شموع مستوطنين تشعل حريقاً بالحرم الإبراهيمي

عبدالرحيم حسين، علاء المشهراوي (رام الله، غزة) - تسبب المستوطنون اليهود المتطرفون أمس في إشعال حريق داخل الحرم الإبراهيمي الشريف ودنسوا باحات المسجد الأقصي المبارك في القدس الشرقية لليوم الثاني على التوالي خلال احتفالاتهم بمناسبة “عيد الفصح” اليهودي، فيما واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة. وذكر مدير دائرة الأوقاف في الخليل زيد الجعبري أن حريقًا بسيطًا شب في المسجد الإبراهيمي جراء إيقاد مستوطنين الشموع أثناء أدائهم طقوساً تلمودية داخله بمناسبة العيد اليهودي، فيما منعت سلطات الاحتلال المسلمين من دخوله لليوم الثاني على التوالي لتأمين احتفالات اليهود داخله. وقال إن سلطات الاحتلال أبلغته بأن أي أضرار لم تلحق بالمسجد. وذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أن أضراراً طفيفة وقعت في إحدى قاعات الصلاة وأن فرق الإطفاء الإسرائيلية تمكنت من السيطرة على الحريق وإخماده. كما اقتحم عشرات اليهود المتطرفون البلدة القديمة في القدس الشرقية وأدوا طقوساً تلمودية في شوارعها وأسواقها. وذكرت مصادر فلسطينية مقدسية أنهم استباحوا باحات المسجد الأقصى المبارك في مجموعات صغيرة متتالية تحت حماية قوات إسرائيلية خاصة. وأوضحت أن قيادات اليهود المتطرفين والجمعيات الاستيطانية دعت الجمهور اليهودي إلى المشاركة المكثفة في عمليات ما سمته “الصعود إلى جبل الهيكل” خلال عطلة عيدهم. في غضون ذلك، قالت مصادر أمنية فلسطينية إن قوات الاحتلال اقتحمت منازل في جنين وبلدة يعبد غرب المدينة واعتقلت الشبان وائل فخري تركمان وطارق حسني أبو الهيجاء وموسى أحمد البلبل يوسف محمد محمود أبو شملة. وأُصيب عامل فلسطيني بجروح جراء إطلاق قوات إسرائيلية الرصاص عليه خلال عمله بجمع الحصى قرب السياج الأمني الإسرائيلي على حدود قطاع غزة شرقي مدينة غزة. وتوغلت قوات إسرائيلية مصحوبة بدبابات وجرافات عسكرية نحو بلدة خزاعة ومدنة رفح جنوب قطاع غزة ومخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع تحت غطاء إطلاق نار كثيف وتحليق منخفض لطائرات استطلاع وشرعت في تجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. وزعمت سلطات الاحتلال أن 3 صواريخ أُطلقت من قطاع غزة سقطت بالقرب من مدينة سديروت ومستوطنة “نيتوفوت” الإسرائيليتين جنوب فلسطين المحتلة. من جانب آخر، نظم عشرات الفلسطينيين تظاهرة في نابلس تضامناً مع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي انتهت أمام الأسير حسن الصفدي (32 عاماً) المضرب عن الطعام منذ 37 يوماً احتجاجاً على اعتقاله إدارياً. وقال رئيس فرع “نادي الأسير” الفلسطيني في المدينة رائد عامر إن الصفدي قضى 105 أشهر خلال فترات اعتقال إداري متقطعة في سجون الاحتلال بدأت آخرها يوم 30 يونيو الماضي. كما اعتصم فلسطينيون داخل مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة تضامناً مع الأسيرة المحررة المبعدة هناء شلبي. وقالت شلبي للمعتصمين”لقد جئت إلى غزة ولم يكن ذلك باختياري، لكن واقع الأسر والعذاب والوحدة مرير وقاسٍ، فجاء انتقالي إلى أرض غزة العزيزة بين أهلي وشعبي لأواصل أداء رسالتي كابنة لشعب يناضل من أجل استرداد حقوقه”. وأضافت “لقد خضت الإضراب عن الطعام منذ لحظة اعتقالي تحت شعار (لا للاعتقال الإداري) وكنت مستعدة لدفع أيّ ثمن في سبيل كسر إرادة الاحتلال وإسقاط حكم قادته العسكريين الذي أرادوا من خلاله إبقائي في السجن من خلال التمديد المتكرر للاعتقال الإداري”. وأوضحـت “قررت أن أسلك طريق الحرية وأن أكسر قرارات الاحتلال العنصرية وسياساته الجائرة، مهما كلفني الثمن. فلا يقدر أحد معنى الحرية إلا من عانى من ويلات الأسر، ولا أحد يقدر الإحساس بالعزة والكرامة إلا من عاش مرارة القهر جراء ممارسات الاحتلال وانتهاكاته القذرة واللا إنسانية ضد إخوانكم وأخواتكم في سجون العدو ومعازله”.