الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نؤومو الضحى يستيقظون مع الصداع والغثيان والمزاج السيئ

23 أغسطس 2008 23:49
تدمن الكثيرات من ربات البيوت الاستيقاظ المتأخر من النوم· ورغم أن ''نؤوم الضحى'' تنصرف عادة إلى النساء إلا أن عادة النوم حتى وقت متأخر تنسحب على الرجال العاطلين عن العمل أو الذين يعملون في وظائف ليلية· ورغم أن هذه الصفة تحمل دلالة الغنى والمستوى الراقي في الموروث العربي تاريخياً، إلا أن دلالاتها الطبية والصحية تختلف تماماً حسب أطباء ومتخصصين في الحقل الاجتماعي· يبدأ يوم أمينة المراكشي (ربة بيت، 35 عاما) عند الساعة الواحدة ظهراً بالإشراف على اعداد الغداء، وتفقد الأعمال المنزلية التي قامت بها الخادمة قبل أن يحين موعد عودة الزوج والأطفال· وتؤكد أنها نادراً ما تغير موعد استيقاظها لأن ذلك يسبب لها صداعاً طوال اليوم· ولهذا، ''أفرض تعليمات صارمة بعدم ايقاظي قبل الواحدة ظهراً''، وهي تؤجل جميع التزاماتها العائلية الى المساء الذي تقسم ساعاته بين العناية بالأطفال والزيارات العائلية· ولا تبدو أمينة نادمة على عادتها، فهي تعتبر أن الاستيقاظ المتأخر مكنها من الالتزام بالحمية الغذائية لأنه حذف وجبة الفطور كما قلل شهية الطعام لديها، وأكثر ما تعانيه هو اضطرارها أحياناً إلى زيارة مدارس الأطفال صباحا حيث تستيقظ مبكرا خصيصا لأداء هذا الواجب· وتضيف ''استيقظ في الصباح الباكر فقط في الأعياد والرحلات وحين تطلبني مدارس الأطفال''· تقول أمينة إنها أدمنت هذه العادة التي تمارسها منذ سبع سنوات بعد تخرجها من الجامعة· ورغم زواجها وانجابها فهي لم تتخل عن عادتها· وتؤكد: ''لا يمكنني الاستغناء عن هذه العادة خصوصا أنها لا تؤثر على حياتي الأسرية ولا على مسؤولياتي العائلية، بل على العكس فالنوم إلى وقت متأخر يمدني بالطاقة والنشاط لاستقبال أفراد عائلتي وتلبية جميع طلباتهم، وهذا أفضل من أن يجدني الأطفال مرهقة أو مستغرقة في نوم القيلولة''· أما هناء العلمي (ربة بيت، 33 عاما) فقد بلغ بها إدمانها على النوم صباحاً، أن تخلت عن عملها، وتقول: ''تركت الوظيفة بسبب عشقي للنوم حيث قارنت بين المرتب الزهيد الذي اتقاضاه والمتاعب التي أعانيها جراء الاستيقاظ صباحا للوفاء بالتزامات العمل والأسرة ووجدت أن الأمر لا يستحق، ففضلت ترك الوظيفة والاكتفاء بمسؤولية البيت''· وتؤكد هناء أنها تشعر بصعوبة بالغة في الاستيقاظ صباحاً والبقاء يقظة طوال النهار، وحين تجبر على ذلك تعاني طوال اليوم من آلام في الرأس وغثيان وفقدان للشهية· وتعترف أن عدم توافق ساعات نومها مع بقية الأسرة ينعكس على نشاط الآخرين حيث يضطر أبناؤها الى تأجيل نشاطات الصباح مثل اللعب والذهاب في نزهة الى المساء، كما أن تحركاتها ونشاطها في الليل يزعج زوجها ويصيبه بالأرق· وبعد أن تخلد أسرتها إلى النوم تشغل هناء وقتها، كما تقول، في القيام ببعض الأشغال المنزلية، وممارسة الرياضة، وتطبيق وصفات العناية بالبشرة والشعر، ومشاهدة برامج التليفزيون، والابحار عبر ''الشات'' حتى يحين موعد أداء صلاة الفجر، ثم النوم في الرابعة أو الخامسة صباحاً