الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حنان عمر تستعيد روائح الجدات

حنان عمر تستعيد روائح الجدات
23 أغسطس 2008 23:45
تقوم ثلة من الفتيات والشابات حالياً، بتعلم حرفة تقليدية قديمة كانت سابقاً من اختصاص الجدات، وهي حرفة صناعة البخور والعطورات العربية· وذلك من خلال تواصلهن واحتكاكهن بأمهاتهن أو جداتهن لأخذ خبراتهن، التي مكنتهنَّ، كما تقول حنان عمر إحدى هؤلاء الفتيات، من أن يسبقنَ غيرهنَّ في إنتاج وابتكار خلطات عطرية حققت نجاحاً كبيراً على حد وصفها· تقول عمر عن بدايتها مع هذه الحرفة: ''بدأت مشواري في صناعة البخور والعطور مع والدتي، وكانت تاجرة عطور محترفة، لكنها رغم حرفيتها العالية ومعرفتها بالعديد من التركيبات العطرية إلا أنها كانت تكتفي بصناعة العطور لاستعمالها الشخصي· أما في تجارتها فكانت تعتمد على بعض المنتوجات العطرية التي تنفذها بعض المصانع المتخصصة في هذا المجال''· وتضيف: ''بالنسبة إليّ، أخذت منحىً آخر لأنني أفضل أن يتطيَّب ''الزبائن'' بعطور أنفذها بيدي، حيث أحرص على صنع البخور والعطور بنفسي، وأسعى إلى أن تكون لي بصمتي الخاصة في هذا العالم المثير''·وحسب عمر، فإن ''العود والبخور كانا وما يزالان أساسيين في البيت الخليجي، ولا يمكن أن يخلو بيت من هذا الطقس الجمالي خصوصاً في المناسبات الخاصة والأعياد''· وتصف عمر مكونات ''الدخون'' أي البخور قائلة: ''يتكون ''الدخون'' من خليط من ''بودرة'' العود ''السحال''، وهي عبارة عن مسحوق من العود الخشن، مضافاً إليه المسك والعنبر والفل، وهي في معظمها عطور طبيعية، وتترك هذه المكونات فترة طويلة إلى أن يتشربها المسحوق ثم تشكل في أشكال متنوعة''· وترى عمر أن ''صنع ''الدخون'' أو البخور بات الآن أسرع، بعد دخول العطورات الصناعية القوية، فما أن نمزج ''السحال'' مع التركيبة العطرية الصناعية حتى تصبح جاهزة للاستخدام''· وتشير عمر إلى أنواع من ''الدخون'' منها: ''الدخون'' العربي، ويقتصر في تركيبه على العطور العربية، و''الدخون'' الفرنسي، وتحتوي تركيبته على العطور الفرنسية، وأكثرها استخداماً ''عطر فيجي'' نظراً لما يتميز به من رائحة قوية، بالإضافة إلى ''الدخون'' العربي الفرنسي الذي يتكون من خلطات عربية وفرنسية، فقد أضفنا على العود، على سبيل المثال، عطورات فرنسية لينتج ''دخون'' يسمى ''العود المعطر''· وتؤكد عمر أن ''العود يتحكم بسعر ''الدخون''، فكلما كان العود المستخدم ذات جودة عالية يكون أجود وأغلى ثمناً· وقد ظهرت بعض المنتوجات التجارية الرخيصة المنتشرة بشكل واسع في الأسواق لكنها تفتقد الجودة، لأنها لا تستخدم ''بودرة'' العود الأصلية، بل نوعاً من الخشب العادي الذي يتم تشبيعه ببعض الزيوت العطرية القوية، وعندما يحرق تنكشف رداءته، وتنبعث منه رائحة الخشب المحروق''· وتحذر عمر من أنواع رديئة من ''الدخون'' منها: ''الدخون المطلي'' لأن الصبغ يغير رائحته، وللتأكد من جودته، يمكن حرق قطعة صغيرة ثم يلاحظ لون الدخان المتصاعد، فالعود الجيد يميل لون دخانه إلى الأزرق، وتكثر فقاعات الدهن عند احتراقه''· وتتميز أنواع البخور الجيدة، وفق عمر، بكثرة العروق التي يميل لونها إلى البني الغامق أو الأسود، التي تؤكد أن أفضل وسيلة لتمييز ''الدخون'' الجيد هي استنشاقه، فإن شعر المرء بألم وضيق في التنفس ''فالدخون'' حتماً من النوع الرديء·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©