سناء شاهين(الخرطوم) - أكد الرئيس السوداني عمر البشير سعي بلاده الجاد لتحقيق علاقات متميزة مع دولة جنوب السودان تقوم على حسن الجوار والمصالح المتبادلة على غرار العلاقات المتطورة التي تربطه بالدول في محيطه الإفريقي مجدد التزام السودان بنهج الحوار والعمل الإيجابي مع آلية الوساطة الافريقية المفوضة من الاتحاد الإفريقي لحل القضايا العالقة مع جنوب السودان. وقال البشير خلال مخاطبته افتتاح أعمال الدورة الخامسة للبرلمان السوداني “لقد بادرنا بخطوات عملية في هذا الإطار إلا أن حكومة الجنوب قابلت هذه الجهود بروح عدوانية من خلال دعمها للتمرد في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق”.
وأشار إلى أن “التعديات التي ارتكبت مؤخرا علي مناطق هجليج وتلودي بوجه خاص تقف شاهدة علي الروح العدوانية غير المبررة وعلى الدعم والاستيعاب غير المقبول الذي تقدمه جنوب السودان للمجموعات المتمردة” في بلاده.
ودعا الرئيس السوداني حكومة الجنوب لرفع يدها عن دعم حركات التمرد المسلح في السودان مؤكدا أن القوات السودانية ستكون لهم بالمرصاد.
وقال إن “الجيش المسنود من الشعب لا يسمح بمرور المخططات التي تهدف إلى ضرب الاقتصاد الوطني ومكتسبات البلاد ولن يتيح فرصة لمن يسعون إلى تفتيت وحدة أرضه وأمنه وسلامه الاجتماعي وسيعمل علي إفشال مخططاتهم الآثمة وتبديد أحلامهم القائمة على وهم إسقاط النظام كما يزعمون”.
وتلمس البشير جوانب من السياسة الخارجية لبلاده مشيدا بالتطورات التي تحقق مع العديد من دول العالم والتي أثمرت عن تعاون اقتصادي ودعم سياسي لمواقف السودان في المحافل الدولية والإقليمية.
وقال إن علاقة بلاده مع جيرانها “تعدت مرحلة حسن النوايا إلى العمل المشترك في كافة المجالات لاسيما الاقتصادية والتي عبر عنها بمشاريع رائدة في مجال الطرق والجسور وتسهيل حركة التجارة والمواطنين”، مشيرا إلى تجربتها في هذا المجال مع مصر واثيوبيا وارتيريا كما استشهد بتجربتها الناجحة في حفظ أمن الحدود مع تشاد وافريقيا الوسطي وليبيا.
وشدد على أهمية دور البرلمان ومسؤوليته المشتركة مع الجهاز التنفيذي في رسم السياسية الخارجية للبلاد وخطط التعامل مع الولايات المتحدة، خاصة الموقف من الكونجرس الأميركي وقراراته الجائرة ضد السودان. ورسم البشير مستقبلا متفائلا للبلاد في المرحلة المقبلة وقال: نتطلع لإصدار العديد من التشريعات التي تمهد للسودان الانطلاق في آفاق التطور أبرزها تقوية الأجهزة العدلية وبسط الشفافية ومكافحة الفساد بكافة أنواعه.
وحمل خطاب البشير بشريات عديدة لشعبه بالمضي قدما في تحقيق مشاريع التنمية الشاملة رغم التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد، وأشار على وجه الخصوص إلى مشاريع البني التحتية والخدمات في كل أنحاء البلاد بالتركيز علي المشروعات الاستراتيجية في ولايات دارفور والشرق. وأشاد بـ”التطورات الإيجابية في دارفور بعد أن تحقق السلام “، ووعد بمواصلة الحوار مع القوى السياسية في القضايا الكبرى ، ودعا الأحزاب والخبراء وكافة فئات المجتمع للمشاركة في صياغة الدستور الدائم للبلاد.
عدد اليوم
