الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كتاب وقارئ يبحثان عن بعضهما

كتاب وقارئ يبحثان عن بعضهما
4 نوفمبر 2009 23:29
تساهم دار الساقي في بيروت بشكل ملفت في احتفالية “بيروت عاصمة عالمية للكتاب 9002” مستهدفة إدراج الكتابة والقراءة مجدّداً في السلوك الشعبي العام، وذلك من خلال عدة مشاريع كمشروع “لقيت كتاب”، أو مشروع التدريب على فنّ الرواية “كيف تكتب رواية؟”، أو مشروع “مكتبة عامّة في مقهى”، أو مشروع “القراءة للجميع”. عن مشروع “لقيت كتاب” تقول هناء بسمة مديرة العلاقات العامة والتسويق في الدار أنه “مشروع بسيط ومفيد، يطمح إلى تشجيع فئات المجتمع كافة على القراءة من غير تكلفة شراء الكتاب، كما يخلق حالة ثقافية في المجتمع ويثير الرغبة، لدى كل من سمع بالمشروع، في الإمضاء قدماً في تطبيقه”. والمشروع هو عبارة عن توزيع حوالى 200 كتاب في أنحاء مختلفة من بيروت، وفي مواقع متنوّعة (محال تجارية، أفران، صالونات حلاقة، مطاعم، تاكسيات...). ترفق مع الكتاب استمارة صغيرة تشرح هدف المشروع وكيفية تطبيقه، كما تتضمّن خانة يملأها كل من وجد الكتاب (اسمه وعنوانه ورأيه في الكتاب إذا رغب في ذلك). ويوضح بيان الدار المصاحب للمشروع: “على كل شخص وجد الكتاب أن يقرأه، وبعد الانتهاء من قراءته تعبئة الاستمارة ومن ثمّ وضع الكتاب في مكان مختلف ليجده شخص آخر. وهكذا يمكن للأشخاص الذين قرأوا الكتاب أن يتواصلوا وأن يلتقوا للتحدّث في الكتاب. على كل من وجد الكتاب أيضاً، الاتصال بدار الساقي لتسجيل اسمه ورقم هاتفه كي نتواصل معه في نهاية المشروع لأن المفاجأة في انتظاره”. وكان قد سبق مرحلة توزيع الكتب حملة إعلانية وهي عبارة عن توزيع مناشير ورقية ملوّنة في كل انحاء بيروت وقسم للصحافة بهدف تغطية المشروع إعلامياً، وإثارة الرغبة بمعرفة ماهية المشروع. وبدأ المشروع: في 25 أغسطس الماضي بتوزيع المناشير. وفي أيام 28/27/26أغسطس تم توزيع الكتب. وحسب المدة المحددة فسينتهي المشروع في 22 أبريل 2010 بمناسبة انتهاء سنة بيروت عاصمة عالمية للكتاب. وتتحدث هناء بسمة لـ “الاتحاد الثقافي” عن ردود فعل القراء: “حتى الآن لم يردنا سوى بضعة اتصالات من أشخاص وجدوا الكتب، والعدد بسيط جداً مقارنة بكمية الكتب الموزعة، وطبعاً السبب هو عدم اعتياد الناس على هكذا مشاريع وعدم رغبتهم بالقراءة... لا أخفي عليك أنني كنت آمل ردة فعل مختلفة من قبل الأشخاص الذين سوف يجدون الكتب، مع أنني كنت أتوقع هكذا ردات فعل منذ أن خطرت لنا فكرة المشروع، لأنني أعي تماماً أنه هناك مشكلة اساسية في مجتمعنا وهي مشكلة انعدام القراءة وحصرها بفئة خاصة في المجتمع (فئة المثقفين) وتوفّر العديد من وسائل اللهو التي حلّت محل القراءة خاصة عند الأطفال والشباب”. وعن المشايع الأخرى تقول: إن مشروع “ مكتبة عامّة في مقهى” هو “عبارة عن استحداث زاوية ثقافية تشبه المكتبة العامّة داخل المقاهي، تتيح لروّاد المقهى اختيار كتاب من بين مجموعة كتب