الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بنجلاديش··· التنمية في مجتمع متعدد الأعراق

بنجلاديش··· التنمية في مجتمع متعدد الأعراق
25 أغسطس 2008 00:34
لا شك أن مشاركة الأقليات في جهود التنمية أمر مهم لنشر ثمار التنمية على كافة قطاعات المجتمع بشكل متساوٍ· إلا أن ثقافة مشاركة الأقليات في جهود التنمية الوطنية لا توجد أحياناً في بنجلاديش، بحيث تُترَك قطاعات مهمة دون الأدوات اللازمة للمشاركة· مع ذلك، تعمل منظمات محلية غير حكومية على ملء هذا الفراغ· بنجلاديش دولة مسلمة، ولديها رابع أكبر تجمع من المسلمين في العالم· وتشكل المجموعات الدينية واللغوية والثقافية الأخرى في الدولة، كالبوذيين والهندوس والمسيحيين والإحيائيين (الأروحيين) 10% من مجمل عدد السكان· وقد أصبح الإسلام في عام 1988 دين الدولة، التي تأسست كديمقراطية برلمانية تعكس تنوع الدولة الديني وطبيعتها التعددية· وتعمل الحكومة الحالية تحت حالة طوارئ معلنة منذ يناير ·2007 لا يتمتع سكان بنجلاديش بالتجانس كما يفترض الكثيرون، وما زالت معظم الأقليات الإثنية واقعة في شرك التخلف الاجتماعي العرضي· ورغم أنه تم إدراك التعليم على أنه حق إنساني عالمي، إلا أن التعليم النوعي ما فتئ بعيداً عن متناول السكان المحليين الراغبين في التعليم في إقليم شيتاجونج هيل تراكت في بنجلاديش· وتؤدي الموارد التعليمية غير المناسبة، ترافقها نسبة مرتفعة من الذين يتركون مقاعد الدراسة، ومنهم 20% يُعزى تركهم الدراسة إلى معوقات لغوية، إلى إيجاد بيئة لا يستفيد فيها السكان من جهود التنمية، ولا هم مؤهلون للمشاركة فيها· ويضم إقليم ''شيتاجونج هيل تراكت''، الذي يقع في الزاوية الجنوبية الغربية لبنجلاديش الذي تبلغ مساحته 5092 ميلاً مربعاً، إحدى عشرة أقلية إثنية تختلف عن السكان في السهول المجاورة، ليس فقط من حيث التنظيم الجغرافي وإنما كذلك في عرقيتهم ووضعهم الاجتماعي الاقتصادي واللغة والثقافة والدين وأسلوب المعيشة والعادات والتقليد· تعتبر ''الشاكما'' أكبر مجموعة عرقية محلية في الإقليم، واللغة المستخدمة بشكل كامل تقريباً، تتبعها ''المارما'' التي تستخدم في الجزء الجنوبي من الإقليم، إضافة إلى اللغات المحلية· إلا أنه يُطلَب من طلبة المدارس الابتدائية في الإقليم أخذ دروس في البنجالية، وهي لغة الدولة· يجعل هذا الحاجز اللغوي من الصعوبة بمكان لهؤلاء الطلبة فهم الكتب المنهجية أو متابعة دروس أساتذتهم· تصبح المدرسة مملّة بالنسبة لهم، فيبدؤون بفقدان الاهتمام بالتعليم في نهاية المطاف· من الطبيعي أن تؤثر التحديات اللغوية في المدارس الابتدائية على التعليم العالي· تؤدي مشاكل فهم اللغة في هذه المرحلة المبكرة إلى عملية تعلّم ضعيفة، بينما تصبح المناهج أكثر سهولة للطلبة ليفهموها عندما يتم التدريس بلغة الطفل الأصلية· ويساعد هذا على انفتاح حدس الطفل وقريحته وقوة التفكير الذهني لديه· ورغــم أن الجلسة الأربعين لمنظمـــة العمل الدولية عـــام 1957 تبنــــت قراراً (المـــــادة 23 (1) من معاهدة رقم 107) بتقديم معونة واضحة لتعليم الطلبة المحلييــــن بلغاتهـــم الأصلية، إلا أنه لم يجــــرِ عمـــل شيء يذكر من قِبل الحكومـــة لتطبيق ذلك· إضافة إلى ذلك توفر المادة 33 (kha) من معاهدة إقليم شيتاجونج هيل تراكت التي وقّعتها حكومة بنجلاديش مع (Parbartty Chttagram Jana Sanghati Samity PCJSS) وهو حزب إقليمي شكّل رأس حربة حركة المطالبة بالحقوق المحلية، توفر المعونة للتعليم الابتدائي باللغات المحلية· وتنص المادة 17 من الدستور البنغالي على وجوب حصول جميع الطلبة على تعليم يتكافأ مع احتياجات المجتمع، مما يشير إلى عدم وجود عائق رسمي أمام توفير التعليم باللغات الإقليمية· في غياب المعونة الحكومية، أطلق عدد صغير من المنظمات غير الحكومية مبادرة لتعليم أطفال ''الشاكمـا'' و''المارما'' و''التريبورا'' بلغاتهم الأصلية في مرحلة ما قبل المدرسة في بعض المدارس داخل المنطقة البلدية وخارجهــــا· من الأرجح ألا تنجح هذه المبادرة المكافِحة إلا بدعم من الحكومة الوطنية، وسوف تستفيد من معونة المانحين الدوليين· إلا أنها إذا نجحت فقد تشكل نموذجاً لبلدان أخرى ذات شعوب متنوعة اللغات تعاني من تحديات التنمية في المجتمعات متعددة الأعراق والثقافات· تولي ديوان مديرة برامج في جرين هيل في بنجلاديش ينشر بترتيب خاص مع خدمة كومون جراوند الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©