وتلتزم بالاستيقاظ في الثانية بعد الظهر· يؤكد محمد التهامي (طبيب مخ وأعصاب) أهمية الاستيقاظ في الساعات الأولى من شروق الشمس، فالدراسات التي أجريت في هذا الميدان أكدت أن الأشخاص المحرومين من النوم ليلاً والذين يعوضون نوم الليل بنوم النهار، يكون أداؤهم أسوأ في معظم المهام الذهنية· منبهاً الى أهمية أن يحصل الشخص على كفايته من النوم· ويقول: ''ان تقليل ساعات النوم أثناء الليل وتعويضها بنوم النهار، يؤثر في النظام البيولوجي للجسم، ويبطئ عمل الدماغ ووظائفه الحيوية، فالنوم نهاراً لا يمكن أن يعوض النوم الليلي الصحي الذي يشعر المرء فيه بالراحة في ظل الهدوء السائد في الكون، كما يتوقف مركز اليقظة لدى الانسان فيستغرق في النوم العميق، بينما النهار لا يؤمن للانسان النوم الصحي حتى في حالة السكون وإغلاق الستائر والإظلام التام''· وعن مضار الاستيقاظ المتأخر يقول الدكتور التهامي: ''الاستيقاظ المتأخر يرتبط بالسهر وقلة النوم، وله تأثيرات سيئة على الجسد والعقل والسلوك، فعدم الحصول على قدر كاف من النوم بشكل مستمر يضاعف من احتمال الإصابة بالأزمات القلبية، ويضعف الانتباه والذاكرة والقدرة على اتخاذ القرارات والتواصل مع الآخرين ويؤثر على المزاج والانفعالات''· ولا يؤثر الاستيقاظ المتأخر على فرد واحد من العائلة بل ينعكس على حياة جميع أفرادها حيث يؤكد الدكتور التهامي أن الاستيقاظ المتأخر يساعد على ظهور العديد من السلبيات في حياة الأسرة· ويوضح: ''أبناء الأسر التي يدمن أحد أفرادها على الاستيقاظ المتأخر يدفعون ثمنا لذلك، حيث يتأثرون بهذا السلوك وتترسخ لديهم قناعة بأهمية الاستيقاظ المتأخر وتأجيل جميع نشاطات الصباح، فتظهر لديهم مشكلات مثل التغيب عن المدرسة أو عدم التحصيل المطلوب عند حضور الدروس، والشعور بالنعاس أثناء النهار، وعدم القدرة على التركيز بسبب عدم أخذ كفايتهم من النوم واختلال البرنامج الغذائي''· يقترح الدكتور التهامي بعض الحلول للتخلص من عادة الاستيقاظ المتأخر ترتكز على تغيير موعد دخول الفراش قليلا كل يوم حتى يعود الشخص الى المواعيد الصحيحة، ويقول: ''من الضروري اقناع المدمن على الاستيقاظ المتأخر بأهمية ضبط الساعة البيولوجية في القيام بالأنشطة اليومية المعتادة· والالتزام بشكل تدريجي بالنوم باكرا والاستيقاظ باكرا· والقيام بأنشطة ترفيهية تساعد على ضبط هذه المواعيد بشكل صارم مثل إجبار جميع أفراد الأسرة على النوم باكرا والاستيقاظ باكرا· وتناول الإفطار جماعة في ساعات الصباح الأولى وممارسة الرياضة· واشغال الوقت بممارسة بعض الأنشطة مثل القيام بالزيارات العائلية أو التسوق أو ممارسة هواية ما أو العودة الى العمل الرسمي''· أما بالنسبة للمراهقين والأطفال الذين يقلدون آباءهم المدمنين على هذه العادة، فينصحهم الدكتور التهامي بالصرامة التامة فيما يخص ميعاد النوم· وعدم السماح لهم بالسهر بشكل متكرر لأسباب هامشية (مشاهدة التليفزيون واللعب والسهر على الكمبيوتر)، وإبعاد أجهزة التليفزيون والكمبيوتر عن حجرات النوم، والتقليل من الكافيين·
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©