الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مشروع لجرد ورصد مكونات وعناصر التنوع البيولوجي البري بأبوظبي

مشروع لجرد ورصد مكونات وعناصر التنوع البيولوجي البري بأبوظبي
10 ابريل 2012
هالة الخياط (أبوظبي) - بدأت هيئة البيئة في أبوظبي أمس تنفيذ مشروع لجرد ورصد التنوع البيولوجي في إمارة أبوظبي ينطلق من المنطقة الغربية، ليغطي خلال عام كامل من المسح كل مناطق الإمارة. وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية ورئيس مجلس إدارة الهيئة في تصريح لسموه وزع بالمناسبة إن “التنوع البيولوجي البري الغني لإمارة أبوظبي يمثل أهمية قصوى بالنسبة لنا، ويجب علينا الاستمرار في حمايته من خلال فهمه والتعرف عليه بطريقة أفضل. وسيسهم هذا المشروع الذي تقوم الهيئة بتنفيذه، في توفير قاعدة بيانات شاملة لتقييم الوضع القائم في حفظ الأنواع النباتية والحيوانية. وأدعو المواطنين والمقيمين، والهيئات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية وغيرهم إلى المشاركة في هذا المسح الذي يهدف إلى حماية الأنواع الحيوانية والنباتية في الإمارة والحفاظ عليها”. ويأتي المشروع الجديد في إطار سعي الهيئة لتحديث البيانات التي تم جمعها في السابق وللحصول على قائمة أكثر تفصيلاً وشمولية حول التنوع البيولوجي البري والنظم البيئية في إمارة أبوظبي. وخلال إطلاق المشروع الذي بدأ أمس في محمية الوثبة، أوضح فريق الهيئة المعني بتنفيذ المشروع للصحفيين أنه سيتم خلال المسح جمع المعلومات عن النباتات، الطيور، الحشرات، الثدييات، اللافقاريات والزواحف بشكل منظم مستخدمين تقنيات متطورة بالرصد قائمة على التصوير الجوي والأقمار الصناعية للتعرف بشمل أدق وأشمل على النظم البيئية في إمارة أبوظبي. وتوقعت الهيئة أن تنتهي من المرحلة التجريبية للمشروع في يوليو المقبل، بحيث تتوفر قاعدة بيانات واسعة بشأن التنوع البيولوجي في المنطقة الغربية، مع العلم أن المعلومات سيتم توفيرها إلكترونياً بما يتيح تحديثها بشكل متواصل، وقد بدأت الهيئة بمراجعة البيانات الموجودة والتي كانت قد تم جمعها خلال الأعوام السابقة، إضافة إلى جمع بيانات أخرى جديدة وحديثة من المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي. وفي نهاية المطاف ستقوم الهيئة بمسح ميداني شامل لإمارة أبوظبي بأكملها وفي مختلف الفصول على مدار العام. ووفقاً للمشروع، سيتم تقسيم الإمارة إلى مناطق حسب توزيع عناصر التنوع البيولوجي البري فيها حيث سيشمل المسح الأنواع والأعداد، بما يساعد في تقييم الإدارة الحالية لبرامج التنوع البيولوجي بطريقة فاعلة أكثر، وتقييم الوضع في المستقبل في ضوء النمو المتسارع في الدولة، بما يحقق التوازن بين البيئة والاستثمار. وسيسهم المسح، الذي سيشكل قاعدة رئيسية للبيانات وخطوة أولية نحو تنفيذ عملية رصد طويلة الأجل للتنوع البيولوجي البري والموائل الطبيعية، بتمكين الهيئة من تقييم الوضع الحالي للتنوع البيولوجي البري ومدى فعالية أنظمة الإدارة المطبقة. كما سيسهم المسح في توفير الأدوات اللازمة للهيئة لضمان متابعة الآثار البيئية بشكل كامل، إضافة إلى فهم الآثار التي يخلفها التغير البيئي، والأنشطة البشرية والأنواع الغازية على توزيع ووفرة الأنواع الأصلية. وقالت رزان خليفة المبارك الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي إن الهيئة كسلطة مختصة بشؤون البيئة في إمارة أبوظبي، فإنها تعتبر الحفاظ على التنوع البيولوجي أحد أهم أولوياتها الرئيسية، ونحن نقوم بذلك من خلال إجراء البحوث والدراسات. ويعتبر تحديد مدى تنوع الأنواع في الإمارة جزءاً مهماً من إدارة