الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب

ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب
14 يونيو 2017 09:39
أحمد محمد (القاهرة) استغفر خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام لوالديه، دعا بأعظم المطالب والمقاصد التي عليها النجاة، في الدار الآخرة، وهو طلب المغفرة له ولجميع المؤمنين، دعوة عظيمة من الدعوات الجليلة، خصَّ نفسه بالمغفرة، وقدمها في الدعاء شعوراً بالتقصير مما لا يسلم منه البشر قال: (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ)، «سورة إبراهيم: الآية 41». يقول العلماء، إن إبراهيم عليه السلام، دعا لوالديه بالمغفرة لعظم حقهما عليه، كما قال تعالى: (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)، «سورة الإسراء: الآية 24»، إلا أنه دعا لأبيه بالمغفرة إنما كان عن موعدة وعدها إياه، فلما أصر على الكفر تبرأ منه كما قال تعالى: (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ)، «سورة التوبة: الآية 114»، فدلت الآية الكريمة على عدم جواز الدعاء للمشركين بالمغفرة ما داموا على الكفر، والشرك سواء كان في حياتهم أو بعد مماتهم، لكن له أن يدعو لهم بالهداية والتوفيق للإيمان. واستغفاره للمؤمنين يوم يقوم الحساب، أي واستر ذنوبهم، وتجاوز عن سيئاتهم يوم يثبت ويتحقق محاسبة أعمال المكلفين على الوجه الأعدل منك، ولا يوجد أعدل منك يا ربنا، وفي هذه الدعوة البشارة الكبيرة لكل مؤمن ومؤمنة بالمغفرة، لأن اللَه تعالى لا يرد دعاء خليله فيما سأله، وكذلك بشارة النبي، صلى الله عليه وسلم، فعن عبادة بن الصامت قال، سمعت النبي، صلى الله عليه وسلم يقول: «من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة»، والحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف كثيرة. لذا ينبغي للعبد أن يكثر من هذه الدعوة المباركة الشاملة لكل مؤمن ومؤمنة من لدن آدم إلى قيام الساعة، قال ابن كثير، ينبغي لكل داعٍ أن يدعو لنفسه ولوالديه ولذريته، ويستحب للداعي أن يبدأ بنفسه حال دعائه، كما قال تعالى لنبيه، صلى الله عليه وسلم: (... وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ...)، «سورة محمد: الآية 19». قال ابن جرير الطبري، يخبر الله تعالى عن إبراهيم خليله أنه قال، أنت تعلم قصدي في دعائي وما أردت بدعائي لأهل هذا البلد، وإنما هو القصد إلى رضاك والإخلاص لك، فإنك تعلم الأشياء كلها ظاهرها وباطنها لا يخفى عليك منها شيء في الأرض ولا في السماء، ثم حمد ربه عز وجل على ما رزقه من الولد بعد الكبر، فقال: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ)، «سورة إبراهيم: الآية 39»، إنه يستجيب لمن دعاه، وقد استجاب لي فيما سألته من الولد، ثم قال: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ ...)، «سورة إبراهيم: الآية 40»، محافظاً عليها مقيماً لحدودها، (... وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ...)، اجعلهم كذلك مقيمين لها، ويعني بذريته بني إسماعيل الذين تناسلت فيهم عرب الحجاز، (... رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ)، فيما سألتك فيه، ربنا اغفر لي ولوالدي، وكان هذا قبل أن يتبرأ من أبيه لما تبين عداوته لله عز وجل، ويدعو للمؤمنين كلهم يوم يقوم الحساب، يوم تحاسب عبادك فتجازيهم بأعمالهم إن خيراً فخير، وإن شراً فشر. وهذا دعاء من إبراهيم، صلوات الله عليه لوالديه بالمغفرة، واستغفار منه لهما، وللمؤمنين بك ممن تبعني على الدين الذي أنا عليه، فأطاعك في أمرك ونهيك، يوم يقوم الناس للحساب، يوم تحاسب عبادك فتجازيهم بأعمالهم، ثم طلب من الله سبحانه أن يغفر له ما وقع منه مما يستحق أن يغفره الله وإن لم يكن كبيراً لما هو معلوم من عصمة الأنبياء عن الكبائر، ثم طلب منه سبحانه أن يغفر لوالديه. وقال مجاهد، فاستجاب الله لإبراهيم دعوته في ولده فلم يعبد أحد من ولده صنماً بعد دعوته، واستجاب له، وجعل مكة هذا البلد آمناً، ورزق أهله من الثمرات، وجعله إماماً، وجعل من ذريته من يقيم الصلاة، وتقبل دعاءه فأراه مناسكه وتاب عليه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©