الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أمسية تتبع آفاق الحكاية الشعبية

10 ابريل 2013 23:15
الشارقة (الاتحاد) - شهد مقهى الدريشة الثقافي الذي يقام بمناسبة «أيام الشارقة التراثية»، مساء أمس الأول أمسية بعنوان «الحكاية الشعبية بين الواقع والأسطورة»، قدمها الباحث والإعلامي القطري صالح غريب، وأدارها الإعلامي الإماراتي خالد المطروشي. تناول الباحث صالح غريب في أمسيته الحكاية الشعبية في العالم بشكل عام وفي التراث العربي بشكل خاص، وقدم الباحث استعراضاً مفصلاً لهذه الحكايات وحضورها في الذاكرة التاريخية من خلال ما تحتشد به كتب الطبري والأصفهاني والمسعودي وابن كثير وغيرهم، بالكثير من هذه الحكايات التي عرفت في العصر الجاهلي وما تلاه، وقد منح الإسلام الحكاية الشعبية شرعية الدخول إلى ميدان الأخبار المعروفة آنذاك، واقترنت الحكاية بالأسمار والمسامرة، ويمكن القول إن الموجهات الخارجية للقص العربي تركت أثرها الكبير في الحكاية، سواء في هيمنة قالب الإسناد على متونها، أم في إكسائها قالباً اعتبارياً، الأمر الذي جعل الحكاية حقلاً خصباً يغذي موقفين متناقضين، أولهما انتماؤها إلى إنتاج المتخيَّل، وثانيهما خضوعها للإسناد الذي يفترض صحة انتساب القول لقائله، وأضاف لقد أصبح هذا من الخصائص المميزة للحكاية، مما جعلها في تاريخ الثقافة العربية، تندرج ضمن مرويات الأسمار، فامتزجت فيها المأثورات وأخبار الملوك، فضلاً عما ترسب في الذاكرة الجماعية من أخبار ووقائع قديمة. ومن المعروف أن الحكاية الشعبية تشكلت في البدايات في أوساط العامة فلم يُعن بها أحد من الخاصة، إلا بوصفها نوعاً من الأسمار اللطيفة. وأضاف الباحث أن الحكاية الشعبية في القرن الثاني الهجري قد استأثرت باهتمام الإخباريين والشعراء والكتاب، وخاصة في العصر العباسي، حيث ترجم ابن المقفع كتاب «كليلة ودمنة» وازداد الاهتمام بالأمر في القرنين الثالث والرابع، وذكر المؤرخ حمزة الأصفهاني أنه كان في عصره من كُتب السمر التي تتداولها الأيدي ما يقرب من سبعين كتاباً، كذلك ظهرت كتب حول أحاديث «السندباد» و«السنور والفأر» في المدة التي جرى فيها نقاش واسع حول دخول حكايات «ألف ليلة وليلة» في الموروث العربي. كما استعرض الباحث صالح غريب المعنى الأكثر أهمية في الحكاية الشعبية في جميع أنحاء العالم في العصر الحديث، من خلال النظر إلى الحكاية الخرافية كجنس أدبي سردي قصير شعرياً كان أو نثرياً. ويحمل هذا المعنى دلالتين: الأولى أن شخصيات الحكاية تكون غالباً من الحيوانات، والثانية أن الحكاية ترمي إلى تقديم أمثولة أخلاقية. وتتمثل جمالية الحكاية الخرافية في موافقتها بين هاتين الدلالتين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©