الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

جماهير غفيرة تعيش أجواء المدرجات في الساحات العامة

جماهير غفيرة تعيش أجواء المدرجات في الساحات العامة
15 يونيو 2010 23:19
كأس العالم لكرة القدم تحل ضيفة على القارة السمراء وعلى جنوب أفريقيا بالتحديد للمرة الأولى، وشهدت البطولة وقبل بدايتها اهتماماً منقطع النظير من قبل الأفارقة والذين يتفاعلون معها بطريقة كبيرة، وفي ظل تعدد المدن التي تستضيف البطولة وتباعد المسافات بينها وعدم قدرة الجميع على حضور المباريات بسبب محدودية الأماكن أو ضيق ذات اليد وعدم القدرة على شراء التذاكر فقد قام الاتحاد الدولي لكرة القدم بافتتاح ما أطلق عليه مناطق احتفالات المشجعين حيث قام يتركيب شاشات عملاقة في بعض الحدائق وأماكن التجمعات لتوفير الفرصة لمن لا يستطيع الذهاب إلى الملاعب لمتابعة المباريات والتفاعل معها كما لو كان في الملعب كما أنها تشهد ذهاب عدد كبير من الفضوليين الذين يقودهم حب الاستطلاع للتواجد بين الناس واكتشاف شيء جديد. وكانت الفكرة قد بدأت في كأس العالم 2006 في ألمانيا عندما أطلق الاتحاد الدولي هذه التجمعات لكي يجعل العالم بأسره يعيش أجواء الحدث، وفي جنوب أفريقيا تم افتتاح عشرة من هذه التجمعات في تسع مدن كما تمت إقامة تجمعات مختلفة للمشجعين في ست مدن أخرى حول العالم وهي سيدني ومدريد وبرلين وروما وريودي جانيرو ومكسيكو. والدخول إلى هذه التجمعات بالنسبة للمشجعين بالمجان، في وجود شاشات عملاقة ونظام صوتي يمنح المشجع شعوراً كما لو كان في الملعب، كما تتوفر الوجبات الخفيفة والمشروبات في نفس المكان، وسيتم بث كل مباريات المونديال في هذه الأماكن حيث تفتح هذه التجمعات أبوابها لاستقبال المشجعين منذ الصباح الباكر وحتى الساعات المتأخرة من الليل. وتعتبر إقامة المونديال في جنوب أفريقيا فرصة العمر بالنسبة للسكان المحليين من أجل حضور المباريات والاستمتاع بأجواء الملاعب التي قد لا تتكرر في حياتهم مرة أخرى، ولكن هناك فئة من سيئي الحظ ممن لا يستطيعون الحصول على فرصة متابعة المباريات في الملعب، غير أنه بالنسبة لهؤلاء لا تتوقف الحياة ويكفيهم الذهاب إلى أحد هذه التجمعات لمتابعة المباريات في أجواء شبيهة بما هو موجود في الملاعب، فيأكلون ويشربون ويصرخون ويرقصون ويغنون والأهم من هذا كله تتاح لهم الفرصة لحمل “الفوفوزيلا” المحببة إلى قلوبهم من أجل التفاعل مع المباريات كما لو كانوا يتواجدون في ملعب كرة قدم حقيقي ويعيشون تجربة رائعة قد تفوق بالنسبة لبعضهم ما قد يرونه في الملعب. وفي جوهانسبرج يوجد تجمعان للمشجعين، الأول في سويتو المنطقة التي يعيش فيها الفقراء ومحدودو الدخل، والمكان الثاني في ساندتون حيث المنطقة الراقية. «الاتحاد» كانت هناك وعاشت التجربة المثيرة بين الجماهير الكبيرة التي حرمت من الذهاب إلى الملاعب ولكن هذا لا يقلل من عشقها للعبة وتفاعلها مع البطولة. وعند الدخول إلى منطقة المشجعين في ساندتون، أول ما يجذب الانتباه هي الطريقة التي يدخل بها المشجعون حيث يأتي كل شخص بطريقة تختلف عن الآخر فبينما تأتي الأغلبية وهي ترتدي القميص الأصفر والأخضر الخاص بمنتخب جنوب أفريقيا، يدخل آخرون وهم يعتمرون قبعة غريبة الشكل، وآخر يضع نظارة شمسية على شكل علم جنوب أفريقيا، وهنا شخص يرتدي القبعة المكسيكية الشهيرة، أما هذا فهو يرتدي زياً أفريقياً وهذه المرأة تضع على وجهها العلم