شح السيولة يضغط على الأسهم المحلية

حسام عبد النبي (دبي) فاقم شح السيولة الذي يسيطر على أسواق المال المحلية من حدة تراجع الأسواق المالية أمس، مصحوبا بتراجع أسعار النفط، لتخفق المؤشرات في الحفاظ على مكاسبها التي حققتها فوق نقاط دعم مهمة. واستمرت السيولة في العزوف عن الدخول، مع تلاشي عمليات المضاربة، ورفع المستثمرون الصغار من عمليات خروجهم، تحسباً من تراجع أكبر خلال الجلسات المقبلة. وقال محللون، إن المضاربين استغلوا فرصة نمو أرباح الشركات العقارية خاصة «إعمار العقارية» في دبي و«الدار العقارية» في أبوظبي من أجل بيع الأسهم، بعد تسجيلها ارتفاعات إيجابية في الأسابيع الماضية، مستغلين تدني مستويات السيولة، والتي جعلت تأثير عمليات البيع التي قاموا بها أكثر وضوحاً. وسجل المؤشر العام لسوق دبي تراجعاً أمس، بنسبة 1,3% في ظل تداولات ضعيفة لم تتعد قيمتها 251 مليون درهم، في حين كان سوق العاصمة أبوظبي أكثر تأثرا بعمليات البيع التي تلت إعلان نتائج أعمال «الدار العقارية»، حيث انخفض مؤشر السوق بنسبة 1,59% نتيجة تداولات بلغت قيمتها 150 مليون درهم فقط. وقال وليد الخطيب، المدير العام لشركة ضمان للاستثمار، إن مجموعة من العوامل تضافرت أمس، ودفعت مؤشرات السوق للانخفاض، وكان أهمها ضعف السيولة بالشكل الذي يجعل من قدرة الأسهم على مواصلة الصعود شيئا مستحيلاً، إضافة إلى نتائج أعمال الشركات خاصة البنوك. وأضاف أن تحقيق مؤشرات الأسواق ارتفاعاً من عمليات شراء مبالغ فيها استباقاً لنتائج أعمال «إعمار العقارية» جعل الارتفاعات التي تحققت في مجملها نتيجة لارتفاع السهم القيادي في حين لم تحقق الأسهم الباقية ارتفاعات موازية، ما جعل حدوث تصحيح في الأسعار متوقعاً في ظل انحسار السيولة، مؤكداً أن استمرار تراجع أسعار النفط كان من العوامل الضاغطة على أداء السوق، لاسيما بعد أن هبط إلى مستوى دون 40 دولاراً للبرميل. وأوضح الخطيب، أن استهداف المضاربين أمس تخفيض أسعار الأسهم، وفقاً لمبدأ (البيع عند إعلان الخبر) أدى إلى زيادة عمليات البيع على الأسهم العقارية النشطة سواء «إعمار العقارية» أو «الدار العقارية» من أجل الاستفادة من الارتفاعات التي حققتها على مدار الأسابيع الماضية، وإعادة الشراء من مستويات سعرية أقل، متوقعاً أن تتحفز السيولة للعودة إلى السوق في حال تحقيق المؤشرات انخفاضات بنسب أكبر، وهو أمر متوقع خلال الأيام المقبلة، لاسيما بعد عجزها عن البقاء فوق مستويات المقاومة التي تمكنت من اختراقها قبل أيام قليلة. وفيما يخص التداولات اليومية شهدت جلسة التداول في سوق أبوظبي للأوراق المالية تنفيذ 1299 صفقة، تم من خلالها تداول 49,3 مليون سهم، بقيمة إجمالية بلغت 150,36 مليون درهم. وسجل المؤشر العام للسوق انخفاضاً ملحوظاً، بمقدار 72,8 نقطة ليغلق على 4507,35 نقطة، متراجعاً بنسبة 1,59%. وكانت محصلة التداولات ارتفاع أسعار شركة واحدة، مقابل تراجع 19 شركة أخرى، وثبات أسهم 6 شركات من دون تغيير. وارتفع سهم «الخزنة للتأمين» بنسبة 7,5% ليغلق على 0,43 درهم. وفي المقابل، تصدر سهم «مجموعة أغذية» قائمة الأسهم المنخفضة بنسبة 9,9% ليغلق عند 6,8 درهم، تلاه سهم «صناعات أسمنت الفجيرة» بنسبة 9,8% ليغلق عند سعر 0,92 درهم، ثم سهم «ميثاق للتأمين» بنسبة انخفاض 4,4% ليغلق عند سعر 0,86 درهم. وجاء سهم «بنك الخليج الأول» في مقدمة الشركات النشطة من حيث قيمة التداول بنحو 34,12 