تجارة الحبوب العالمية تسجل رقماً قياسياً العام الماضي

ترجمة: حسونة الطيب سجلت تجارة الحبوب العالمية رقماً قياسياً في العام الماضي، وذلك بفضل الانتعاش في شراء الذرة الرفيعة والشعير، حسبما ورد عن المجلس العالمي للحبوب. وتقدر الهيئة الحكومية العالمية، في آخر تقرير صدر عنها، الارتفاع في التجارة العالمية في القمح والحبوب الخشنة، إلى 309 ملايين طن بزيادة قدرها 1,6% عن السنة التي سبقت. ودأبت الصين على شراء الشعير والذرة الرفيعة، لأنهما يشكلان بديلاً رخيصاً لعلف المواشي. ووفقاً للبيانات التي أصدرتها وزارة الزراعة الأميركية، قفزت واردات الصين من الذرة الرفيعة والشعير، اللذين على العكس من الحبوب الأخرى، لا يخضعان لحصص استيراد معينة، إلى 11,5 مليون طن خلال موسم الحصاد 2014/2015، بالمقارنة مع 1,7 مليون طن في موسم 2010/2011. وفيما يتعلق بموسم الحصاد الحالي، كانت التوقعات ترجح أن تظل تجارة الحبوب مرتفعة، بيد أنها تعرضت لانخفاض يسير إلى 304 ملايين طن، وفقاً لما جاء عن المجلس الذي قال في التقرير: «من المتوقع أن تحد الإمدادات المحلية المرتفعة، من الواردات في بعض أسواق الشعير العالمية، رغم احتمال الزيادة في شحنات الشعير خاصة تلك المتجهة إلى الصين». ويتوقع المجلس كذلك، انخفاضا كبيرا في إنتاج الذرة للموسم الحالي، ما يؤدي إلى انخفاض في حصاد الحبوب على النطاق العالمي بنسبة تصل إلى 3%. ومن المرجح انخفاض محصول الذرة للموسم 2015/16، بنحو 5% بالمقارنة مع الموسم السابق إلى 941 مليون طن. وتشير التقديرات إلى بلوغ إجمالي إنتاج الحبوب بما فيها القمح والذرة والأرز نحو 1937 مليون طن. وبرزت هذه الأرقام في أعقاب انخفاض أسعار الحبوب الزيتية، وسط إنتاج غزير من المحاصيل في كافة أرجاء العالم خلال العام الماضي. وفي شهر أكتوبر الماضي، عانت الذرة من انخفاض في الأسعار لم يشهدها المحصول منذ أربع سنوات، لما دون 3,20 دولار للبوشل. واتسمت الأسعار منذ ذلك الوقت، بعدم الاستقرار متأرجحة حول 4 دولارات للبوشل. ويعتقد المحللون أن ينجم عن ضعف الأسعار، تقلص في المساحة المزروعة، حيث يتوقع رابو بنك، بلوغ المساحة التي يغطيها محصول الذرة خلال الموسم الحالي، 89,2 مليون فدان، بانخفاض عن الموسم الماضي بنسبة قدرها 3%. وتشير التقديرات الخاصة بإنتاج أوكرانيا التي تُعد واحدة من الدول الكبيرة لإنتاج الذرة، إلى تراجع في معدل الإنتاج. وانخفضت عملة البلاد مقابل الدولار، ما يزيد من تكاليف استيراد الحبوب والأسمدة. كما أن المزارعين في أوكرانيا في حاجة للتمويل، الذي يعاني شحاً واضحاً. ويقدر رابو بنك، تقلص المساحة المزروعة من الذرة في أوكرانيا، بنسبة تتراوح بين 5 إلى 10%، ما يقود إلى تراجع مماثل في حجم الناتج. وفي غضون ذلك، يشكل الجفاف الذي تعاني منه بعض المناطق الزراعية في البرازيل، تهديداً لإنتاج الذرة. ويتوقع المجلس العالمي للحبوب، انخفاض استهلاك الحبوب بنحو 1,4% في ظل التراجع في مستوى الإنتاج، في حين من المرجح أيضاً انخفاض الأسهم بنسبة تزيد على 10%. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز