الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ماكين وبطاقة الناخبين

25 أغسطس 2008 00:34
عزيزي أوباما··· إنك تدهشني وتثير حيرتي بحق؛ فقد سمحت لمنافسك الجمهوري ''جون ماكين'' باستخدام صعودك الانتخابي لقضية الطاقة والتقدم عليك بنقاط التأييد الشعبي في نتائج استطلاعات الرأي الانتخابي الأخيرة· وفيما قاله ماكين للناخبين: نحن بحاجة لاكتشاف إمكاناتنا وخياراتنا كلها بما يمكننا من حل أزمة الطاقة التي نواجهها، بما في هذه الإمكانات والخيارات، استئناف عمليات الحفر في المناطق الساحلية البرية· ولم يقف ماكين عند طرح اقتراحاته وتصوراته لحل الأزمة فحسب، بل مضى إلى القول إنك لا توافق على هذه الخطط· واختتم ماكين حديثه لناخبيه بنهاية في غاية المكر والذكاء: احفروا هنا واحفروا هناك·· الآن قبل غدٍ! من ناحيتي أدرك جيداً أن هذه الدعوة لا تتعدى كونها دعاية انتخابية فارغة لا أكثر، طالما أن كمية النفط الضئيلة نسبياً التي يمكننا الحصول عليها من خلال تكثيف عمليات الحفر في منطقة الساحل الشمالي، لن يكون لها أثر يذكر على التخفيف من أزمة الطاقة التي نواجهها لعدة سنوات مقبلة· وأكثر من ذلك فإن علينا الاعتراف بحقيقة أن احتياطي نفطنا آخذ في النفاد؛ وبحسب إدارة معلومات الطاقة، فقد انخفض إنتاجنا المحلي من النفط بنسبة 40 في المائة منذ عام ،1985 مع ملاحظة أن سبب هذا الانخفاض ليس تراجع عمليات الحفر؛ بل الصحيح أن أنشطة التنقيب عن النفط وتطوير الآبار النفطية المحلية قد تضاعفت منذ عام ،2000 بينما واصل إنتاج النفط الخام انخفاضه وتراجعه رغم ذلك· ربما تمكنا من خلال هذه المحاولات من تأجيل اليوم الذي تنفد فيه احتياطاتنا النفطية تماماً، إلا أنه سوف يأتي في نهاية الأمر· وهذا ما يطالبنا بالكف عن حصر أنفسنا في طاقة النفط والاتجاه إليها باعتبارها المورد الوحيد لإرواء ظمئنا للطاقة· فقد حان الوقت الذي ينبغي علينا فيه البحث عن موارد الطاقة البديلة المتجددة· وعلى رغم كل هذه الحقائق السابقة، خُدع الأميركيون ببطاقة تكثيف الحفريات الذكية التي رفعها لهم جون ماكين لماذا؟ لأنها قصيرة وساحرة وإيجابية في نظرهم، هذه هي الصيغة المفضلة· وكنت قد اعتقدت أنك تفهم هذه اللعبة جيداً، خاصة أنك من أنصار شعار ''نعم نستطيع''، إلا أنني فوجئت بغير ذلك تماماً فيما يبدو! ولا يقتصر الأمر على مجال الطاقة وحدها· فقد كانت استجابتك مهنية وعميقة في منتدى ''وارين'' الديني، إلا أنها كانت أبعد من أن تكون رئاسية؛ وعلى عكسك كانت استجابة ماكين مباشرة ومقنعة إلى حد كبير؛ وبالقدر نفسه كانت استجابتك الأولية لكارثة جورجيا الأخيرة حارة، إلا أنها بدت مترددة وغير حاسمة، في حين بدا ماكين مباشراً وقوياً في وقوفه إلى صف جورجيا؛ والذي يبدو لي من خلال هذه المقارنات التي أقيمها بينك وبين ماكين، أن عليك ترك نزعتك الفكرية النخبوية جانباً، والأخذ بالبطاقات الذكية الجاذبة لأصوات الناخبين وتأييدهم· وفي المقارنات نفسها كان ماكين قد تعثر مؤخراً بقوله مازحاً: إن الأمر لا يكلف سوى الحصول على 5 ملايين دولار فحسب كي يتحول الإنسان من شخص فقير إلى شخص غني؛ لكن وبعد أيام فحسب من مزحته هذه، سئل ماكين عن عدد البيوت التي يمتلكها فلم يستطع التذكر؛ فهل للأميركيين أن يتجهوا جميعاً إلى مقامرات ''جاكبوت'' حتى يتحولوا إلى أغنياء؟ الإجابة هي مزيج من ''نعم'' و''كلا''· وهذا هو أصل اللعبة الذي ينبغي لك أن تأخذ به وتواصل خوض سباقك الرئاسي؛ وفي اعتقادي الشخصي أنه وفيما لو كنت تظن أن مجرد امتلاك المرء لخمسة ملايين دولار، كفيل بأن ينتقل به من عالم الفقر إلى عالم الغنى، ثم تنسى في اليوم التالي مباشرة عدد البيوت التي تملكها، فإنه ليس مستغرباَ إذا ما اعتقدت أن اقتصادنا القومي لا يزال قوياً وصامداً· فهل هذا حقاً أفضل ما لديك لقوله؟ ربما·· وهنا بالذات تكمن معضلتك! تشارلس إم· بلو محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©