مليون درهم، تلاه سهم «الدار العقارية» بقيمة تداول 29,21 مليون درهم، ثم «بنك أبوظبي التجاري» بقيمة 19,8 مليون درهم. كما جاءت «إشراق العقارية» في مقدمة الشركات النشطة من حيث حجم التداول بعد أن تم تداول 12,8 مليون سهم، وتلتها «الدار العقارية» بتداول 10,4 مليون سهم، ثم «بنك أبوظبي التجاري» بتداول 2,9 مليون سهم. وشهدت جلسة التداولات في سوق دبي المالي تنفيذ 2646 صفقات لتداول 111,93 مليون سهم بقيمة إجمالية 250,56 مليون درهم، وكانت نتيجتها ارتفاع شركتين فقط مقابل هبوط 30 شركة، وثبات أسعار شركتين دون تغيير. وسجل المؤشر العام لسوق دبي انخفاضاً أمس، بنسبة جاوزت 1,3%، ليغلق عند مستوى 3469,5 نقطة، خاسراً نحو 45,72 نقطة، بتداولات قيمتها 250 مليون درهم. وتصدرت «دو» قائمة أكثر الشركات ارتفاعاً ليغلق السهم عند 6,6 درهم بنسبة ارتفاع بلغت 0,61%، تلتها «مجموعة السلام القابضة» بإغلاق 0,607 درهم بارتفاع نسبته 0,5%. وفي المقابل، تصدر سهم «إعمار مولز» قائمة الأسهم المنخفضة بنسبة 4% ليغلق عند سعر 2,82 درهم، تلاه سهم «بنك الإمارات دبي الوطني» بنسبة 2,97% ليغلق عند سعر 8,5 درهم، ثم سهم «سوق دبي المالي» بنسبة 2,96% ليغلق عند سعر 1,31 درهم. وتصدر سهم «إعمار العقارية» قائمة الأسهم الأكثر نشاطاً من حيث قيمة التداول بنحو 87,9 مليون درهم، وتلاه سهم «أرامكس» بنحو 30,4 مليون درهم، ثم «بنك دبي الإسلامي» في المركز الثالث بقيمة 26,3 مليون درهم، في حين جاء سهم «أرابتك» في مقدمة الشركات النشطة من حيث حجم التداول بعدد 13,1 مليون سهم، وتلاه سهم «إعمار العقارية» بتداول 12,7 مليون سهم، ثم «الاتحاد العقارية» بتداول 10,5 مليون سهم. 39,62 مليون درهم محصلة شراء الأجانب في سوق دبي دبي (الاتحاد) بلغ صافي الاستثمار الأجنبي في سوق أبوظبي للأوراق المالية أمس، نحو 47 درهم كمحصلة (بيع)، في حين كانت محصلة تعاملاتهم (شراء) في سوق دبي المالي، بواقع 39,62 مليون درهم. وتظهر بيانات سوق أبوظبي للأوراق المالية، أن المستثمرين الأجانب اشتروا أسهماً بقيمة 74,14 مليون درهم، خلال جلسة تداولات الأمس، مقابل بيعهم أسهماً بقيمة 121 مليون درهم، وبلغ بذلك صافي استثمارهم خلال الجلسة نحو 47 درهماً كمحصلة (بيع). وكانت محصلة التعاملات (شراء) لكل من المواطنين، بواقع 46,9 مليون درهم، والعرب بواقع 5,9 مليون درهم، في حين كانت المحصلة (بيع) للخليجين، بواقع 8,4 مليون درهم، وللجنسيات الأخرى، بواقع 44,3 مليون درهم. وفيما يتعلق بالاستثمار الأجنبي في سوق دبي المالي، فقد بلغت قيمة مشتريات الأجانب، غير العرب، من الأسهم خلال جلسة أمس نحو 94,78 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 50 مليون درهم. كما بلغت قيمة مشتريات المستثمرين العرب، غير الخليجيين، خلال جلسة التداول نحو 33 مليون درهم، وقيمة مبيعاتهم نحو 29,18 مليون درهم. أما بالنسبة للمستثمرين الخليجيين، فقد بلغت قيمة مشترياتهم 37,16 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 46 مليون درهم. ونتيجة لهذه التطورات، فقد بلغ إجمالي قيمة مشتريات الأجانب، غير الإماراتيين، من الأسهم نحو 164,9 مليون درهم لتشكل ما نسبته 65,84% من إجمالي قيمة المشتريات، في حين بلغ إجمالي قيمة مبيعاتهم نحو 125,3 مليون درهم لتشكل ما نسبته 50% من إجمالي قيمة المبيعات، ليبلغ بذلك صافي الاستثمار الأجنبي نحو 39,62 مليون درهم كمحصلة شراء.