الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موت وأكاليل وسلالم نحو الشمس

موت وأكاليل وسلالم نحو الشمس
4 نوفمبر 2009 23:13
اقتصرت مشاركة المسرح الخليجي في الدورة 21 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي هذا العام على السعودية وسلطنة عمان فقط بعد أن تغيبت قطر دون اعتذار رغم إبلاغها إدارة المهرجان المشاركة بعرضين هما “رقصة الباليه الأخيرة” لفرقة قطر المسرحية و”الوهم القادم” لفرقة المركز الشبابي القطري للفنون المسرحية. اثار الغياب الخليجي تكهنات حول حالة الغضب التي تسيطر على المسرحيين الخليجيين حيث لا يشارك معظمهم في عروض المسابقة الرسمية للمهرجان. وأكد د. فوزي فهمي رئيس المهرجان أن لجنة المشاهدة الدولية تضم ثلاثة من كبار المسرحيين الأجانب، ولا يوجد بها اي عضو عربي أو مصري منعا للحديث عن تحيزه لعروض عربية معينة بينما يرى مسرحيون عرب أن عدم وجود عضو عربي في اللجنة يعني تقديم عروض عربية لأجانب ربما يجدون صعوبة في فهم ثقافة العرب. من السعودية شاركت السعودية بعرضين الاول “اللعب على خيوط الموت” لفرقة جمعية الثقافة والفنون بنجران والثاني “الإكليل” لفرقة جمعية الثقافة والفنون بالرياض. بينما شاركت سلطنة عمان بعرضين الاول “سلالم الشمس” لفرقة الرستاق المسرحية والثاني “سهرة مع سعد الله ونوس” لفرقة الصحوة المسرحية الأهلية. واستعرض المخرج والإعلامي السعودي نايف معيض تجربة المسرح السعودي في السنوات العشر الأخيرة محذرا من اتجاه جماعي للتجريب دون وعي في جميع الفرق المسرحية السعودية حتى الحديثة وهو ما يزيد من أزمة المسرح. وقال ان جمعيات الثقافة والفنون في الرياض وجدة والدمام والطائف ونجران التي أنشأت ورشاً للعمل المسرحي انتهجت مبدأ التجريب في أعمالها. وبدا العرض السعودي “اللعب على خيوط الموت” مهموما بقضية الحرية حيث بدأ بخيال الظل وبظهور البراويز والأطر في إشارة الى ان الانسان يتحرك داخل قواعد محددة بلا حرية ويفعل ما يؤمر به حتى لو لم يكن راضيا به، كما لجأ إلى الأقنعة التي يرتديها أبطال العرض كوسيلة لتزييف الحقائق وسلب حقوق الآخريين بالخداع. وقال مخرج العرض سلطان الغامدي إن عرضه مثل السعودية في المسابقة الرسمية للمهرجان بعد أن فاز بجائزة أفضل مخرج صاعد وأفضل إضاءة في مهرجان الرياض المسرحي وتناول العرض قضية الهم الانساني والطبقية الموجودة في المجتمعات من خلال إنسان كادح يواجه مصاعب الحياة، واستخدم العرض الحراب كأداة حرب مع نعش خشبي. وأضاف أن العرض جاء صامتا واعتمد أسلوب البانتومايم ومسرح الصورة بدلا من الكلام والموسيقى والإضاءة هما بطلا العرض. وقال ان مشروعه الجديد في التجريب يعتمد على تكسير قواعد المسرح بالاستغناء عن الممثل وايجاد بديل له وإنه سيبدأ بتقليل اعتماده على الممثل والاعتماد على الإضاءة والموسيقى. وأشار الى فرق سعودية رائدة في التجريب مثل فرقة ورشة مسرحية بالطائف التي تعمل منذ 17 عاما. وحديث الغامدي أحالنا الى مقولة المسرحي السعودي فهد الحارثي ان المسرح التجريبي عمل تخريبي لأنه يعمل على التفكيك وإعادة التركيب وتناول العمل من زوايا مختلفة قد لا تكون مطروقة من قبل. وقدم المخرج أسامة خالد عرض “الإكليل” في إطار من الديكور الفقير المصنع من الخيش. ومزج العرض الذي ألفه د. شادي عاشور بين السينما والمسرح حيث قدم مشهد قتل قابيل لهابيل بشكل سينمائي، ولم