كيسمايو تدفن الجثث ومقديشو تشهد خطف صحفيين

ساد هدوء نسبي أمس مدينة كيسمايو التي سقطت في قبضة المتشددين من ''حركة الشباب'' التابعة لجماعة ''المحاكم الإسلامية'' في جنوب الصومال رغم تسجيل وقوع بعض الاشتباكات غربها، وقال سكان إن الهدوء ساعدهم على بدء سحب الجثث المتناثرة في الشوارع ودفنها· في وقت خطف صحفيان مستقلان (كندية واسترالي) قرب مقديشو على ايدي مسلحين مجهولين· وقال شاهد عيان يدعى عبدالسلام محمد ''إن الهدوء ساد كيسمايو بعد أيام من القتال ولم يحصل سوى إطلاق نار متفرق بين المتمردين والميليشيات المحلية التي طردت من المدينة لكن لم تكن هناك معارك كبيرة· وقالت آشا هيرسي وهي من سكان كيسمايو ايضا إن الوضع في المدينة هادئ وان اطفالها الاربعة سيعاودون الذهاب الى المدرسة اعتباراً من اليوم· ورأى لبان عابدي وهو سائق سيارة أجرة ''ان المعركة الرئيسية انتهت وهيرال (الاسم الاول للرجل القوي السابق في المدينة الكولونيل آدن بار شير) خسر كيسمايو''، لكنه مع ذلك لم يستبعد محاولة مقاتلي الميليشيات الذين أطيح بهم استعادة المدينة· وفتحت المتاجر ابوابها في السوق الرئيسي في كيسمايو رغم اندلاع اشتباكات بين المتشددين وقافلة من مقاتلي الميليشيات في جانايابدال غرب المدينة· وقال أحد أعيان كيسمايو ويدعى موالين آدن وارفا ''إن كيسمايو هادئة نسبياً لكن سكان جانايابدال ابلغونا بوقوع معارك جديدة في منطقتهم''· وقال أحد السكان ويدعى محمد فرح قوله: ''نجمع الآن الجثث الملقاة في الشوارع·· المدينة هادئة ونحن مشغولون بدفن ضحايا القتال·· المتشددون في الميناء والمطار المهجورين والناس تتطلع إلى استئناف أعمالها''· ووفق حصيلة غير نهائية فإن المعارك الأخيرة التي استمرت 4 ايام بين المتشددين والميليشيات المحلية أسفرت عن سقوط 70 قتيلاً على الأقل ونحو 100 جريح· وهنأ متحدث باسم متشددي المعارضة الذين يتخذون من إريتريا مقراً لهم المتمردين على استيلائهم على كيسمايو· وقال إسماعيل أدو من ''تحالف إعادة تحرير الصومال'': ''سنشكل إدارة للمدينة في الأيام المقبلة وسنواصل حربنا على رجال الميليشيات وكل القوات إلى أن نحكم البلاد كلها بالشريعة''· بينما عبر سكان آخرون في كيسمايو عن خوفهم إزاء تحليق طائرات كبيرة مجهولة فوق المدينة· وقال حسين أحمد ''لا نعرف ماذا سيحدث لكننا خائفون''· الى ذلك، أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص للصومال أحمد ولد عبدالله عن أسفه لسقوط قتلى في كيسمايو، وقال إن القتال من أجل السيطرة على الميناء دافعه الموارد وليس السلطة السياسية· وأضاف ''أدعو كل الأطراف إلى احترام المواثيق الدولية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي وأن تفي بتعهداتها بموجب اتفاق جيبوتي''· من جهة ثانية، خطف صحفيان اجنبيان امس قرب مقديشو على ايدي مسلحين مجهولين· وقال مسؤول أمني في مستشفى شامو ''إن الصحفيين وهما كندية تدعى اماندا واسترالي يدعى نايجل خطفهما مجهولون تحت تهديد السلاح''· وأكد مسؤول في الشرطة عملية خطف الصحفيين جنوبي مدينة ايلاشا على الطريق المؤدية من مقديشو الى افغويي غرباً حيث كانا متوجهين برفقة مترجم لرؤية مخيمات النازحين في منطقة شابيلي السفلى· وذكر عبدالفتاح اجوس سانورا الذي يعمل مديراً في الفندق الذي ينزل فيه الصحفيان انهما ذهبا هذا الصباح لإجراء تحقيق ولكنهما في الخارج منذ ساعات وهاتفيهما لا يعملان· وأضاف ''لقد اتصلنا بالمكان الذي كانا متوجيهن اليه لكنهما لم يصلاه حتى الساعة حيث لم يراهما أحد هناك وليس هناك أدنى شك في انهما تعرضا للخطف ذلك ان برنامجهما كان يقضي بان يعودا الى الفندق قبل حلول الظهر''· وأعرب ذوو المترجم الصومالي الذي كان يرافق الصحفيين عن خشيتهم من ان يكون الثلاثة قد تعرضوا لمكروه، من دون أن يكون بإمكانهم تأكيد عملية الخطف· وقالت شقيقة المترجم صادقة محمد: ''لقد ذهبوا هذا الصباح، هواتفهم الخلوية مغلقة، لسنا متأكدين من شيء لكن يبدو انهم تعرضوا للخطف''· وجرى إطلاق نار مجهول المصدر في احد اسواق مقديشو أمس اسفر عن إصابة عدد من المدنيين بجروح