التنوع البيولوجي بنجاح والحفاظ على تراثنا الطبيعي لأجيال المستقبل. ولفتت إلى أن الدراسة ستساعد الهيئة على وضع برامج حماية أفضل ونظم فعالة للمحافظة على الأنواع، فضلاً عن مساعدة صناع القرار في أبوظبي على اتخاذ القرارات الحكيمة فيما يخص الاستخدام المستدام للأراضي. ووجهت المبارك الشكر لدعم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان لهذا المشروع، قائلة: “من خلال دعم قيادتنا المستمر استطاعت الهيئة أن تحقق الكثير، ونمت لتصبح هيئة بيئية ذات احترام ومصداقية وموثوقية عالية”. من جانبه، قال ثابت زهران آل عبد السلام المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في الهيئة “إنه في كثير من الأحيان يتفاجأ الناس بأن دولة الإمارات العربية المتحدة - والتي هي أصغر نسبياً من غيرها من الدول، والتي تتميز بوجود بيئة صحراوية قاحلة وقاسية بها مجموعة واسعة من النباتات والحيوانات. وتتراوح الموائل في دولة الإمارات العربية المتحدة بين البيئات البحرية المغمورة، إلى الكثبان الرملية والجبال مثل جبل حفيت. وتدعم هذه البيئات العديد من الأنواع المهمة مثل سلاحف منقار الصقر، أبقار البحر، وأشجار القرم، البومة النسارية والثعلب الأفغاني المعروف بالثعلب الملكي. وأشار آل عبد السلام إلى أن المسح سيستخدم في توفير معلومات وتحليلات حول الأنواع بشكل فردي، وكذلك حول تجمعات الحيوانات والنباتات، ما سيساعد الهيئة في تحديد التهديدات الحالية والمستقبلية لهذه الأنواع لتعزيز إجراءات الحفاظ على التنوع البيولوجي. ومن النتائج المهمة المتوقعة من هذا المسح توفير معلومات عن مدى وجود الأنواع، والتركيبة المجتمعية لها، ومعلومات عن وفرة وتوزيع كل نوع من أنواع الحيوانات والنباتات. وأوضح أنه تم تصميم المسح باستخدام المعايير الدولية ليكون بذلك نموذجا يمكن اعتماده بسهولة للاستخدام في الإمارات الأخرى، وربما في دول أخرى في المنطقة. ومن خلال مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية سيتم تبادل هذه البيانات مع الجهات المعنية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي. وأشار فريق العمل إلى أن نتائج هذا المسح ستسهم في لعب دور بارز في توجيه برامج المحافظة التي تنفذها الهيئة كذلك تلك البرامج التي تنفذها مجموعات المحافظة بما في ذلك المنظمات غير الحكومية والجامعات وغيرها من الهيئات الحكومية. ولقد اختارت الهيئة مواقع تمثل المنطقة الغربية من أبوظبي، حيث يقوم الباحثون والمراقبون بالهيئة وفي الوقت الحالي بمسح هذه المواقع من خلال القيام بزيارة ميدانية للتحقق من دقة المعلومات المتوفرة فيما يخص أنواع الموائل وحدودها ومن ثم مقارنتها مع الوضع الفعلي في المواقع ذاتها. كما يتم في هذه المرحلة جمع بيانات عن أنواع النباتات الرئيسية فضلا عن جمع أدلة وتسجيل مشاهدات فيما يخص الحيوانات الموجودة في المنطقة. ويجري تنفيذ المسح من قبل الباحثين المختصين في هيئة البيئة والذين هم على دراية كافية في مجال التعرف على الحيوانات والنباتات وتقنيات المسح. وستستفيد الهيئة من الخبرات الدولية في تنفيذ المسح الجوي. كما ستتيح الهيئة الفرصة لطلبة المدارس الثانوية وطلاب الجامعات والمواطنين من المنطقة الغربية وعامة الجمهور ومختلف مجموعات التاريخ الطبيعي على المستوى الإقليمي للمساهمة في هذا المسح والاستفادة من الذاكرة الشعبية بشأن مكونات التنوع البيولوجي في الإمارة. وسيتم تزويد المشاركين بالقوائم اللازمة لإجراء المسح كما سيتم تدريبهم من قبل الهيئة قبل أن يتم البدء بعملية المسح الميداني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©