الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حظوظ «السداسي الأفريقي» في المونديال متواضعة

حظوظ «السداسي الأفريقي» في المونديال متواضعة
15 يونيو 2010 23:29
جوزيف انطوان بل حارس مرمى الكاميرون السابق والذي شارك في بطولة كأس العالم ثلاث مرات، لعب في الكثير من الأندية الفرنسية كما لعب في صفوف المقاولون العرب المصري، تم اختياره من قبل الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء كحارس القرن العشرين في القارة الأفريقية، التقيناه على هامش البطولة وكان معه هذا الحوار. في البداية، وعن موقف المنتخبات الأفريقية الستة في البطولة، قال جوزيف انطوان بل إن حظوظ هذه المنتخبات تبدو متواضعة. ومضى: كوت ديفوار فريق جيد ولكنه يتواجد في مجموعة قوية، تعتبر الأصعب في هذه البطولة، ولأن حالهم مثل جميع الأفارقة تعاقدوا مع مدرب قبل شهر من بداية البطولة ولذلك ستكون ردة الفعل لديهم متأخرة بعض الشيء، وهناك نيجيريا التي لم تقدم مستوى جيداً في مباراتها الأولى. وتابع: وهناك جنوب أفريقيا والمسؤولون عن المنتخب منذ ست سنوات يعرفون أنهم سينظمون البطولة ومع ذلك لم يجهزوا الفريق منذ ذلك الوقت بل قاموا ببناء الملاعب والفنادق والشوارع واهتموا بالأمن ونسوا الفريق، وهناك الجزائر وهو فريق جيد ولكنه لن يستطيع الصمود أمام فرق تفوقه خبرة في البطولة، أما غانا بدون مايكل ايسيان فلن تكون نفس الفريق وعلى الرغم من تحقيق الفريق الفوز في مباراته الأولى، إلا أنه لم يظهر بشكل جيد.. أما بالنسبة لمنتخب الكاميرون فيعتقد أنه لن يتمكن من تجاوز الدور الأول بعد العرض المتواضع الذي قدمه في المباراة الأولى. وحول رأيه في استضافة القارة الأفريقية لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخ القارة، قال أنطوان بل: إنه شيء رائع كما أنه شرف للقارة الأفريقية، ولكنه في نفس الوقت يمثل العدل الذي تأخر كثيراً، وأضاف أن أفريقيا قدمت الكثير لكرة القدم العالمية وكان من حقها أن تحظى بشرف استضافة كأس العالم بعد كل ما قدمته، فالأفارقة يعشقون كرة القدم وهذه اللعبة هي للعالم كله ولكل البشر ولا يمكن أن يطلق على هذه البطولة مسمى كأس العالم إذا لم تأت إلى أفريقيا أبداً مؤكداً أن العدالة قد تحققت في النهاية بمجيء كأس العالم إلى هذه القارة. وعن رؤيته لحفل الافتتاح قال: كان حفل الافتتاح مميزاً وجنوب أفريقيا تتميز دائماً بالتنظيم الرائع للأحداث الكبرى، وهي قادرة على احتضان بطولة عظيمة بحجم كأس العالم، كما أن المنظمين عملوا بشكل ممتاز للتجهيز لهذا الحدث، مشيراً إلى أنه كمواطن أفريقي قد شعر بالفخر كشأن جميع الأفارقة، ولكنه استدرك قائلاً إن كرة القدم لعبة عالمية وهي تجمع الناس ولذلك يجب على كل الناس أن يشعروا بالفخر لقدرة جنوب أفريقيا على التنظيم وليس الأفارقة فقط، ومن غير المنطقي تقسيم العالم بالقول إن هذه أفريقيا وهذه آسيا وتلك أوروبا