السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحلم.. البحر

الحلم.. البحر
4 نوفمبر 2009 23:28
مساءَ الأمسِ ما زال التمني و ما زالت رياحك تحتضني أثرت الحلم بي حتى استحالت حياتي بعده من غير فنِّ أسافر في دروب العمر ركضاً فقد أدنيت شمس الشوق مني فلا ظلٌ ولا حتى رفيقٌ لأحمله ويحمل تلكَ عني هو البحر البعيد ولست أدري طريقاً للوصول، فهل تعِنّي فما يوماً شددت له رحالي وما يوماً عليه مددت سفني أغوص به ولكن من بعيدٍ وأرشف ماءه من بعض مزني مسافاتٌ تحول فلا أراه وأزمانٌ، وما عيبٌ بعيني عليه أرِقْ فؤادي في سكونٍ ودع عينيّ ميناءً ودعني أهيّجه، أعانق راحتيه أهدّئ موجه، أدنو، فيُدني فأغمس فيه روحي، يحتويها ويغمس فيّ روحاً، يرتشفني مساء الأمس ثار الشوق فارأفْ وخذني نحو ذاك الحلم خذني لعلي أستريح من ارتحالي فقد أودى بخطواتي التمني لعلي أستريح، فلا رجوعٌ ولا سفرٌ ـ مساء الأمس ـ عني ميلادي نورة المزروعي اليوم كُتب ميلادي من جديد الآن بدا عمري مذ عرفتك ها أنا احتفل بأول شمعة بالعيد وأطفئ أعواماً غاب منها بريق شمسك اليوم ميلادي اليوم لي فريد لتعاقب قدري ضمن قدرك ظلي وشمسي عمري السعيد فارس أحلامي أهنأ بقربك أعاهد نفسي ستبقى الوحيد وستظل حبي مهما طال صدك لا تلمني لو طلبت المزيد لن أكتفي إلا بشهدك خشبة ضالة عاطف أبو باشا * ما أن ركبت عقلي، حتى قفز قلبي إلى الشاطئ عند السفر أُخبئ قلبي في خزانة ملابسي أترك عقلي بين جنبات كتبي أزرع صحراء ذاكرتي أرتب أحلامي في حقيبة ملابسي أتعطر برائحة أمي أصفُّ فراشات حقلي وألتقط لها صورة تذكرني بها أضم جفوني على حبيبتي *** قبل أن تنقطع الكهرباء عن ذاكرتي حفظت صورة قلبي غارقاً في قارورة خل متمدداً على رفّ في خزانتي منتشٍ بالظلام الوداع ياقلبي العزيز، واحذر أن تشرب الخل كيف أترك قلبي على رفٍّ؟ بلا فراشة، دون زهرة يتأملها، دون حديقة يختال فيها بعيداً عن مغرفة نجوم يلمع وجهه قبالتها كلما ذكرني في أسحاره، حتى دون هواءٍ يتنفسه أنا المكروب بالغربة والذاكرة المتصحرة، وقلبي المخنوق هناك بالخلّ *** كلما افتقدتك زارتني أفكار جديدة تذكرني بك كيف أنام في حضرة أفكار تشبهك؟! تولد الفكرة من التوتر النافذة تضيق كلما ضقت أنا بك حتى يتلاشى المشهد من أمام عيني لكنه ينفتح على روحي *** يا الله أتوجه إليك حين أصلي لكن في حضرة من؟ لمن سأدعو عندما أختم صلاتي، مادامت جميع القسمات تغيب عن ذاكرتي؟! أي جريدة سأقرأ إن كانت جريدة حديقتي توقفت عن الصدور؟! كيف يطيب لي “الصمون” بعدما خدَعت أمي معدتي دهراً بخبزها الشمسي وفرنها المَحْمي أبداً في حوش منزلنا فطائر الخليج لا أتعرَّف عليها لقد تخلقت جيناتي على مجهر خبز ساخن مسقيّ بالسمن والسكر *** يا شجر الصفصاف، ياقصب السكر أيها النورج المستريح في المتحف من وجع سنابل القمح وأعواد الفول وأجران البرسيم تأمل: كيف أجلس في مقعد (فوتيه) وأتناول الشاي في فنجان؟! أنا الذي اعتاد أن يشرب الشاي المغلي في (كنلكة) على نار (الكعروب)، منتشياً في حضرة الحقول، بالنسيم؟ *** كنت هاجعاً في محيط، ومات أبي حِبّ يد أبيك أوقف فوزي القطار، وقبلت يد أبي ودعته، وجسدي معلق في مؤخرة قطار عما قليل: سأركب خشبة ضالة في محيط وأفتش عن حقة كافيار * أبوظبي قسوة زاهية اللون
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©