الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عيّن خير- (كل أربعاء)

عيّن خير- (كل أربعاء)
15 يونيو 2010 21:40
مراهقة محبطة..! المشكلة عزيزي الدكتور : أنا فتاة عمري سبعة عشر عاماً، أعيش في عالم من “الإحباط العائلي” لا أعرف لماذا؟ فعائلتي أكبر عوامل الإحباط التي تواجهني.إنني في مرحلة الثانوية العامة، وأشعر أن عائلتي لا تسمح بدخولي الجامعة إن لم أحصل على مجموع عالي وهذا يخيفني، ولا أعرف كيف اتعامل معهم؟ وكيف أتعامل مع إحباطاتهم وكيف يصبح لدي همة عالية؟ أرجو أن تساعدني للتخلص من هذا الإحباط. وبم تنصحني؟ الطالبة: ت.س. النصيحة ابنتي العزيزة أشكرك على ثقتك، ويسعدني أن أجيبك بكلمات محدودة، أرجو أن تتفهميها جيداً، وتعملي بها بدقة، فالإحباط مجموعة من المشاعر المؤلمة التي تنتج عن وجود عائق يحول دون إشباع حاجة من الحاجات. وأظن أن في مقدمة ذلك حاجتك إلى النجاح والتفوق وإثبات الذات. وأظنك معي أن ليس هناك من الآباء والأمهات من لا يتمنون خيراً لأبنائهم وبناتهم، وعادة ما يجهل أو يغيب عن كثير منهم كيفية التصرف السليم، أو كيفية تحفيز وتشجيع الأبناء على النجاح، وهذا يتوقف على عدة عوامل، وفي مقدمتها الثقافة والتعليم، وهو مالم تذكريه في رسالتك. لكن علينا أن نتعامل مع الوضع مهما كانت الظروف. بداية عليك أن تعلمي أن كلما كانت قواك أعظم وتماسك شخصيتك أمتن وأصلب استطعت تحمل الإحباط وثابرتِ في تجاوز عوائقه، وانطلقتِ في الحياة محققة هدفك. وكلما استسلمت للعوائق التي تواجهيها كلما ابتعدتِي عن تحقيق هدفك. ومن ثم عليكِ التمسك بالهدف، وهيئي نفسك لمواجهة أي عائق أو مانع لكن بتفكير إيجابي مزود بالصبر، ولا تعطِ فرصة للشك والتراخي أن يتسللا إلى قلبك، وكوني على يقين تام بأن ما تنجزينه من أعمال يقربك إلى هدفك، ومن الأهمية أن تحتفظي بهدوئك، وتجاهلي أي كلمة تغضبك ما أمكن لك ذلك، وتذكري قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:” أرض بما قسم الله لك، تكون أغنى الناس”، فإذا أراد الإنسان تغيير حاله وتطوير ذاته والسعي إلى الكمال فإنه حتماً سيواجه معوقات كبيرة وكثيرة وأول هذه المعوقات وأشدها كيفية التعامل مع نفسه، إذ إن أكبر المعوقات هي التي تنبعث من الذات. ولهذا نجد القرآن الكريم ينسب الخلل والقصور إلى النفس الإنسانية في الآية الكريمة “ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ” فالمصائب والأخطاء في غالبها مبعثها من النفس، فعملية البناء والهدم تبدأ أولاً من الداخل من النفس “إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ “. وغالب الحال أن التأثير الخارجي لا يكون له أثر كبير ما لم يكن هناك قابلية من الداخل. وعندما ندرك أن أساس التغيير ـ سلباً وإيجاباً ـ هو التغيير الداخلي وأن العوامل الخارجية ليست أساسية في التغيير فإن الاهتمام الأولي يكون للداخل، وهذا المسلك ضروري لمن أراد أن يتغلب على كثير من الإخفاقات ويتخلص من الإحباط أن يتجه إلى نفسه فيقوم بإصلاحها وتهذيبها وتقويمها. ومن أراد أن يغير من حاله ويرتقي بها في سلم الكمال فعليه أن يوطّن نفسه على مواجهة الصعاب، وليعلم أن الطريق لن يكون سهلاً خالياً من الأكدار والمنغصات، ومن أراد التغيير دون أن تواجهه مشاكل في الطريق فهو لم يعرف حقيقة الحياة وطبيعة التحول والترقي. وإذا كانت المعاناة من ضروريات التغيير فإن الأمر السلبي الذي قد يصاحب التغيير هو حالة الإحباط التي قد تصيب الإنسان من هذه المعاناة؛ والحقيقة أن الإنسان قد يجعل من الإحباط قوة دافعة للإنجاز وتحقيق أهدافه وطموحاته، فبالإمكان تحويل الإحباط إلى قوة إيجابية. ابنتي.. إننا إذا نظرنا إلى الشيء الإيجابي في أمر ما فإننا نكون قادرين على حل مشاكلنا وتجاوز الوضع بطريقة أسرع وأسهل من هؤلاء الذين لا يرون إلا السلبيات والوقوف عند الإحباطات. فهناك فرق بين أن تكون ضحية أو أن تكون المنتصر. فأنت إذا نظرتِ إلى الإحباط على أنه منحة وهدية فإنك تكون قادرا على تجاوز هذا الإحباط وتحسين حياتك وتحقيق أحلامك. فلا تنشغلي بالأحداث الجزئية والجانبية عن الغاية الكبرى، وتذكري أن العقبات تعطي فرصاً رائعة للإبداع، واعلمي أيضاً أن الضغط النفسي قد يصور الأمر على غير حقيقته مما يتعذر على الإنسان اكتشاف الحل. فقد نبذل جهداً قوياً وعملاً شاقاً تجاه تحقيق أهدافنا أو مشروعاتنا ومع ذلك نجد الإخفاق، وأحياناً نلتصق بعمل ما حتى إننا لا نستطيع أن نرى عملاً غيره، ولا ندري لماذا؟ وإذا نظرتي إلى الإحباطات التي تواجهيها كفرص وخبرات اكتسبتيها فإنك ستواصلي في مسيرك وتتغلبي على العقبات والمشاكل التي تواجهكي. إننا نحتاج فقط إلى أن نتعلم كيف نتعامل مع الإحباط. أعيدي قراءة ما فات جيداً، وحاولي أن تترجمي ما قصدت، وإن شاء الله ستنجحين في مقصدك، وتتغلبين على ما يؤرقك، وتصلين إلى أهدافك... مع أطيب التمنيات بالتوفيق. هذه مصيبتي المشكلة عزيزي الدكتور : أنا شاب جامعي أعمل في وظيفة مرموقة، تزوجت منذ ست سنوات من فتاة جامعية من أسرة طيبة زواجاً تقليدياً، ويا ليتني ما تزوجت.أشعر أنني أكره زوجتي، لكن السبب أنها تكرهني أيضاً بل تشعر تجاهي بحقد دفين، لا أعلم ما السبب، لعلها كانت تحب رجلا غيري، وتزوج غيرها، وتزوجتني حيث لم يكن لها إلا الزواج، ولعلها أرادت أن تنتقم من جنس الرجال من خلالي. أنا أعترف أيضًا أنني كنت أحب فتاة أخرى، ولم أتزوجها لأن أهلها زوجوها لرجل لا تحبه بحثاً وراء المال، فالمهم هذه هي حالي مع زوجتي. اجتهدت كثيراً لأبلغ رضاها، بالهدايا وشراء ما تحتاج إليه، ولم تقل لي يومًا: “شكرًا”، ولم تقل لي يومًا: “يا حبيبي” ولو مجاملة، رغم أنني قلتها لها ملايين المرات، ولم أبق كلمة حب إلا وقلتها لها، وحاولت الدخول إلى قلبها؛ فلم تبُح لي يومًا بشيء عن أسرارها، رغم أنني بحت لها بكل أسراري، وأخبرتها بكل أسراري، وبت أشعر تجاهها بالكره، وأدعو الله ألا يلقيني بها يوم أن ألقاه، وأن لا تكون زوجتي في الآخرة، لشدة العذابات وكثرة الجراح التي أصابتني.ورغم خصاماتنا الكثيرة وعادة ما كانت هي السبب في الكثير منها، إلا أنها لم تقل يوما:” آسفة”، بل أنا الذي لا بد أن أقول “آسف”.. لماذا؟ حتى أبسط حقوقي الزوجية منها لابد أن يسبقها اعتذارات وتنازلات و.. و... ولا أجد منها سوى الجمود، وأشعر أنها تعيش معي كتقضية واجب. أشعر أن مصيبتي كبيرة، ولا سيما أنني أنجبت منها بنتا، وأقول لنفسي إن الأيام ستغيرها، وفكرت أخيراً أن أتزوج عليها، لكن المحيط الاجتماعي يجعلني متردداً، رغم كرهي الشديد لها، حتى أنني كرهت ابنتي من أجلها. أعيش الغربة في بيتي، وتمر الأيام دون حتى مجرد السلام بيننا، وإن قلت شيئاً لابد وأن تخالفه، ولم أعد أتحمل هذا الوضع، وأفكر جدياً في الانفصال عنها مهما كان الثمن. فبم تنصحني جزاك الله خيراً. سامح. أ.أ. النصيحة صديقي العزيز: نحن أمام مشكلة حقيقية أنت أنهيتها بعزمك على الانفصال عن زوجتك قبل أن تنتظر الإجابة، ويبدو أنك تنتظر أن نبارك هذه الخطوة ليرتاح ضميرك. وفي حقيقة الأمر أنا لم أستوعب جيداً أسباب هذا الشقاق والكره من جانب الزوجة، ومع أنني استمعت إلى طرف واحد، لا يمكنني الجزم مع ثقتي فيما قلت تماماً، ودائماً ما يغفل الرجال أو يتجاهلون دورهم في مثل هذه الخلافات. لكن لو افترضنا جدلاً دقة وصحة ما تقول، وأن زوجتك تعيش أسيرة حب مضى، حتى بعد زواجها وإنجابها، فلا أظن أن كرامة أي رجل طبيعي تقبل ذلك. وما دامت ارتضت وتزوجتك، عليها أن تكون زوجة بمعنى الكلمة، وبكل ما تحمل من حقوق وواجبات، وإن افترضنا صحة ما تقول، أسألك ماذا؟ يجبرك على هذه الغربة والانتظار؟ لا تبالغ في الخوف من المجتمع المحيط، فالشريعة حددت وأباحت هذا الحق، ولا أظن أن هناك سببا يدعو إلى الزواج الثاني أهم مما قلت، ورغم أنني لا أنصح أبداً بذلك، لكن ربما هذا الحل يضعها أمام نفسها، وتستفيق من وهم امتد ست سنوات، ولم تحترم قدسية ارتباطكما ولا أهمية للطفلة المسكينة التي ورثت الكره والحقد وجفاف المشاعر والضغينة بينكما. إن كنت تشعر حقيقة أنك استنفذت كل السبل والطرق الممكنة إلى قلبها، لا مجال أمامك سوى اتخاذ قرار الزواج ثانيةً، فربما هذا الحق يضعها أمام مفترق طرق تعيد حساباتها قبل أن تعبره، وأتمنى أن توفق في حياتك وتضع لمتاعبك نهاية عاجلة إن شاء الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©