مشدداً على أن السبب الذي يجعل الناس يلعبون كرة القدم هو أن يأتي كل الناس من كل مكان ليلعبوا سوية ويلتقوا في جو من التنافس الشريف. وعن المنتخب الكاميروني وفرصه في البطولة بعد خسارة مباراته الأولى أمام منتخب اليابان، قال: كان الفريق مخيباً للآمال في المباراة الأولى، مضيفاً أن الإنسان لا يجني شيئاً عندما لا يعمل بشكل جيد، والعمل يجب أن يتعلق بالتخطيط للفترة المقبلة والتفكير بشكل مبكر. وأضاف أن منتخب الكاميرون جاء الى البطولة يحمل الكثير من الآمال، ولكنهم لم يستعدوا بشكل مبكر كما تحتاج هذه البطولة، خصوصاً أن البطولات الأوروبية انتهت قبل فترة قصيرة والمدرب نفسه لم يكن يعرف بعض اللاعبين قبل أن يلتحقوا بالمنتخب استعداداً للبطولة. وتطرق أنطوان بل إلى اللاعبين المحترفين بالفرق الأوربية ومدى مسؤوليتهم عن تراجع مستوى الكاميرون في السنوات الأخيرة، وقال إن المسؤولين عن الاتحاد الكاميروني كان عليهم التفكير مبكراً والتخطيط بشكل سليم في كيفية الاستفادة من هؤلاء اللاعبين ولا يمكن القول إن اللاعبين الذين يلعبون في أوروبا قد أصبحوا عالة على الفريق، فهناك البرازيل لديها العديد من اللاعبين الذين يلعبون في أوروبا والأرجنتين كذلك وهذا يعني أن الكاميرون لديها العديد من اللاعبين المميزين ولكنها تعاني من خطأ ما، ولا يمكن القول إن اللاعب الذي يفرض نفسه ويذهب إلى أوروبا ويلعب في أفضل الأندية الأوروبية يمثل أمراً سلبياً بالنسبة للفريق بل من المفترض أن يكون عاملًا إيجابياً، وكان ينبغي التعامل مع هذه الحقيقة والإعداد لها بشكل يجعل الفريق يظهر بشكل جيد ويحقق نتائج طيبة. وعن الفرق الأفريقية الأخرى وكيف ستكون فرصتها في هذه البطولة، قال جوزيف أنطوان: كل هذه الفرق تبدو متشابهة إلى حد كبير وهي دائما تعاني من نفس المشاكل وعدم التفكير بشكل مبكر مع أنهم يعلمون أنهم يجب أن يعملوا بقوة وعليهم التخطيط لذلك، ودائما يكون تعاملهم مع مثل هذه البطولات كما لو كانوا متفاجئين بالمشاركة في البطولة. وأضاف أنه شاهد نيجيريا تلعب ومع أنها تمتلك العديد من اللاعبين الجيدين، إلا أنه ليس لديهم فريق جيد وقاموا بالتعاقد مع مدرب قبل شهر من بداية البطولة وكذلك كوت ديفوار لديها مجموعة من اللاعبين المميزين وتعاقدت مع مدرب جديد قبل البطولة بشهر، فكلهم يتعاملون بنفس الطريقة، أما بالنسبة لجنوب أفريقيا فقد بدأت الإعداد للبطولة قبل بدايتها بثلاثة أشهر ولذلك سيكون لديهم فريق جيد ولكنه صغير وليس فريقاً مؤهلاً للفوز بالبطولة. وتابع أنطوان حديثه عن الفرق بين المنتخبات الأفريقية في الوقتين الماضي والحالي، حيث قال: في السابق كان هناك توازن، إذ لم يكن هناك لاعبون كثيرون يلعبون في أوربا ولذلك كنا نتجمع بشكل دائم، وكما فعلت جنوب أفريقيا عندما تم استدعاء كل اللاعبين وذهبوا في معسكر خارجي وعملوا بشكل مكثف لتقديم الأداء الذي رأيناه في المباراة الأولى. وأضاف أن