السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وداعاً بكين 2008 وإلى اللقاء في لندن 2012

وداعاً بكين 2008 وإلى اللقاء في لندن 2012
25 أغسطس 2008 00:55
أسدل جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية أمس الستار رسمياً على دورة الألعاب الأولمبية (بكين 2008) التي انطلقت في العاصمة الصينية في الثامن من أغسطس الحالي· وقال روج خلال المراسم التقليدية لختام الأولمبياد: ''أعلن ختام دورة الألعاب الأولمبية التاسعة والعشرين، وأدعو الشباب من أنحاء العالم إلى التجمع بعد أربع سنوات من الآن في لندن للاحتفال بدورة الألعاب الأولمبية الثلاثين''· وأضاف روج: ''شكراً للشعب الصيني وجميع المتطوعين وللجنة المنظمة للأولمبياد، من خلال هذه الدورة عرف العالم المزيد عن الصين، وعرفت الصين المزيد عن العالم''، وأضاف روج: ''هذه هي الخاتمة لفترة بلغت 16 يوماً رائعاً سنتذكرها للأبد''، وأشاد ''بهذه المواقع الرائعة'' التي أقيمت عليها الألعاب، ومن بينها استاد عش الطائر ومكعب الماء الذي استضاف منافسات السباحة· وشهد الحفل الختامي البهيج حضور الرئيس الصيني هو جينتاو وعدد من كبار الشخصيات الذين شاهدوا العروض الفنية الصينية وقارعي الطبول وعدداً كبيراً من المتطوعين الذين شاركوا في إحياء الحفل· وبدأ الحفل الختامي بالألعاب النارية والنشيد الوطني الصيني الذي شارك هو جينتاو في ترديده، وأقيمت خلال الحفل مراسم توزيع آخر الميداليات، وكانت من نصيب الكيني صامويل وانجيرو الذي فاز بذهبية ماراثون الرجال صباح أمس، وذلك وسط رياضيي العالم الذين دخلوا الى الاستاد قبل ذلك بدقائق بشكل غير مقيد بقواعد· وتسلم حوالي 12 من المتطوعين مجموعة من الزهور من مون داي-سونج وألكسندر بوبوف وكلاوديا بوكيل الممثلين الجدد للاعبين في اللجنة الأولمبية الدولية· وشارك أكثر من 11 ألف لاعب ولاعبة من 204 دول في أولمبياد بكين الذي أقيمت فعالياته من الثامن حتى 24 أغسطس الحالي وشهد توزيع 302 ميدالية ذهبية· وقال روج: ''بالنسبة للاعبين لقد كنتم مثلاً يُحتذى به··· لقد أظهرتم لنا قوة الرياضة''· صحف الصين: الإعلام العربي قدم صورة رائعة لفعاليات الدورة الأولمبية بكين (د ب أ) - ربما يختلف الكثيرون، أو قد يتفقون حول حجم المشاركة العربية وقوتها في دورة الألعاب الأولمبية ''بكين ''2008 لكن يبقى اتفاقهم جميعا على أن التغطية الاعلامية العربية للدورة ولمسيرة البعثات العربية كانت أقوى أداء من المشاركة العربية في المنافسات الرياضية في أولمبياد ''بكين ·''2008 على الرغم من اختلاف اللغة والحضارة العربية عن نظيرتيهما في الصين فقد نجحت وسائل الاعلام العربية سواء المرئية أو المسموعة أو المقروءة في تقديم صورة رائعة لفعاليات الدورة الاولمبية في بكين وهو ما أكدته الصحف الصينية نفسها· وإذا كانت البعثات العربية حققت فشلا ذريعا في المنافسات الرياضية واقتصرت حصيلتها في الاولمبياد على حفنة ميداليات ''لا تسمن ولا تغني'' فإن الاعلام العربي استحق الميدالية الذهبية الكبرى لأن مشاركته في الاولمبياد كانت أقوى وأفضل· ولم يأت نجاح التغطية الاعلامية العربية للاولمبياد من فراغ وإنما بعد أن توافرت له جميع سبل التألق في بكين نظرا للتسهيلات