الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اندفاع قطري «مجنون» لكسب أصدقاء على الساحة السياسية في أميركا

9 مايو 2018 01:06
دينا محمود (لندن) كشفت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية النقاب عن أن النظام القطري يسعى للاستحواذ على حصة كبيرة من أسهم وسيلة إعلام ذات توجهات محافظة في الولايات المتحدة، تتبع شركةً مملوكةً لأحد أصدقاء الرئيس دونالد ترامب، وذلك في إطار مساعيه لمواجهة حملة الهجوم الإعلامي الضارية التي يواجهها في أميركا على خلفية تشبثه بسياساته الداعمة للإرهاب، والمتقاربة مع إيران. وفي تقريرٍ إخباري أعده الصحفي بِن شريكينجز، نقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بأنها مطلعة على الاتصالات الجارية بشأن هذا الأمر قولها، إن مسؤولين قطريين أجروا عدة لقاءات منذ مطلع العام الجاري مع ممثلين عن الشركة المالكة لموقع ومجلة «نيوزماكس» المتخصصين في نشر الأخبار ومقالات الرأي. وأشار التقرير إلى أن كريس رودي، مالك الشركة وصديق ترامب، رفض الإجابة عن أي أسئلة تفصيلية حول هذا الموضوع، مُكتفياً بالقول إن «كل ذلك غير صحيح»، كما نقلت الصحيفة عن متحدثٍ باسم السفارة القطرية لدى واشنطن إحجامه عن التعليق. ولكن «بوليتيكو» أكدت -استناداً إلى مصادرها- أن المفاوضات الجارية بشأن شراء الدويلة المعزولة حصةً في «نيوزماكس»، تجري تحت إشراف الشيخ محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني الشقيق الأصغر لأمير قطر، قائلةً إن الاهتمام بالاستحواذ على حصةٍ في الموقع والمجلة يمينيّ التوجهات جاء «في غمار اندفاعٍ مجنونٍ من جانب قطر، لكسب أصدقاء ونفوذ في الولايات المتحدة»، وذلك في إطار محاولاتها المستميتة للخروج من العزلة الخانقة المفروضة على نظامها الحاكم، والتي شددت الصحيفة الأميركية على أنها تحظى بتأييد الرئيس ترامب. وأشارت إلى أن إتمام هذه الصفقة سيجعل «القطريين شركاء تجاريين» لأحد الأصدقاء المقربين البارزين لترامب، قائلة إن ذلك يهدف «لتعزيز نفوذ هؤلاء القطريين في عالم وسائل الإعلام ذات التوجهات المحافظة في الولايات المتحدة». وذَكّرَ التقرير بالتأييد الذي أبداه الرئيس الأميركي للتدابير الصارمة التي اتخذتها الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) ضد النظام القطري في منتصف العام الماضي، ووصف ترامب لـ«نظام الحمدين» -حينذاك- بأنه «ممولٌ للإرهاب». ونقلت «بوليتيكو» عن كريستيان أولريخسن الخبير المخضرم في شؤون منطقة الخليج العربي في معهد بيكر للسياسات الخارجية بالولايات المتحدة تأكيده على الجهود اليائسة التي يبذلها النظام الحاكم في الدوحة لتقوية شبكة علاقاته على الساحتين السياسية والاقتصادية في أميركا، في مسعى لمواجهة الموقف الصارم الذي اتخذه البيت الأبيض من الدوحة. ولكن الصحيفة المرموقة حذرت من مغبة إبرام أي صفقات مع نظام تميم، الذي قالت إنه يستحوذ على موارد مالية وفيرة. وأكدت في هذا الصدد أن مثل هذه الاتفاقات تنطوي على «مخاطر سياسية، خاصةً لشركاتٍ تعمل