مختلفة المواضيع واللغات، وقراءته مجاناً فقط أثناء وجودهم في المقهى. تقوم دار الساقي بتوزيع 400 كتاب على حوالى 20 مقهى، أي بمعدّل 20 كتاباً في كل مقهى، في مختلف أنحاء بيروت. وقد بدأ المشروع في بداية مايو الماضي، ويستمرّ حتى نهاية العام. أما مشروع “كيف تكتب رواية” فهو عبارة عن سلسلة من ورشات العمل، تنظّمها دار الساقي بالتعاون مع وزارة الثقافة وتديرها الروائية اللبنانية المعروفة، نجوى بركات، وتهدف إلى إدخال كتاب مبتدئين وطموحين إلى “مطبخ” الكتابة الروائية، لتحفيز مخيّلتهم وإبداعهم عبر تمكينهم من تقنيات السرد وتنمية مهاراتهم الكتابية. المشروع هو عبارة عن أربع ورش عمل (مدّة الورشة الواحدة تسعة أيام) تنظّم على فترات متلاحقة خلال سنة (يونيو 2009 ـ سبتمبر 2009 ـ نوفمبر 2009 ـ يناير 2010). تعمل الروائية نجوى بركات مع الفريق نفسه (خمسة كتاب) خلال فترة سنة، حتى يتوصّل كل منهم، عبر تطبيق ما اكتسبه من مهارات خلال هذه التجربة، إلى تأليف نصوص روائية. في النهاية، تقوم لجنة تحكيم مؤلّفة من نجوى بركات والناشر وبعض المختصّين في هذا المجال، باختيار أفضل نصّ روائي، وتتبنّى دار الساقي نشره وتوزيعه”. أما “القراءة للجميع” فيستهدف، حسب بسمة، تحويل مجموعة من الكتب الصادرة عن دارالساقي بالتعاون مع وزارة الثقافة، إلى صيغة “البرايل”، أي كتب ذات أحرف نافرة، قابلة للقراءة من قبل المكفوفين. بالإضافة إلى تحويل مجموعة أخرى إلى كتب سمعيّة، بالتعاون مع وزارة السياحة. والمميّز في هذا المشروع هو توفير كتب متعدّدة ومتنوّعة الأبعاد والمجالات والمواضيع الثقافية للمكفوفين الذين قلّما نجد كتباً خاصة لهم، وإذا توفّرت، غالباً ما تكون كتباً تعليميّة. لذلك نحن نعمل على منح هذه الفئة من المجتمع فرصة تذوّق ثقافة متاحة لباقي فئات المجتمع”. مجمع اللغة العربية الأردني يشخص مشكلة “الضاد” على ألسنة أبنائها تعليم الحقوق.. بالعامية! توفيق عابد حاول مؤتمر متخصص نظمه مجمع اللغة العربية الأردني ضمن موسمه الثقافي الـ27 تشخيص واقع اللغة العربية في المؤسسات الأردنية في محاولة جادة لإحداث تغيير يعيد للغتنا تألقها، من خلال مناقشة ثمانية عشر بحثاً أعدها متخصصون حول الترجمة والتعريب وأهميتها في التنمية اللغوية والحضارية واللغة العربية في التعليم العام والتعليم الجامعي والمؤسسات الإعلامية والرسمية. وقال رئيس المجمع الدكتور عبد الكريم خليفة إن الواقع اللغوي في الأردن قاتم وتساءل: لماذا يتخرج أبناؤنا في مرحلتي التعليم الأساسي والعام وأكثرهم لا يستطيعون أن يعبروا عن أنفسهم بلغة سهلة وصحيحة وبأسلوب سلس وميسور شفوياً وكتابياً. ودعا إلى سياسة تعليمية وتربوية رشيدة وواعية وحازمة تقوم على احترام المعلم وتأهيله وتنميته علمياً ولغوياً بحيث يصبح أي معلم معلم لغة عربية. وقال خليفة: إذا نظرنا لكتب اللغة العربية نجدها هزيلة مادة وإخراجاً وأسلوباً إذا قورنت بالإنجليزية. من جانبه قال الدكتور اسحق