الهائلة التي وفرتها اللجنة المنظمة للأولمبياد سواء في الاقامة أو العمل· ويتفق الجميع على أنه من الصعب توافر مثل هذه الامكانيات والتسهيلات في الدورات الاولمبية الاخرى أو في أي بطولات رياضية· وربما كان هدف وسائل الاعلام العربية في المقام الاول تغطية أحداث البعثات العربية ومشاركتها في الدورة ونتائجها والاحداث اليومية ولكن تراجع نتائج المشاركة العربية في بكين إلى هذا الحد المتواضع من الأداء وعدد الميداليات كان سببا في تطورات كثيرة· وإزاء شعور الإعلاميين العرب باليأس من نتائج البعثات العربية مع الاخفاقات المتتالية والتي حدثت بشكل يومي اتجه البعض إلى تغطية أحداث الدورة ككل أكثر منه متابعة أنباء البعثات العربية التي أصبحت قائمة على الانتظار لتحقيق الأمل في أي مسابقة· وتشير الاحصاءات إلى أن عدد الصحفيين والمصورين الصحفيين الذين رافقوا البعثات العربية في هذه الدورة بلغ عددهم 53 صحفيا ومصورا وكان العدد الاكبر للبعثة الصحفية المغربية التي وصل عدد أفرادها الى ثمانية أفراد مقابل ستة أفراد لكل من الجزائر ومصر والسعودية وخمسة لقطر· وبرغم ذلك كان العدد أكبر كثيرا على مستوى مراسلي باقي وسائل الاعلام المسموعة والمرئية الذين وصل عددهم الى نحو ثلاثة أضعاف الصحفيين العرب· وربما زحفت هذه الاعداد من المراسلين والصحفيين والاعلاميين خلف البعثات العربية على أمل أن يضاعف الرياضيون العرب من رصيدهم من الميداليات خاصة مع وجود الظروف السانحة لذلك مثل الثقة التي اكتسبوها من إحراز عدد معقول من الميداليات في أولمبياد أثينا 2004 ولجوء بعض الدول للتجنيس من أجل تعزيز نتائجها في الدورات الاولمبية· ولكن ما حدث كان على النقيض تماما حيث شعرت البعثات الاعلامية بالاحباط من نتائج الرياضيين العرب في الدورة وهو ما أكدته ميرفت حسنين الصحفية بصحيفة ''الاهرام'' المصرية والتي قالت إن نتائج البعثات العربية في المنافسات الرياضية أثرت بالفعل على أداء البعثة الاعلامية حيث تحولت ''الطموحات إلى كبوات'' مما ساهم في ضعف اهتمام القارئ العربي بشكل عام لإصابته بالإحباط ومن ثم لم يكن في الامكان فرد مساحات أكبر للتغطية الاعلامية للمشاركة العربية التي سقطت أمام الأخبار والتحقيقات عن مفاجآت ونتائج الدول الاخرى والرياضيين المتميزين مثل السباح الامريكي مايكل فيلبس وغيره· فالانتصارات والمفاجآت تفرض نفسها وتفجر سيلا من الأخبار· وعن الإيجابيات والسلبيات في الدورة الحالية ومدى توفير الخدمات اللازمة للتغطية الاعلامية أعربت ميرفت حسنين عن اعتقادها بصعوبة وجود مثل هذه التسهيلات في دورات أولمبية أخرى أو في أي بطولات عالمية ''فالصينيون وفروا كل شيء يسهل على الصحفيين والاعلاميين بشكل عام التغطية الجيدة للدورة سواء من التقنيات العالية أو المعاونة البشرية من قبل المتطوعين الذين أصبحوا ''فاكهة'' أولمبياد بكين وأحد أبرز عوامل نجاحها مع الاعتراف بوجود مشكلة بسيطة في اللغة وهو أمر وارد في كل الدورات''· وأضافت أن السلبية الوحيدة التي تراها من قبل المنظمين هو عدم تصريحهم بأي معلومات عن حفلي الافتتاح والختام على سبيل المثال حيث يعتبرونها ''سرا حربيا'' ولكن قد يكون مبررهم في ذلك هو ''الرغبة في تحقيق المفاجأة التي