ينس المخرج مشهد منتظر الزيدي وبوش حيث قرر أن يعيده وهذه المرة بطولة عبدالله الحمد الذي قام بدور الكفيف كما لم تغب بغداد عن حديث الحرب والحب فوصف البطل حبه لفتاته بأنه كصخر بغداد الحزين. العريس الكفيف انتظر عروسه ببذلته الممزقة ويوهمه الرجل الشرير بأنها تخونه وقال إن للنساء حوضا يغتسلن فيه مع العقارب. وقال المخرج أسامة خالد اخترت أبطال العرض من خلال ورشة عمل وانا نفسي حصلت على كورسات في الإخراج بسوريا وناقشت في العرض فكرة الموت الذي يحيط بالعالم وتناولنا أول جريمة قتل عرفها الانسان بشكل تجريبي. وأشار الى أنه استعان بشاشة السينما أو أسلوب “الداتا شو” على المسرح لضرورة فنية وبالتحديد لإكمال الموضوع الذي يناقشه على خشبة المسرح وأن الغرض الجمالي كان حاضرا عندما استخدم السينما في عرضه لكنه لم يكن هدفا في حد ذاته “جمع مشهد السينما بين المؤلف والمخرج “حيث قام المؤلف د. شادي عاشور والمخرج أسامة خالد بأداء دوري قابيل وهابيل”. من عُمان ومن سلطنة عمان قدمت فرقة مسرح الرستاق عرضها “سلالم الشمس” تأليف محمد بن خميس المعمري واخراج خالد الضرياني ودارت أحداثه في جو خيالي عن مملكة يسودها الظلم والقهر وتتحكم في أمورها ملكة تعتمد على الجنرال والجلاد والساحر. وتبدأ أحداث المسرحية بمشهد جلد بعض الناس على سلالم متدلية من سقف المسرح حيث يتم القبض على كل من هو في سن العشرين بسبب نبوءة عن قيام رجل في هذه السن بالسيطرة على الحكم وبينما تجري عملية التعذيب يظهر بائع فقير يتم القبض عليه بتهمة التآمر ولكي ينجو بنفسه يدعي قدرة زوجته المريضة على حل رموز غامضة ظهرت على سور القلعة ويتم إحضار الزوجة لكنها تتطاول على الجلاد فيقرر أن يلقي بها من أسوار القلعة فتسقط دون ان تتأثر فيقول الساحر انها صاحبة قداسة تجعل لها السلطة الحقيقية على المملكة وأن هذا مكتوب في الكتاب المقدس، وتقع مشاجرة يموت فيها الجنرال والساحر ليصبح الزوج ملكا بعد ان يغتصب الملكة. وجاءت فرقة الصحوة وهي أول فرقة أهلية عمانية بعرض “سهرة مع سعد الله ونوس” استدعى مؤلفها صالح الفهدي شخصيات تاريخية من بينها سعد الله ونوس في محاولة للإجابة على عدة أسئلة. ولجأ مخرج العرض ناصر الرقيشي الى الأقنعة لدواعي التنكر كعنصر أساسي يتحكم في نجاح اللعبة. وبدأ العرض باطار مفترض لمسرحية أورام سرطانية مفترضا أن سعد الله ونوس يتخيل أحداثها وهو في غرفة العناية المركزة في مرضه الأخير وعلى طريقة امتداد الورم تتشكل الأحداث التي تبدو مستقلة لكنها مرتبطة. واستحضر المؤلف شخصية الجارية “تودد” إحدى بطلات ألف ليلة وليلة لترمز الى علاقة ونوس بالتراث حيث كان يعيد كتابة التاريخ بشكل مسرحي. وقال صالح الفهدي: استخدمت أشعاراً للمصري محمد أبو دومة خاصة قصيدة زينب في صورة تحول النص الى فسيفساء لكنها على شكل أورام سرطانية. وأجادت أبرار الزجالي في دور “تودد” الجارية الواسعة المعرفة وخالد الحديدي في دور سعد الله ونوس ولفت درويش البسلي الأنظار في دور مارسيل خليفة ولعبت شيماء البريكي دوري الملكة والزوجة المريضة وجاءت في الدور الثاني أكثر تميزا خاصة في الأداء الحركي الذي قدمته تعبيرا عن مرضها كما تميز الديكور بالبساطة وشمل سلالم مصنوعة من حبال الخيش مملوءة بالبودرة التي تتطاير مع موجات الغضب وجاءت الملابس من الخيش وجريد النخل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©