الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«راند بول».. مرشح الأوهام

11 ابريل 2015 22:20
أطلق السيناتور الجمهوري الأميركي «راند بول» في الآونة الأخيرة حملته للانتخابات الرئاسية. وهو سيناتور جديد بلا إنجازات تشريعية كبيرة، وله تاريخ يربطه فكرياً بمتطرفين أيديولوجيين من بينهم والده، وهو شخص حساس غير مدرك للتهديد الذي تمثله إيران ويحمل شبهاً غريباً بالسيناتور الشاب عن ولاية «إيلينوي» الذي خاض انتخابات 2008 الرئاسية، ونعني باراك أوباما. ويستفيد «بول» عادة مثل أوباما من التقارير الصحفية السيئة والتحليلات غير الدقيقة. ودعونا هنا نلقي نظرة على عشرة أوهام يقع فيها المحللون بشأن «بول»: أولًا: أنه يمثل فرصة توسع للحزب الجمهوري. صحيح أنه قد خاطب عدة مرات أقليات على مدار العام الماضي، ولكن كلماته لم تلق قبولًا حسناً، على كل حال. وفي حملته الانتخابية لمقعد مجلس الشيوخ حصل على 13 في المئة فقط من أصوات الأميركيين الأفارقة، ولا يوجد ما يدل على أن الليبراليين من مؤيدي حق المرأة في الإجهاض سيؤيدون «بول» لموقفه الداعم لإجازة تدخين «الماريجوانا» قانونياً. وتشدده في مناهضة توسع دور الحكومة لا يلقى قبولًا واسعاً أيضاً بين الأقليات. ثانياً: أنه متشدد بشأن الهجرة. وهذا غير صحيح. فقد نادى بدعم إصلاح الهجرة أمام مانحي وادي السليكون، وامتدح الحزب لأنه تحرك فيما يتجاوز مجرد برنامج الترحيل. ويعارض آلية تحظى بتأييد المحافظين لمنع توظيف المهاجرين غير الشرعيين. ثالثاً: أنه من التيار الرئيسي للحزب الجمهوري في قضايا الأمن القومي. وهذا غير صحيح أيضاً. فأكبر مستشاريه في السياسة الخارجية، ريتشارد بيرت، أيد اتفاق إطار العمل بشأن إيران. و«بول» هو ثاني الجمهوريين في مجلس الشيوخ الذي عارض فرض عقوبات جديدة على إيران. ويعارض برنامج وكالة الأمن القومي، ولا يعتقد أن من حق الرئيس الأميركي شن حرب ضد «داعش» دون تصريح من الكونجرس! رابعاً: أن حملته ماهرة سياسياً. وهذا غير صحيح، لأن فضيحة انتحاله الخاصة بتوظيف المعلق المذيع والمعلق السياسي جاك هانتر، أو عدم رد فعله على الاتفاق النووي مع إيران، يوحي بأن ترشيحه يبدو عشوائياً وغير احترافي. وعادته في مهاجمة خصومه في «تويتر» يُنظر إليها باعتبارها صبيانية أيضاً. خامساً: أنه يتمتع بتأييد واسع وسط المسيحيين المحافظين. بل على العكس، فهم يتهمونه بالسعي إلى شن الحرب في الشرق الأوسط. واستعداده لرفع الحظر عن تدخين «الماريجوانا» وقضايا أخرى متعلقة بالعقيدة لا تجعله يحظى بتأييد هؤلاء. سادساً: أنه جمهوري من نوع مختلف. حسناً، إنه مختلف عن خصومه في جوانب رئيسية ولكننا شهدنا جمهوريين شديدي العداء للحكومة من قبل من بينهم والده، وكين كوكينيلي الذي فشل في الفوز بانتخابات حاكم ولاية فيرجينيا، ومجموعة من مرشحي «حزب الشاي» الذين فشلوا، هم أيضاً، في الحصول على مقاعد في مجلس الشيوخ عام 2014. سابعاً: أنه سيكون المفضل في ولاية «أيوا». وهذا غير صحيح لأنه سيواجه مرشحين فازوا بالمؤتمرات الحزبية السابقة مثل مايك هاكابي وريك سانتوروم بالإضافة إلى سيناتور ولاية تكساس تيد كروز. وهذا سيجعل «أيوا» معركة صعبة لمرشح في خلاف مع المسيحيين المحافظين. ثامناً: أنه سياسي من خارج المؤسسة. وهذا غير صحيح أيضاً نظراً لأنه ابن مرشح سابق للانتخابات الرئاسية، وهو سيناتور حالي وحليف مقرب من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ. وجهوده في وضع قواعد اقتراع للولايات للترشح إلى كل من مجلس الشيوخ والرئاسة، وموقفه المتقلب من قضايا السياسة الخارجية، تكشف عن شخص ضليع في السياسة وليس بطلاً آتياً من صفوف عامة الشعب. تاسعاً: أنه أوفر حظاً من والده. وهذا غير صحيح كذلك لأن افتقاره للجاذبية وسط جماعات الحزب الجمهوري التقليدية، وتقلبه في مواقفه السياسية، قد يجعله أقل حظاً من أبيه. كما أن الحلبة التي يدخلها «بول» أصعب بكثير مما واجهه والده في عامي 2008 و2012. عاشراً وأخيراً: أنه سيحظى بتأييد أكبر من الجمهوريين الذين يمثلون التيار الرئيسي في الحزب. وهذا غير صحيح بتاتاً بالنظر لما أوردناه في البندين الأول والتاسع. جينفر روبن - واشنطن * * ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©