جنوب أفريقيا لو كانت قد بدأت في الإعداد وتجهيز الفريق لهذه البطولة قبل ثلاثة أو أربعة سنوات فبالتأكيد كان سيكون لديها فريق عظيم، ثم عاد ليقول إن المسؤولين عن المنتخبات الأفريقية لا يفكرون قبل الوقت وعندما يمتلكون لاعبين هم الأفضل في المنطقة فينبغي أن يفكروا في كيفية التعامل مع الموقف وكيفية استخراج الأفضل منهم. وعما إذا كانت البطولة أقيمت في وقت يشهد تراجع مستوى الكرة الأفريقية، قال: ولو أقيمت كأس العالم في أفريقيا قبل هذا الوقت لما فاز بها فريق أفريقي فالمسألة لا تتعلق باللاعبين فهم في نهاية السلسلة ولكن الأمر يبدأ بالمسؤولين فهم الذين يفكرون ويخططون واللاعبون عليهم التنفيذ فقط. وعن توقعاته للفرق المرشحة ومسار المنافسة في البطولة الحالية، قال إن الأمور لا تزال في بدايتها ومن الصعب الحكم على مستويات الفرق لكنه عاد وقال إن إسبانيا والبرازيل لديهما فريقان قويان وكذلك ألمانيا، أما انجلترا فستكون مرشحة ولكن بعد الفرق التي ذكرتها في البداية، وستظهر خطورة انجلترا الحقيقية حتى وإن خسروا نقطتين أمام أميركا، وكذلك منتخب الأرجنتين سيكون فريقاً قوياً وفي النهاية تمنى أن تقدم جميع الفرق مستويات متطورة. وعن الكرة الجديدة “الجابولاني” وشكاوى الحراس المتعددة منها، قال إنه لم ير الكرة ولم يجربها ولذلك لا يمكنه الحكم عليها، ثم أضاف: لو كان الجميع يقولون ويرددون نفس الشيء عن الكرة الجديدة فلابد أن الأمر حقيقي وهم محقون فلابد ألا يصنعوا كرات تشكل صعوبة كبيرة على حراس المرمى، ويجب أن تكون الكرات للجميع، فكرة القدم ليست بحاجة لأن تكون الأهداف بسبب الكرة، وإنما يجب أن تكون الأهداف المسجلة بمهارات اللاعبين. وعن الحارس الانجليزي جرين الذي حملته الصحافة الانجليزية مسؤولية التعادل أمام أميركا، قال جوزيف إن جرين ارتكب خطأً فادحاً ولكنها المباراة الأولى وهم قادرون على العودة كما أن الحارس قادر على التعويض والظهور بشكل أفضل في المباريات القادمة. وعن مستوى الحارس النيجيري انياما الذي وقف سداً منيعاً أمام هجمات الأرجنتين وكان نجماً لتلك المباراة قال: كان انياما رائعاً وحافظ على المرمى النيجيري بشكل رائع ولم تستقبل شباكه سوى هدف واحد وهو يواجه أعظم المهاجمين في العالم وميسي. وأضاف أن المنتخب النيجيري كان على وشك إحراز التعادل ولو كان قد حدث سيكون الفضل لحارس المرمى، مؤكداً أنه على النيجيريين التفكير من جديد وإعادة الحسابات، لأنه لا يعتقد أن الحارس سوف يقدم نفس المستوى في كل المباريات، وأضاف أنه لو كان هناك أي ناد يفكر في التعاقد مع حارس مرمى فقد يتجه إلى هذا الحارس الرائع. وحول قلة الحراس الأفارقة المحترفين في أوروبا قال إن الحراس ليسوا مرغوبين كثيراً في أوروبا لأنهم لا يستطيعون اللعب في مكان آخر باستثناء الخشبات الثلاث، على عكس لاعبي المراكز الأخرى فيمكن أن تغير من مراكزهم حسب متطلبات اللعب، ولذلك فما حاجة