الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيري... ومحاولات استئناف عملية السلام المتعثرة

كيري... ومحاولات استئناف عملية السلام المتعثرة
10 ابريل 2013 23:10
كريستا كايس براينت القدس الاهتمام الذي يوليه وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، لإطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، كما تؤكد ذلك جولته الثالثة في المنطقة خلال أقل من ثلاثة أسابيع، يمثل ما يعتبره البعض جهوداً دبلوماسية أميركية تحظى بفرص أكبر في النجاح منذ عام 2000. لكن لا يعني ذلك أن الطريق مفروشة بالورود، فالطرفان يشككان في قدرة «كيري» على تقديم حل ملموس. ومع ذلك يبدو وزير الخارجية الأميركي مصمماً على إطلاق المفاوضات حتى في ظل عدم اتفاق الطرفين من خلال لعب دور الوسيط بينهما وطرح مجموعة من الاقتراحات القادرة على التقريب بين وجهات النظر المتباعدة، وهو الأمر الذي يؤكده، «جيرسون باسكين»، من المركز الإسرائيلي الفلسطيني للأبحاث والمعلومات بالقدس، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لم تبذل جهداً مماثلاً منذ إدارة كلينتون. ويضيف الباحث الذي ساعد في ترتيب المفاوضات السرية بين «حماس» وإسرائيل لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، قائلاً «يبدو كيري جاداً في إطلاق المفاوضات، وفي الوقت نفسه عارفاً بتفاصيل عملية السلام وأسباب فشلها، لذا يحاول عدم ارتكاب الأخطاء نفسها. وأنا أجد في تصريحات كيري مثل تأكيده أن الصراع قابل للحل أمراً مشجعاً»، وكان «كيري» قد رافق أوباما في زيارته إلى القدس ورام الله قبل أسبوعين، ثم عاد بعد ذلك في رحلة أخرى للمتابعة، ليرجع مرة ثالثة يوم الأحد الماضي في جولة من ثلاثة أيام. ومنذ ذلك الوقت، التقى وزير الخارجية رئيس الوزراء الإسرائيلي، ورئيس السلطة الفلسطينية، وباقي كبار المسؤولين على الجانبين، حيث علق كيري على لقاءاته في حديث مع إحدى وكالات الأنباء قائلاً «كل واحد من الأطراف طرح مقترحات بناءة فيما يتعلق بالطريق إلى إحياء المفاوضات». وترتكز المبادرة الأميركية في جزء منها على ضمان فترة من الهدوء يستطيع من خلالها «كيري» بناء بعض الزخم، لذا وخلال زيارة أوباما توصل إلى تفاهم مع نتنياهو بعدم الإعلان عن بناء مستوطنات جديدة خلال الأسابيع الثمانية المقبلة، فيما يمتنع الفلسطينيون عن القيام بمبادرات جديدة في الأمم المتحدة مثل فتح ملف جرائم الحرب ضد إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية، هذا الأمر عبر عنه غسان الخطيب، المتحدث السابق باسم السلطة الفلسطينية ونائب رئيس جامعة بير زيت بالضفة الغربية، قائلاً: «أعتقد أن الهدوء هو أساس المقاربة الأميركية من خلال منع الطرفين من القيام بتصرفات أحادية، بحيث تعتقد أميركا أن ذلك ضرورياً لتقريب الطرفين ودفعهما إلى طاولة المفاوضات. لكن نقطة الضغط الوحيدة في المقاربة الأميركية هي ماذا بعد انتهاء مهلة الثمانية أسابيع؟». ولإنجاح المساعي الأميركية ببعث عملية السلام من جديد يعمل «كيري» على أكثر من جبهة بما فيها محاولاته تعزيز الاقتصاد الفلسطيني، والحصول على مقترحات مكتوبة من الطرفين توضح مواقفهما حول القضايا الأساسية مثل الحدود والأمن، والعمل مع القادة العرب لإحياء مبادرة السلام العربية للعام 2002. وربما أيضاً دفع تركيا للانخراط من خلال زعيمها أردوجان للمساعدة في الوساطة بين «فتح» و«حماس». ويذكر أن مبادرة السلام العربية التي اقترحتها السعودية وصادقت عليها الدول العربية في قمة الجامعة العربية ببيروت عام 2002 تمنح إسرائيل تطبيعاً كاملا للعلاقات مع العالم العربي مقابل إقامة دول فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي احتلتها في عام 1967، بما فيها مرتفعات الجولان. وتدعو المبادرة العربية أيضاً إلى حل قضية اللاجئين الفلسطينيين استناداً إلى قرار الأمم المتحدة 194 القاضي بعودة اللاجئين إلى ديارهم وتعويض من لا يرغب في العودة. لكن عودة اللاجئين تُشكل خطاً أحمر بالنسبة لإسرائيل، كما أن الرجوع إلى حدود ما قبل عام 1967 مرهون بقبول الفلسطينيين بتبادل الأراضي، بما يسمح لإسرائيل بالحفاظ بالمستوطنات الكبرى داخل حدودها. وفي الجهة الأخرى تمثل العودة إلى حدود عام 67، وهي ما تبقي 22 في المئة من أرض فلسطين التاريخية للفلسطينيين، خطاً أحمر للسلطة الفلسطينية لا يمكن التراجع عنه بأي حال من الأحوال. ويبدو أن «كيري» حاول تغيير بعض بنود المبادرة العربية في مسعى لإقناع الإسرائيليين بالموافقة عليها، لكن دون أن يحقق نجاحاً في ذلك، فيما قررت الجامعة العربية إرسال وفد إلى واشنطن في 29 أبريل المقبل مع زيارة عباس لقطر لمناقشة استئناف المفاوضات مع إسرائيل وبحث سبل المصالحة بين الفصيلين الفلسطينيين، «حماس» و«فتح»، لا سيما وأن الانقسام بين الطرفين الذي استمر ست سنوات كان أحد العقبات الأساسية في وجه التوصل إلى اتفاق للسلام. ورغم أن إسرائيل أدرجت «حماس» كمنظمة إرهابية، فإن استمرار سيطرتها على غزة يجعلها قادرة على حرف عملية السلام وتعطيلها إن أرادت. ولم يكتفِ كيري في مساعيه بالحديث إلى أطراف الصراع الأساسيين من الفلسطينيين والإسرائيليين، بل حاول إشراك رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوجان، في زيارته الأخيرة إلى تركيا للتوسط في المصالحة بين الفصيلين الفلسطينيين. لكن المراقبين يحذرون من النتائج العكسية لمحاولة «كيري» إشراك تركيا، لا سيما وأن جهود المصالحة بينها وبين إسرائيل لم تتعزز بعد، وهو ما عبر عنه الدبلوماسي الإسرائيلي «آلون ليان»، قائلاً: «هناك نوع من التسرع في تحقيق إنجاز إضافي فيما الأول لم يترسخ بعد، فالاعتذار الإسرائيلي لم يعالج جميع القضايا بين تركيا وإسرائيل». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©