الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدبلوماسية... لتهدئة الأزمة الكورية

10 ابريل 2013 23:13
هوارد لافرانشي واشنطن يتوقف احتمال نجاح الدبلوماسية في الحيلولة دون تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، بسبب الخطوات المستفزة للزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، على عنصرين رئيسيين: تقييم الصين المجاورة للموقف بصفة عامة، والوضع الداخلي لزعيم البلاد الجديد. والعنصران من النوع الذي يصعب على الدبلوماسيين الأميركيين قياسه، على رغم أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيقوم بزيارة سيئول، وبكين، وطوكيو، في موعد لاحق من هذا الأسبوع -جزئياً- من أجل الحصول على مساعدة الصين في وضع نهاية غير عنيفة لحالة المواجهة الحالية. أولاً، يقول بعض الخبراء في شؤون المنطقة إن كيري سيكون بحاجة للتيقن مما إذا كانت الصين قلقة بشأن الآثار المحتملة لتهديدات كيم جونج أون النارية، بدرجة تكفي للتخلي عن شكوكها حول النوايا الأميركية طويلة الأمد في المنطقة، التي فاقم منها إعلان إدارة أوباما عن نيتها تحويل «محورها نحو آسيا». أما بخصوص العامل الثاني، أي «كيم» نفسه؛ فإن السؤال هو عما إذا كان الزعيم الكوري الشمالي قد تمكن من خلال رفع حدة التوتر من تعزيز قبضته على السلطة في بلاده، إلى الدرجة التي تمكنه الآن من التراجع عن موقفه العدائي. يوضح «أندرو سكوبيل» المحلل السياسي رفيع المستوى المتخصص في العلاقات الأميركية- الصينية بمؤسسة «راند» في أرلينجتون، بولاية فرجينيا، هذه النقطة بقوله: «أعتقد أننا سنرى عملاً ما من جانب كيم -ربما إجراء تجربة صاروخية أخرى في الأيام القليلة القادمة- يعقبه بعد ذلك التراجع خطوات للخلف لأنه مضطر للاهتمام بسيطرته على الداخل». ومن جانبها، تتطلع الولايات المتحدة للصين من أجل العمل على كبح جماح حليفها المثير للمتاعب -وهذا هو السبب في توقف كيري في بكين يوم السبت، ومحادثة أوباما الهاتفية الأسبوع الماضي مع زعيم الصين الجديد، الرئيس «شي جينبينج». ولكن الصين تبدي إحجاماً عن الضغط على بيونج يانج بطرق يمكن أن تفيد وضع الولايات المتحدة في المنطقة، كما يقول «سكوبيل». وحول هذه النقطة يقول «سكوبيل» -وهو أيضاً المؤلف المشارك لكتاب: «بحث الصين عن الأمن»: «إن الصينيين أكثر اهتماماً بما يمكن للأميركيين القيام به أكثر من اهتمامهم بما يمكن للكوريين الشماليين القيام به». وفي غمار الأزمـة الكوريـة الشمالية لم تتخلَّ بكين عن مخاوفها المتعلقة بسياسة «إعادة التوازن» التي تنتهجها إدارة أوباما، والتي تعني إعادة ترتيب أولوياتها في اتجاه قارة آسيا، كما يقول بعض المحللين الإقليميين. ويعتقد «سكوبيل» أن بكين لا ترى الزيادة الأخيرة في التوترات على أنهـا أزمـة -على رغـم أنهــا شعـرت بالقلـق بعـد إقـدام بيونج يانج على إطلاق صاروخ، وإجراء تجربـة نووية هذا العام، بدرجة تكفي لدعمها لفرض حزمة جديدة من العقوبات الدولية ضد الشمال. ولكن الولايات المتحدة ما زالت تراودها آمال أن الصين ستستخدم نفوذها، وما تتمتع به من قوة ضغط على الشمال، باعتبارها شريكه التجاري الأول، وشريان الحياة الأساسي بالنسبة له. ويشير بعض المسؤولين والمحللين الأميركيين إلى دعم الصين لفرض حزمة عقوبات جديدة ضد كوريا الشمالية، وللتعليقات الصادرة في الآونة الأخيرة من قبل المسؤولين الصينيين بمن فيهم الرئيس «شي» نفسه كدليل على أن الصين باتت تشعر -وعلى نحو متزايد- بالضيق والسأم تجاه تكتيكات «كيم» المزعزعة للاستقرار. ومن المقرر أن يعمل كيرى على سبر غور هذه النظريات عندما يكون في بكين. ولكن حتى إذا ما كانت الصين راغبة في الضغط على بيونج يانج، فإن نفوذها قد لا يكون بنفس الأهمية بالنسبة لكيم مقارنة بهدفه الأساسي وهو تعزيز وضعه الداخلي بين النخب الكورية الشمالية، وعلى وجه الخصوص المؤسسة العسكرية. وتفيد بعض التقارير القادمة من بيونج يانج أن الشعور بتأثير العقوبات الدولية الإضافية التي وافق عليها مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي، أصبح أكثر حدة، في الوقت الراهن في كوريا الشمالية، وعلى وجه الخصوص من قبل النخب التي يحتاج «كيم»، إلى وقوفها وراءه. يشار إلى أن تلك العقوبات تشمل إجراءات ضد بنك الصرف الأجنبي الرئيسي لدى كوريا الشمالية، كما تشمل فرض حظر على تصدير السلع الفاخرة إلى تلك الدولة، التي يستخدمها النظام للمحافظة على درجة رضا وسعادة النخب التي تشكل بنية السلطة في دولته. وفي نظر بعض المحللين قد يكون الهدف من الطريقة التي يتصرف بها «كيم»، هو تعزيز مقدار الدعم الذي يحصل عليه بين نخب بلاده توقعاً لاحتمال أن العقوبات ستكون أكثر إيلاماً في المستقبل القريب. «فأي شيء يؤثر بالسلب على المنافع التي تحصل عليها تلك النخب، يمكن أن يؤثر على درجة ولائها لكيم». وتفسير سلوك «كيم» على هذا النحو، قد يساعد أيضاً على تفسير السبب الذي يدعو للاعتقاد أن الصين حتى لو كانت قلقة من تصاعد التوتر، إلا أنها لا تنظر إلى الأمر على أنه وصل إلى مرحلة الأزمة التي تتطلب هجمة دبلوماسية خشنة. أما السؤال المتعلق بمقدار الضغط الذي قد يرغب كيري من الزعماء الصينيين في أن يمارسوه على «كيم»، فيرد عليه «سكوبيل» بقوله: «إنه ليس كبيراً على الأرجح». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©