ريال مدريد للتعاقد مع حراس من الخارج وهو يمتلك كاسياس ونفس الأمر ينطبـق على برشلـونـة، مـؤكـداً أن هـذا الأمــر يتعلق بصعوبة المركز وليس بنوعيـة اللاعب. وعما إذا كانت كأس العالم الحالية هي الأخيرة التي تستضيفها القارة، قال: ستكون هذه كأس العالم الأخيرة في حياتنا التي نشاهد فيها البطولة في أفريقيا لأنها ستدور على كل القارات قبل أن تعود ولكن بالتأكيد ستقام مرة أخرى ولا أعلم متى ولا تنسى أن المكسيك استضافت البطولة مرتين وكذلك ألمانيا وإيطاليا وفرنسا والبرازيل ستفعل ولذلك لا أعتقد أن هناك مانعا أن تستضيف جنوب أفريقيا البطولة مجدداً، وهناك المغرب ومصر تستطيعان استضافة البطولة ولكن عليهما العمل، وفي السابق قال الجميع إن جنوب أفريقيا غير مؤهلة لاستضافة البطولة وإن الأمن معدوم، وإنهم لن يكونوا جاهزين ولكن هاهم يستضيفونها والعالم كله هنا لمتابعة كأس العالم”. وأكد أن الدولة عندما تحصل على حق الاستضافة تصبح البطولة قضية الجميع ابتداءً من الفيفا واللجنة المنظمة والدولة والقارة، وكل شخص في البلد المستضيف يكون مهموماً بهذا الحدث وكل شخص يرغب في أن يكون حدثاً عظيماً، حتى المجرمون واللصوص يتمنون أن يخرج هذا الحدث بصورة لائقة. إيتو والمنتخب وبرشلونة جوهانسبرج (الاتحاد) - تحدث جوزيف انطوان بل عن ايتو والاتهامات التي تطاله بتقديم مستوى متميز مع ناديه على عكس ما يقدمه مع منتخب الكاميرون وقال إن الأمر يتعلق بالبيئة التي يلعب فيها اللاعب ولا يمكن القول إن ايتو يلعب لمنتخب الكاميرون بكفاءة أقل مما يقدمها مع ناديه الأوربي فهو لاعب جيد. وأضاف: على سبيل المثال في نهائي دوري أبطال أوربا لم يسجل إيتو وتكفل ميليتو بالهدفين ولكن لم يقل أي شخص لماذا لم يسجل ايتو، ولكن عندما يلعب منتخب الكاميرون ولا يسجل أي شخص تجد أن أصابع الاتهام لا تتجه سوى إليه ولماذا لم يسجل وكأنه بحكم أنه يلعب في أفضل الفرق الأوروبية يفترض أن يسجل في كل المباريات. المنتخب المصري في خطر جوهانسبرج (الاتحاد) - وعن احتكار المنتخب المصري لكأس الأمم الأفريقية في النسخ الثلاث الماضية، قال جوزيف إنهم قاموا بعمل رائع خلال السنوات الست الأخيرة وهم يستحقون أن يتوجوا أبطالاً للقارة في هذه النسخ ولكنه يعتقد أن المنتخب المصري سيعاني من مشكلة خلال الفترة المقبلة لأن معدل الأعمار في الجيل الحالي بات كبيراً ولذا فعليهم التغيير، وضخ الدماء الجديدة وإلا سيكون المنتخب المصري في خطر خلال الفترة المقبلة. وحول عدم تأهل المنتخب المصري إلى كأس العالم على الرغم من احتكاره الكأس الأفريقية قال جوزيف: لأنهم لم يبدأوا التصفيات بشكل جيد وهم بذلك أثبتوا أنهم أفارقة مثلنا فنحن دائما نواجه مشاكل في التفكير وفي أن نكون مرتبين كل الوقت، ولذلك فالمصريون بدأوا التصفيات بشكل سيء وبالتالي كان من الصعب عليهم التعويض فيما بعد.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©