تعتبر ركنا أساسيا وعنصرا مهما من عناصر الابهار''· أما بالنسبة للبعثات العربية فأكدت أنها لم تجد صعوبة في التغطية الاعلامية حيث وجدت تجاوبا كبيرا من قبل جميع البعثات· وقال معز بولحية الإعلامي بقناة ''الجزيرة'' القطرية الاخبارية إن التنظيم الرائع من قبل الصينيين في هذه الدورة فرض على الجميع احترامه خاصة مع عدم وجود أي قصور في التسهيلات الممنوحة لوسائل الاعلام نظرا للاصرار الشعبي والرسمي على إنجاح الدورة· وأضاف أن المتطوعين بذلوا قصارى جهدهم من أجل المساعدة ''في كل شيء'' كما كانت كل التسهيلات متوافرة ابتداء من الكتب الارشادية والخرائط·· بالاضافة الى إصدار قوائم سريعة بنتائج مختلف المسابقات في كل من المركزين الصحفي والاعلامي الرئيسي وكذلك في المراكز الصحفية الملحقة بكل الملاعب مما ساهم في تسهيل المهمة على الاعلاميين بشكل خاص وعلى نجاح الدورة بشكل عام· وأكد بولحية أنه إلى جانب كل ذلك كانت أبرز المميزات في هذه الدورة التعاون الواضح أيضا من قبل البعثات العربية في مجال التغطية الإعلامية فلم تكن هناك صعوبة في تلك التغطية حيث رحبوا جميعا بالتسجيل والتصوير مع وسائل الاعلام العربية والاجنبية· وقال المصور المغربي محمد العدلاني إنه يشعر بالانبهار ليس فقط لأنها أول مشاركة له في تغطية أحد الأحداث خارج المغرب وإنما أيضا بكل ما رآه من تسهيلات ممنوحة للإعلاميين· وأعرب العدلاني عن اعتقاده بأنه من الصعب تكرار مثل هذه التسهيلات في دورات أخرى فلا يوجد قصور حتى أنه حصل على خدمات الانترنت دون مقابل مادي لتسهيل عمله· وأضاف أن القرية الاعلامية ''على أعلى مستوى وجميع الخدمات فيها رائعة وهو ما ساهم في تسهيل المهمة على البعثات الاعلامية بشكل كبير''· تهنئة الحزب الشيوعي بكين (د ب أ)- هنّأ كبار مسؤولي الحزب الشيوعي الحاكم في الصين الرياضيين في البلاد على أدائهم الأولمبي الرائع، قائلين إنهم ساعدوا في تعزيز مشاعر الوطنية، وأبرزوا مساعي الصين في تحقيق السلام· وقال بيان صادر عن كبار كوادر الحزب نقلته وكالة شينخوا للأنباء الرسمية: ''لقد ألهمتم بعملكم الملموس وعلى نحو كبير المشاعر الوطنية وروح العمل الدؤوب للشعب بجميع الطوائف العرقية في البلاد، وشجّعتموهم على دفع عمليات الإصلاح والانفتاح وإبراز قوة دفع مسيرة التحديث الاشتراكية، وقدمتم إسهاماً بارزاً للحركة الأولمبية الدولية''· وبعثت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة الصيني رسالة التهنئة بصورة مشتركة، وجاء في الرسالة أنه من خلال إحراز أفضل النتائج في تاريخ الألعاب الأولمبية، فقد حقق الفريق الصيني إنجازاً تاريخياً كبيراً، وكتب فصلاً جديداً في تطور الرياضة الصينية، وقدم إسهاماتٍ بارزةً في استضافة دورة ألعاب أولمبية رفيعة المستوى في بكين· يشار إلى أن الرياضيين الصينيين فازوا في دورة الألعاب الأولمبية في أثينا عام 2004 بـ32 ميدالية ذهبية، و17 فضية، و14 برونزية، ليأتوا في المركز الثاني بعد الولايات المتحدة في إحراز الميداليات الذهبية· إصابة جيانج قتلت حلم الصين بالتفوق على أميركا في أم الألعاب بكين ( د ب أ) - ليس كل ما يلمع ذهبا··· قد تنطبق تلك الحكمة على الصين التى ربما تكون قد تفوقت على الولايات