عباءات مستوحاة من حضارات شبه الجزيرة العربية

“تتميز عباءات الأعراس والمناسبات بقدرتها على استيعاب العديد من القصات والخامات والألوان، وكأنها لوحة فنية كلما أعيد رسمها ازدادت جمالا واختلافا وسحرا”، بهذه الكلمات تصف المصممة الإماراتية موزة بن حماد عشقها لعباءات الأعراس التي تصممها بجرأة وحرية وانطلاق بلا حدود. وتدرجت بن حماد في دخولها عالم تصميم الأزياء على الرغم من أن الموهبة موجودة منذ الصغر لكنها تتطلب وقتا مناسبا تعلن فيه عن نفسها. عن بداياتها، تقول بن حماد”تميزت بالرسم والخط العربي منذ أن كنت طالبة في المدرسة ما لفت إلي أنظار معلماتي اللواتي كن يطلبن مني عمل الوسائل التعليمية، كما برزت لدي بالفطرة ذائقة ترتيب الأشياء وعمل ديكورات منزلية لفتت أنظار ضيوفنا، ثم أحببت عالم التجميل فدرست كيفية تنسيق الألوان مع البشرة وصرت أخصائية تجميل”. وتتابع “لكنني لم أشعر أن هذا يلبي طموحي فلدي طاقات فنية جمالية إبداعية لم تستثمر في مكانها المناسب بعد، في ذات الوقت لم تكن تعجبني الفساتين والعباءات وبنطلونات الجينز التي كنت أشتريها لنفسي من الأسواق فكنت أحضرها سادة وأصب عليها إبداعاتي من شك وتطريز وزركشة أبهرت الكثيرات ففكرت حينها أن أشق طريقي نحو عالم تصميم الأزياء”. وتضيف بن حماد “بدأت منذ 7 سنوات بتصميم فساتين الحفلات والأعراس والجلابيات، ولم أستمر بها طويلا حتى انتقلت للتركيز على تصميم عباءات الأعراس نظرا للتشجيع المستمر والإقبال المنقطع النظير عليها من زبوناتي وقريباتي وصديقاتي اللواتي تعجبهن فخامتها وأناقتها وتفردها”. ولا تفضل بن حماد العباءة البســيطة السادة ونادرا ما تصممها لأنها تعشق التنوع في القصات حيث ترســم الفكرة على ورق لتحدد أساسيات التصـميم وتبدأ بتطبيقه على الموديل التي تلبسها قطعة قماش خام سادة تضم من هنا وتقص من هناك وتدمج قماشــا مع آخر وتمنحه حياة وحيوية بتطريزه بخيوط الحرير الملونة وشــكه بالاكســسوارات والكرســـتالات والأحجار الكريمة فيغــدو قطعة فخمة جريئة لا تلبســها إلا المرأة الجريئة التي تعشق الموضة وصراعاتها ولا تخشى كسر روتين البســاطة المتداول، وفــق بن حماد. وتشــير إلى أن عباءاتها لربيـــع وصيف 2010 اشـــتملت على 30 عباءة عرضتها في معرض “العــين السابع للأعراس وعروض الأزياء” وكانت ذات أشـــكال وقصات مختلفة تراعي الذوق الخليجي، واستخدمت بن حماد في عباءاتها أقمشة إيطالية تنوعت بين الأورجانزا والدانتيل والشيفون والجلد والكروشيه. وطرحت في مجموعتها لهذا الموسم عباءات من قطعتين؛ فهناك عباءات ساتان مع سراويل تابعة لها استوحت أفكارها من حضارات شبه الجزيرة العربية مخترقة حدود بلاد الأندلس وغيرها وعباءات أخرى ألحقتها بفساتين ساتان ملونة بألوان النقوش وفصوص الخرز والكرستالات الموجودة على نفس العباءة كفكرة جديدة تساعد من خلالها المرأة على كيفية اختيار الفستان المناسب للعباءة التي سـترتديها في الحفل الذي ستحضره. وتبين بن حماد أن فكرة هذا الفســـتان انطلقت من رغبتها في تهدئة العباءة ذات الشــغل المبالغ فيه عبر ملازمتها لفسـتان ســادة ضــيق يبرز ملامح جســـم المرأة وتخفي العــــباءة فوقه ما يمكن إخفاؤه من عيوب، وتقــول “اخترت فساتين بألوان زاهية كالأحمر والأزرق والذهبي والبيج والرصــاصي والنيلي وغيرها حيث ظهـــرت تلك الفســاتين بصـــورة متناغمــة مع عــــباءة زادتها جمالا”. وتؤكد بن حماد أن الكثيرات من زبوناتها حين يقبلن على شراء عباءة من تصميمها يترددن لأنهن يشعرن بالخوف من التغيير ومن ارتداء عباءات فيها نوع من المبالغة لكنها بدورها تشجعهن على المغامرة والانطلاق والجرأة فيتجاوبن معها ويعدن مرات عدة لشراء المزيد بعد أن يجدن الانبهار في عيون الأخريات اللاتي يثنين عليهن ويسألنهن عن مكان شراء عباءاتهن.