثر من مائتي رواية مكتوبة باللغة العربية، معتبرا أن الرواية تعرف بالمغرب تراكما كميا ملحوظا· يقول المودن: منذ الثمانينات إلى اليوم أصدر الكتّاب المغاربة ما يقارب الخمسمائة رواية باللغة العربية، وهو عدد يفوق، بعشر مرات ربما، ما صدر من روايات في مرحلة تمتد من الأربعينات إلى السبعينات، والتي قد لا يتجاوز عددها الخمسين رواية· مع الإشارة إلى أن سنوات التسعين وبداية الألفية الثالثة تستحوذ على الجزء الأكبر من هذه الأعمال الروائية، بما يقارب الأربعمائة رواية'' كما نبه إلى أن ما ينبغي تسجيله هو تدفّق النصوص الروائية على المستوى الكمي في السنوات الأخيرة من القرن الماضي والسنوات الأولى من القرن الجديد، بقوله'' من الضروري أن يلقى هذا التدفق ما يكفي من الاهتمام والدرس والنقاش، بتنظيم لقاءات وندوات وتأليف دراسات وأبحاث حول الرواية المغربية الآن، بالشكل الذي يدفع إلى طرح أسئلة أساس لا تقف عند حدّ الاحتفاء بهذا التقدم على المستوى الكمّي، بل تتجاوزه إلى مساءلة المستوى النوعي''· تأتي هذه الأسئلة كما يقترحها المودن وهي: ماذا على المستوى النوعي لهذه الأعمال الروائية التي تتزايد يوما بعد يوم؟ ما هي أهم خصائص الأدب الروائي بالمغرب أواخر القرن الماضي وبداية الألفية الجديدة؟ هل تعرف الرواية المغربية في الزمن الحاضر فعلا تحولا نوعيا يستدعي أن نوليه الاهتمام والدرس والبحث والنقاش؟ ما هو هذا الشيء الجديد الذي تعرفه اليوم الرواية بالمغرب؟ بماذا نصف الرواية بمغرب اليوم؟ إذا كنّا بالأمس نتحدث عن الرواية التقليدية، أو الرواية الواقعية، ثم عن الرواية التجريبية أو الرواية الجديدة أو الرواية الحداثية، فما هو الوصف الملائم للرواية في مغرب الألفية الثالثة؟ أيتعلق الأمر، على مستوى النوعية والجودة، بحركة تقدم أم بحركة تقهقر وتراجع؟· يلاحظ المودن من ناحية ثانية تعدد وتنوع المساهمين في الإنتاج الروائي، بشكل يبدو معه الأمر كأن الرواية المغربية الآن تختزل ماضيها أو تاريخها كله، فبعض مؤسسي الرواية المغربية في الستينات ''عبد الكريم غلاب مثلا''، وبعض مؤسسي حركة التجديد أو التجريب في السبعينات والثمانينات وهم برأي المودن: ''عبدالله العروي ومبارك ربيع وأحمد المديني ومحمد عز الدين التازي ومحمد برادة والميلودي شغموم ومحمد الهرادي''· ويؤكد المودن ايضا تكاثر وتزايد كتّاب الرواية المغربية، رجالا ونساء، عبر ازدياد عدد الروائيات في السنوات الأخيرة، خلافا للعقود السابقة، بشكل لافت للنظر، واستحضر منهن: خديجة مروازي والمرحومة مليكة مستظرف ومنهن من وصلت إلى العمل الروائي الثاني كزهور كرام التي تجمع بين النقد والإبداع، ومنهن من وصلت إلى العمل الروائي الثالث كزهرة المنصوري، ومنهن من جاءت من القصة إلى الرواية، وأصدرت روايتها الأولى كوفاء مليح، ومنهن من جاءت من الشعر إلى الرواية كفاتحة مرشيد التي أصدرت روايتها الأولى، ومنهن من تمتدح من مصادر إبداعية ومرجعيات نقدية مغايرة، كاسمهان الزعيم التي أنجزت رسالتها لنيل الدكتوراه حول الأدب الاسباني في اسبانيا وأميركا اللاتينية، وأصدرت روايتها الأولى· أما كتاب الرواية الجدد من الرجال، فهم برأي المودن كتّاب ينتمون إلى فضاءات اجتماعية وثقافية ومعرفية مختلفة ومتنوعة، أصدروا رواياتهم الأولى في التسعينات وبداية القرن الجديد، وقد ذكر منهم: بنسالم حميش ويوسف فاضل وأحمد التوفيق ومحمد الأشعري وحسن نجمي وشعيب حليفي وعبدالحي المودن وبهاء الدين الطود ومحمد غرناط ومحمد أنقار والحبيب الدايم ربي وعبدالكريم الجويطي وجلول قاسمي ونور الدين وحيد ومحمد أمنصور وجمال بوطيب وأحمد الكبيري وحسن طارق وأحمد اللويزي ومصطفى الغتيري وعبدالعزيز الراشدي· وشدّد المودن على أن الرواية المغربية الآن تشهد عودة الحكاية، وهي عودة -برأي المودن- تستدعي العودة إلى الذات والمجتمع والتاريخ والذاكرة، وتقتضي أن لا تبقى الكتابة منشغلة بذاتها فحسب، بل أن تعيد الاعتبار للمرجع· واستدعى المودن أكثر من سؤال منها: ماذا تعني حركة إلى الوراء من أجل حركتين إلى الأمام؟ هل تعني العودة مثلا أننا عدنا إلى قول الذات أو المجتمع أو التاريخ بالطرق التقليدية المألوفة؟ أم أن العودة تعني طرقا جديدة في بناء الحكاية وقولها، كما تعني أننا صرنا ندرك الذات أو العالم أو التاريخ بطريقة مغايرة للطرق المألوفة في الروايات التقليدية؟· ووصف اللحظة الراهنة، بالنسبة إلى الرواية المغربية، بأنها لحظة انتقال وتحول، ربما في اتجاه رواية مغربية يبدو أنها منشغلة في الوقت ذاته بسؤال الكتابة كما بسؤال الحكاية· فبفضل إسهامات الكتّاب، من الأجيال السابقة أو اللاحقة، لم يعد الأدب الروائي اليوم يكتفي بكتابة لا تنشغل إلا بذاتها، ولم يعد يقتصد في الحديث لا عن العالم الاجتماعي والنفسي، ولا عن الشيء السياسي· شارك في هذه الندوة إلى جانب المودن كل من: سعيد يقطين، عبدالعالي بوطيب، شرف الدين ماجدولين، محمد أنقار، حسن بحرواي، أحمد فرشوخ، هشام العلوي
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©