المتحدة الأميركية وأرست نفسها كقوة رياضية عظمى بما حققته في الاولمبياد من ميداليات بيد أن لديها الكثير من الشكوك القوية التى تؤرقها على نحو مستمر· وليس أدل على ذلك من الشعور بالحزن بين سكان الصين البالغ عددهم 3ر1 مليار نسمة بشان الطريقة التي خرج بها بطل الحواجز ليو جيانج من المسابقة بسبب الاصابة· فقد تعلقت كل الآمال بليو إلى درجة صعب على الاجانب فهمها· فقد كان رجلهم في تحدي الهيمنة الاوروبية والاميركية في مسابقات المضمار والميدان· وقال خبير رياضي صيني موجزا مشاعر الملايين ''كان أهون على الا نتصدر جدول الميداليات وأراه يفوز في ميدان يتمتع فيه الغرب بقوة عظيمة''· الصين بلد المتناقضات فهي من ناحية سعيدة أنها تخلصت من صورة ''رجل آسيا المريض'' التي ارتبطت بها منذ إذلالها على يد القوى الامبريالية في القرن الـ 19 ومن ناحية أخرى فإنها غير مصدقة تماما لما آلت إليه من قوة· وتواصل القيادة الصينية وصف أولمبياد بكين بأنها ''احد المعالم على طريق البعث العظيم للأمة الصينية''· وفي إطار تقليد شيوعي قديم هنأت نفسها على استضافة ''الالعاب الناجحة'' وفي الوقت نفسه دحضت الانتقادات المتزايدة بإعلانها ''لقد كنا أهلا للثقة التي منحنا العالم إياها''· ومضت إلى القول إن العالم ''اتخذ القرار الصائب'' بمكافأته الصين بالاولمبياد·· لكن هذا حكم يغطي على الشوائب الكائنة تحت السطح الذهبي اللامع، فالوعود لم يتم الوفاء بها ووضع حقوق الانسان لم يتحسن برغم تعهد الصين بتحسينه وادى هاجسها الى ان تضع كافة الامور تحت السيطرة لخنق المحاولات التي استهدفت توفير مناخ احتفالي للالعاب· كما أن انهمار الميداليات الذهب اخفى حقيقة أن الصين ليست دولة رياضية وان نجاحاتها إنما تحققت من خلال تمويل سخي من قبل الدولة تماما مثلما كان الحال في الكتلة السوفيتية السابقة· ثمة تناقض آخر يتجسد في حقيقة أن أكبر دولة نامية في العالم استطاعت إقامة أكثر الدورات كلفة في تاريخ الحركة الاولمبية· وملامح الفقر المزمن الرابضة في كل مكان تقريبا لم يرها احد داخل ''الفقاعة الاولمبية'' - لا الشحاذين ولا حشود العمال الجوالة أصحاب الأجور المتدنية الذين شيدوا المواقع الرياضية المدهشة· لم تكن العاصمة الصينية بمثل هذه النظافة والأناقة يوما· لكن هذا كان بفضل عمل طارئ أكثر من كونه تراثا أولمبيا، ففور مغادرة الرياضيين ستستأنف المداخن بث سمومها وعوادم السيارات ستحيل الهواء مجددا إلى غاز يكاد يكون غير قابل للاستنشاق· لكنه برغم الانتقاد فإن الصين تستحق الاحترام، فروح الصداقة الحقيقية التي أبداها 5ر1 مليون متطوع ساعدت في تمكين البلاد من الظهور بوجه جديد أمام العالم· كذلك تعلمت الصين الكثير وذلك حسبما يقول لي نينج لاعب الجمباز السابق الذي أوقد الشعلة الاولمبية في حفل الافتتاح الاسطوري الذي أقيم في 8 أغسطس· وقد نقلت عنه صحيفة كايجنج قوله'' كان لدينا على الدوام العديد من الافكار الممتازة بيد انه تعين علينا تعلم احترام المعايير الدولية لأداء الأعمال''· ولا تتوقف التحذيرات من الحاجة إلى التواضع وعدم الغرور بعد النجاح المدهش في اعتلاء جدول الميداليات الذهبية وتصدره
المصدر: بكين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©