الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سكان سامراء ينتقمون من المتمردين بالتصويت في الانتخابات

سكان سامراء ينتقمون من المتمردين بالتصويت في الانتخابات
24 أغسطس 2008 01:08
يرى العديد من العراقيين في مدينة سامراء شمال بغداد أن الانتخابات المقبلة هي انتقام ممن قَتلوا ذويهم في أعمال العنف، فيما يعتبر آخرون أنها ستؤدي إلى تغيير الأوضاع جالبة العدالة· وسجل نحو 100 ألف ناخب اسمه في المدينة التي شهدت أعمال عنف عقب تفجير قبة مرقد الإمامين العسكريين في فبراير ·2006 والذي أسفر عن مقتل آلاف الشيعة والسنة معظمهم في بغداد· ورغم إرجاء انتخابات مجالس المحافظات التي كانت مقررة مع بداية أكتوبر المقبل، يقول أحمد حكيم السامرائي (28 عاماً) الطالب في كلية علوم الحياة: ''هذه المرة سوف نصوت بدون أي شك، لابد أن نؤكد حقنا''، ويضيف: إن ''الوضع مختلف الآن بعدما كان الناس خائفين''· ويعكس هذا الموقف تبدلاً في المزاج السني حيال الأوضاع، مقارنة بما كانت عليه الحال قبل أربعة أعوام، فسكان سامراء أرادوا المشاركة في انتخابات العام ،2005 لكن تهديدات القاعدة بالقتل الجماعي حالت دون توجههم إلى مراكز الاقتراع· والمعروف أن جماعات سنية مسلحة منها الجيش الإسلامي، وأنصار السنة، وجيش المجاهدين، ظهرت بعد الغزو الأميركي للعراق العام ،2003 ودأبت على مهاجمة القوات الأميركية والمدنيين العراقيين على السواء· وكان زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبومصعب الزرقاوي الذي قتل في غارة أميركية العام الماضي في محافظة ديالى، توعد سكان سامراء بشن ''حرب بلا رحمة'' ضدهم إذا شاركوا في الانتخابات العامة وانتخابات مجالس المحافظات عام ،2005 وخيم الخوف على سكان المدينة، وهاجم رجال الزرقاوي مدرسة حولت إلى مركز اقتراع، الأمر الذي حرم المدينة ثمانية مقاعد كانت مقررة لها في مجلس محافظة صلاح الدين المكون من 38 مقعداً· وفي سامراء اليوم، يصطف الرجال والنساء من جميع أنحاء المدينة أمام مراكز تسجيل أسماء الناخبين· وترى الولايات المتحدة أن تمرير قانون انتخاب مجالس المحافظات يشكل مفتاح الاستقرار في البلاد، لكنه تعطل على خلفية جدل سياسي محوره مدينة كركوك (شمال) الغنية بالنفط· وأكدت الأمم المتحدة أن 1,8 مليون ناخب جديد سُجلت أسماؤهم في محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار والمثنى· ويقول المزارع ستار حميد (45 عاماً) أمام المركز الرئيسي لتسجيل الناخبين وسط سامراء ملوحاً ببطاقة الاقتراع الصفراء: ''الأوضاع أصبحت أكثر صعوبة، لأننا لم نشارك في الانتخابات الماضية، لكن هذه المرة سوف نمارس حقوقنا''، وأضاف: ''نعيش أياماً صعبة، وكل شيء أصبح غالياً، الحبوب، الأسمدة، لديَّ 19 طفلاً عليَّ إطعامهم''· وتضيق شوارع سامراء بأكوام النفايات والدمار، والكثير من المنازل والمستشفيات لم يتم إصلاحها بعد، فضلاً عن آثار العبوات الناسفة على جانبي الطرق وافتقار السكان إلى أدنى الخدمات من مياه وكهرباء· ولكن الشوارع تنشط بالحركة، والأسواق والمحال التجارية مفتوحة والمطاعم مليئة بالزبائن، في دلالة واضحة على تحسن الوضع الأمني خلال الأشهر الستة الماضية· ويقول صالح أبو براء الذي يملك محلاً تجارياً في سامراء: ''في العام الماضي كنت أفتح محلي لساعتين في أفضل الأحوال، أما الآن فالمحل مفتوح طوال النهار، وكل ذلك يعود إلى التحسن الأمني الكبير، وذلك بفضل التعاون بين عناصر مجالس الصحوة وقوات الأمن العراقية''· ويبلغ عديد قوات الصحوة في سامراء وحدها نحو 3000 آلاف مقاتل ينتشرون ليلاً ونهاراً لمقاتلة تنظيم القاعدة وحماية المدينة· ومن جانبها، تؤكد أم أحمد (45 عاماً)- التي قتل زوجها على أيدي مسلحين مجهولين على بعد مئة متر من المعهد الفني في المدينة- أن ''المشاركة في الانتخابات بالنسبة اليَّ هي انتقام''، وتضيف: ''لديّ ستة أبناء عليّ تربيتهم ولا مال لديّ وراتب زوجي أوقف، آمل أن تأتي الانتخابات المقبلة ببعض العدالة حتى يلقى الناس الذين قتلوا زوجي العقاب''·
المصدر: سامراء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©