الذهب «يلمع بشدة» و يقفز فوق 1095 دولاراً لأول مرة في تاريخه

سجل الذهب مستوى قياسياً فوق 1095 دولاراً للأوقية (الأونصة) أمس إذ عزز تراجع الدولار من القوة الدافعة بالسوق. وجاء هذا الارتفاع “غير المسبوق” في أسعار الذهب، والذي بلغ حوالي 30 دولارا خلال جلسة واحدة، بعد قليل من إعلان صندوق النقد الدولي أنه قام في أكتوبر الماضي، ببيع 200 طن من احتياطيه من الذهب إلى البنك المركزي الهندي، في صفقة قُدرت قيمتها بنحو 6,7 مليار دولار. وقال متعاملون إن الذهب يستعد لاستهداف المستوى النفسي عند 1100 دولار للأوقية. وأشعلت صفقة شراء الهند للذهب من صندوق النقد الدولي لتكهنات بأن حكومات أخرى -منها بكين- ربما تكون مستعدة لتنويع احتياطياتها حتى عند أسعار تقترب من المستويات القياسية. وقالت يوجين فاينبرج المحللة في كومرتسبنك “إنها شائعة لكنني أقول إنه لا يوجد دخان بدون نار”. وقرر المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، في سبتمبر الماضي، بيع ما يقرب من 403,3 طن من مخزونه من الذهب، لتعزيز احتياطياته النقدية، مما يعزز قدراته على إقراض الدول النامية لمواجهة آثار الأزمة المالية العالمية. وتساعد حصيلة البيع في تمويل نموذج جديد لدخل الصندوق، ويضم 186 بلداً عضواً، يحد من اعتماده على عائد قروضه في تغطية منصرفاته التي تشمل الرقابة على السياسات الاقتصادية والمالية بالدول الأعضاء.كما سيوجه جانباً من حصيلة البيع، وفقاً لما جاء في بيان نُشر في الموقع الإلكتروني للصندوق الثلاثاء، لزيادة التمويل المخصص لإقراض البلدان منخفضة الدخل بشروط ميسرة. وتقترب الكمية التي حصلت عليها نيودلهي من نصف الكمية التي يعتزم الصندوق بيعها خلال الفترة المقبلة، كما رفعت احتياطي الذهب لدى الهند إلى 557,7 طن، لتصبح ضمن أكثر عشر دول من حيث مخزون الذهب. وقال تجار أميركيون ايضاً إن سوق الذهب تجد دعما من احتمال تسارع عمليات إعادة الشراء من جانب المنتجين مع حرص شركات التعدين على إعادة شراء الذهب الذي سبق أن باعوه بعقود آجلة. وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية إلى 1095,5 دولار للأوقية وجرى تداوله عند 1093,55 دولار للأوقية بحلول (الساعة 10,55 بتوقيت جرينتش) مقابل 1084,50 دولار في أواخر المعاملات ببورصة نيويورك الثلاثاء. وكذلك سجلت العقود الآجلة للذهب الأميركي في قسم كومكس من بورصة نيويورك التجارية “نايمكس” مستوى قياسياً عند 1096,20 دولار للأوقية. وبين المعادن النفيسة الأخرى ارتفع سعر الفضة في المعاملات الفورية إلى 17,45 دولار للأوقية مقابل 17,20 دولار في تعقب لحركة الذهب. وبلغ سعر البلاديوم 1359 دولارا للأوقية مقابل 1355,50 دولار في نيويورك. وسجل البلاديوم أعلى ارتفاع بالنسبة المئوية بين المعادن النفيسة الأخرى إذ صعد نحو اثنين بالمئة إلى 331,50 دولار للأوقية من 324,50 دولار. وقد ارتفعت أسعار الذهب في الفترة الأخيرة بشكل متواز مع انخفاض قيمة الدولار بسبب ضعف الإقبال على شرائه، خاصة بعد انتشار تقارير الشهر الماضي حول إمكانية أن تتحول دول الخليج عن استخدام الدولار في تجارتها النفطية. ويدعم الذهب أيضا المخاوف التي تسيطر على المستثمرين من احتمال زيادة مستوى التضخم، حيث الذهب يعتبر ثابت القيمة نسبياً. وقال ستيفن بريجز الخبير الاستراتيجي في السلع في ار.بي.اس “الذهب هو الذهب، الناس تحبه، هل في ذلك منطق أم لا، تلك مسألة أخرى”. وأضاف “يمثل ذلك انفصالاً واضحاً عن العلاقة مع الدولار”. وتابع “لن تكون مفاجأة لنا أن نرى مستوى 1100 دولار. لقد ارتفع 25 دولاراً خلال نصف ساعة.. ولذلك فمن يمكنه التوقع؟”. ووفقاً لما ذكر موقع “بلومبرج” فقد سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً بما نسبته 24 في المائة خلال العام 2009 الجاري، في بورصة لندن، فيما سجل الدولار تراجعاً أمام اليورو، وخمس عملات أخرى، بحوالي 6,4 في المائة. ورجحت تقارير اقتصادية أن تشهد أسعار الذهب المزيد من الارتفاع، قد تصل إلى 1500 دولار للأونصة، بسبب لجوء العديد من البنوك المركزية إلى تخفيض أسعار الفائدة لديها، بالإضافة إلى تزايد الطلب على المعدن النفيس.