الفرحان لـ”الاتحاد الثقافي”: إن واقع لغتنا العربية محزن جداً لعدم اهتمام الجهات الرسمية وتيار العولمة والتغريب الذي غزا مؤسساتنا وفي مقدمتها التربوية وأصبح الشباب المثقف يتباهى بالعبارات الإنجليزية حتى في الحديث العادي. وأضاف أنه على الرغم من جهود مجامع اللغة بالتعريب لا تزال كثير من العلوم تدرس بالإنجليزية بينما الشعب الفيتنامي طبق لغته منذ طرد الاحتلال الأميركي. ووصف الدكتور كامل السعيد عميد كلية الحقوق بالجامعة الأردنية سابقاً واقع اللغة العربية في تدريس كليات الحقوق بأنه قاتم لأن المدرسين يدرسونها بالعامية، ولهذا يجب التركيز على إتقان الطالب لمهارات اللغة وآدابها لتحقيق مبدأ سيادة القانون والعدالة. وشبّه لغة رجل القانون بسلاح المقاتل وتساءل “ما قيمة الشجاعة إذا كان سلاح المقاتل صدئاً ومهترئاً” ويصدق هذا القول على رجل القانون إذا كانت لغته رديئة. ورأت الدكتورة خلود العموش أستاذة النحو بالجامعة الهاشمية: أن المعلم ليس المشكلة ولكن بيده مفتاح حلها، فلا بد أن تنبثق أي رؤية مستقبلية لبرامج إعداد المعلمين من مخطط شامل لإصلاح التعليم في الوطن العربي بعيداً عن الخلافات السياسية تتولاه الجامعة العربية لاهتمامها بما أسمته “تمكين اللغة العربية” في القمم العربية وتكون قراراتها ملزمة. وفي بحث للدكتور محمد عصفور من الجامعة الأردنية بعنوان “الترجمة.. طريق إلى المستقبل” تحدث فيه عن دور الترجمة في إغناء العربية في التعبير عن مجالات النمو والتطور العلمي والثقافي والدخول في مجتمع المعرفة، وقال إنه لا يدري كيف يتحاور دين ودين أو حضارة وحضارة.. وأن حواراً كهذا لا يقصد منه التوصل لأي تفاهم حول أمور سياسية وأكثر ما ينتجه صورة فوتوغرافية تستخدم لأمور سياسية. ويرى أن الترجمة ليست عملية بريئة تخلو من الهوى فكيف نقبل ترجمة مصطلح islamists بالإسلاميين ونجعل معناها سلبياً يدل على أن هذه المجموعة من المسلمين فئة ضالة تريد تدمير العالم؟ وقال إنه من الملاحظ أن المسلمين أخذوا يعتذرون عن معنى الجهاد ويفسرونه تفسيرات تسترضي الغرب. وخلص إلى أن كثيراً من المترجمين لا يتقنون اللغة العربية اتقاناً كافياً ويفرضون بنية اللغة الأجنبية على العربية فرضاً يشوه طبيعتها. وبحسب عصفور فإن التعريب موضوع سياسي وليس أكاديمياً، لكنه استدرك بالقول إن مقاومة الفكرة تأتي من بعض الأكاديميين العرب الذين تلقوا تعليمهم باللغات الأجنبية لأنهم يريدون الانخراط بالمجتمع العالمي وأن اللغة العربية من وجهة نظرهم تفتقر الآن للكتب العلمية المخصصة للتدريس والبحث. وكشف عصفور أن أول خمسين مؤلفاً ترجمت أعمالهم للغات أخرى ليس بينهم أي عربي وأن اللغة العربية تحتل الترتيب الـ17 بين أول خمسين لغة تجري الترجمة منها، تسبقها الدنماركية واليابانية والهنغارية، والثلاثون بين خمسين لغة تجري الترجمة إليها تسبقها الكرواتية والأستونية والتركية واللتوانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©