في دوائر محافظة التوجهات، وذلك بسبب الصلات الوثيقة (بين قطر) وإيران، وكذلك الاتهامات الموجهة لحكومة الدوحة بتمويل الإرهاب». وأبرزت «بوليتيكو» المكانة التي يحظى بها رودي مالك شركة «نيوزماكس» على الساحتين السياسية والإعلامية في الولايات المتحدة. وقالت إن نفوذ هذا الرجل -الذي يشكل منذ أمدٍ طويل أحد أطراف اللعبة على ساحة الإعلام ذي التوجهات المحافظة في أميركا- تصاعد بشدة منذ انتخاب الرئيس الأميركي أواخر عام 2016. وأشارت إلى أنه من بين الأصدقاء الذين يتشاور معهم ترامب بشكل منتظم ولعدة ساعات، سواء على الهاتف أو خلال عطلات نهاية الأسبوع، التي يقضيها الرئيس الأميركي في ناديه الخاص بولاية فلوريدا، وهو النادي الذي يشغل كريس رودي عضويته. وقالت الصحيفة، إن المفاوضات بين شركة هذا الرجل وممثلي النظام القطري بدأت في يناير الماضي وجرت في نيويورك وفلوريدا، مُشيرةً إلى أن بعض اللقاءات المتعلقة بهذه الصفقة المحتملة عُقِدت في الأسبوع الأول من أبريل الماضي، خلال وجود اثنين من أفراد أسرة آل ثاني الحاكمة في قطر في أميركا، بوصفهما مسؤوليْن كبيريْن في «جهاز قطر للاستثمار»، وهو صندوق ثروة سيادي قطري، تستخدمه الدوحة لتمويل حملات الدعاية والعلاقات العامة الضخمة التي لجأت إليها منذ فرض العزلة عليها. وأشار تقرير «بوليتيكو» إلى أن الدوحة رصدت ميزانيةً تصل إلى 90 مليون دولار لهذه الصفقة، وذلك بهدف العمل على توسيع الخدمة التليفزيونية التي تقدمها الشركة المالكة لـ«نيوزماكس»، والتي أُسِسَت في عام 1998 وتطلق منذ هذا الحين موقعاً إلكترونياً ومجلة كذلك، قبل أن تدشن خدمتها التلفزيونية عام 2014. ولفت التقرير الانتباه إلى أن النظام القطري جعل بدوره الاستثمار في مجال البث التلفزيوني «حجر زاوية في استراتيجيته (لاكتساب) النفوذ الخارجي»، في إشارة واضحة إلى شبكة «الجزيرة» التليفزيونية المملوكة لحكومة الدوحة، والموصومة بالترويج للأكاذيب والإرهاب والتطرف. وفي إشارة واضحة إلى الهدف الحقيقي لـ«نظام الحمدين» من وراء صفقة «نيوزماكس» المحتملة، نقلت الصحيفة الأميركية عن مصادرها القول إن القطريين يعتبرون تلك الصفقة «سياسيةً في المقام الأول، ولا تأتي الاعتبارات المالية سوى في مرتبةٍ ثانوية». وقارنت «بوليتيكو» بين لهجة «نيوزماكس» حيال قطر في بداية الأزمة الحالية، وما طرأ على هذه اللهجة من تغيراتٍ فيما بعد، ما يوحي بوجود مساعٍ فعلية للتمهيد لشراء الدوحة حصةً في الشركة المالكة للموقع والمجلة. وقالت الصحيفة في هذا الشأن إن «نيوزماكس» كان قد نشر مقالاً افتتاحياً في الأسابيع الأولى للأزمة القطرية، يحفل بالهجوم على «نظام الحمدين»، إلى حد أنه عنونه بالقول: «ليس بوسع الاستقرار العالمي تحمل استثمارات قطر على صعيد الإرهاب»، ولكن الأمر تغير عند تغطية الزيارة التي قام بها أمير قطر للولايات المتحدة منتصف الشهر الماضي، إذ اعتبرت «بوليتيكو» أن هذه التغطية كانت ذات طابعٍ مختلف وإيجابي بالنسبة للدوحة بشكلٍ أكبر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©