السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمَّسني جدّي تعض بالندم أصابع اليدينا

23 أغسطس 2008 23:47
دعوت صديقي للذهاب برفقتنا إلى رحلة صيد لنستمتع قليلاً، لكنه تعلل بأنه لا يحب الصيد، فقال جدي له ''باكر تعض بالندم أصابع اليدينا''· طبعاً، لم أفوّت الفرصة وسألت جدي عن معنى المثل، فقال: ''إنه ليس مثلاً شعبياً، لكن ثمة سالفة قديمة يتناقلها الناس عن تاجر شاب من الحضر في نجد، لديه دكان في السوق يقصده البدو ويكتالون بالدَّين، وبين فترة وأخرى كان يقصدهم في مضاربهم أو يقصدونه مجدداً لسداد ثمن المشتريات· كوّن الشاب علاقات جيدة معهم نظراً لما يتمتع به من سمعة طيبة وتعامل محترم تسوده الثقة والأمان· وحدث أن قصد إحدى القبائل ليعطيهم ما يحتاجونه من مؤن، فصادف أن رأى فتاة جميلة في هذه القبيلة أعجبته كثيراً، وحين علم ابنة من تكون فرح كثيراً لأن والدها رجل طيب، ففاتحه برغبته في الاقتران بابنته، وسأله أن يأتيه بموافقة ابنته لأنه سيأخذها إلى نجد إذا تزوجا· لكن الفتاة قالت لوالدها: ''الحضري لي خيال نظره، زين تصفيح لا يصلح لي ولا أصلح له''، ويعني قولها إن أهل الحضر لهم هيئة وملابس نظيفة وليسوا بفرسان شجعان· سمع الشاب ما دار بينهما، وحين مرّ بقربها أنشدها: وراك تزهد يا اريش العين فينا باكر تعض بالندم أصابع اليدينا وقبل أن يعتذر له والدها، أغار قوم على أهل الفتاة وأخذوا ''حلالهم'' كله وابتعدوا به، فتناول الشاب سيفه ورمحه وركب فرسه وأغار بطلب الغزاة وحيداً· ولما جاء العصر عاد وقد هزم الغزاة ومعه ''الحلال'' كاملاً، فتعجبت القبيلة كلها من فروسيته وشجاعته، حينها شعرت الفتاة بالخجل لما قالته له، فوقفت تزغرد له وتعتذر وتقول: قبلت الزواج بك، فذكّرها ببيت شعره، ورفضها كما رفضته هي من قبل وعاد إلى نجد، وتركها دونه تعض أصابع الندم''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©