الجنوب أفريقي مرسوما بألوانه المميزة. يقول جاكوبسون وهو حارس أمن في أحد المراكز إنه لم يتمكن من الحصول على التذاكر لأن سعرها قد يرهق ميزانيته المحدودة ولكنه يأتي إلى هذا المكان حتى يعيش أجواء الملعب، وأضاف أنه ينتظر مباراة جنوب أفريقيا والأورجواي القادمة بفارغ الصبر لأنه يعتقد أن “البافانا بافانا” قادرون على الفوز والتأهل إلى الدور الثاني. ولا يقتصر الذهاب الى مناطق المشجعين على الأفارقة فقط ولكن يأتي إليها السياح من الأوروبيين والدول الأخري ليعيشوا أجواء الاحتفال التي يجيدها الأفارقة بشكل مميز، ولا يختلف هؤلاء عند دخولهم لمناطق المشجعين عن السكان المحليين كما لا يقلون عنهم جنوناً، ويرفعون أعلام دولهم ويرددون أغانيهم وأهازيجهم المعروفة، كما أن البعض يقومون بارتداء ما يعبر عنهم وعن ثقافة بلادهم من أوشحة وأزياء شعبية. توماس شاب أميركي جاء من كاليفورنيا ليشجع المنتخب الأميركي في البطولة وكذلك فهو يعتبر الرحلة نوعا من السياحة بعد عام من العمل الشاق حيث يعمل كمحاسب في إحدى الشركات ويقول إن الأفارقة يجيدون الاحتفال وهذا الأمر يجعل التواجد بينهم في مثل هذه الأوقات أمراً ممتعاً. وأضاف أن هذه البطولة تقام في جنوب أفريقيا وأنه كان يفكر في زيارتها منذ فترة طويلة ولذا كانت الفرصة مجتمعة في الحضور لاستكشاف بلد جديد وكذلك الوقوف بجانب المنتخب الأميركي مؤكداً أنه أضاع الفرصة في العام الماضي عندما تألق منتخب بلاده في كأس القارات ووصل إلى المباراة النهائية ولم يكن موجوداً. ومع بداية المباريات يصبح البقاء في هذا المكان أمراً غاية في الصعوبة حيث يتوافد الناس ولا يكون هناك مكان لموطأ قدم، ويكون أفضل السبل في تلك اللحظة هو البحث عن أقرب مخرج لترك الفرصة لهؤلاء المحتفلين في الرقص والغناء والصراخ والنفخ بالـ”فوفوزيلا”، والاستمتاع ببطولة عالمية تقام على الأراضي الأفريقية. يذكر أن تجمعات المشجعين افتتحت في اليوم الأول للبطولة ومنذ افتتاحها وهي تحقق معدلات عالية من الحضور حيث شاهد المباراة الأولى بين جنوب أفريقيا والمكسيك من هذه الأماكن 300 ألف مشجع في جنوب أفريقيا و100 ألف مشجع حول العالم. وكانت النسبة الأكبر في جوهانسبرج حيث تواجد 75 ألف مشجع في الهواء الطلق وأمام الشاشات العملاقة بينما حضر في مكسيكو 50 ألف متفرج، ويذكر أن بعض هذه التجمعات امتلأت عن بكرة أبيها قبل ضربة البداية وتم اغلاق البوابات على الفور من أجل ضمان سلامة المشجعين. من الذي استفز ريتش؟ جوهانسبرج (الاتحاد) - أثار أحد الصحفيين غضب المتحدث الرسمي باسم اللجنة المنظمة ريتش مكوندو عندما سأله مجدداً عن “الفوفوزيلا” وكان سؤاله يحمل لهجة مستفزة حيث تساءل عما إذا كانت كأس العالم هي لجنوب أفريقيا أم للعالم بأسره، لأنها لو كانت للعالم فينبغي أن يكون هناك قرار ضد “الفوفوزيلا” وإذا كانت لجنوب أفريقيا فذلك شأن آخر. وجاء رد ريتش مكوندو قاسياً بعض الشيء عندما قال إن هذه البطولة هي للعالم وتستضيفها جنوب أفريقيا مطالباً الجميع كضيوف للبلد باحترام ثقافة البلد المضيف والطريقة التي يحتفلون بها، وأضاف أن هذا الموضوع يردده الناس ويتحدثون عنه منذ عام ومنذ كانت كأس القارات قبل عام ولا حديث للناس سوى عن “الفوفوزيلا”، وفي كل مرة يتكرر الجواب أيضاً وتمنى ريتش في نهاية حديثه أن يتوقف الحديث عن هذا الموضوع إلى الأبد.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©