الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زعيم كوستاريكا «يساري معتدل»

23 ابريل 2014 00:38
أندريس أوبنهايمر كاتب أرجنتيني متخصص في شؤون أميركا اللاتينية سعياً منه لتبديد مشاعر القلق التي سادت الأوساط التجارية والاقتصادية بعيد انتخابه كأول رئيس من يسار الوسط في بلده، يقول رئيس كوستاريكا المنتخَب لويس جييرمو سوليس، إنه لن ينضم إلى تكتل «ألبا» للبلدان اليسارية الراديكالية التي تقودها فنزويلا، وإنه يعتبر نفسه «معتدلاً» و«ليس مختلفاً عن العديد من الزعماء الأميركيين والأوروبيين الذين انتُخبوا مؤخراً». ولكن في حوار طويل معه، تعهد سوليس – الذي سيتم تنصيبه في الثامن من مايو المقبل وسيترأس مجموعة «دول أميركا اللاتينية والكاريبي» لبقية هذا العام – بتنويع سياسة بلاده الخارجية، التي يقول، إنها تركز على الولايات المتحدة بشكل مبالغ فيه. وفي هذا السياق، قال «سوليس»: «لقد كنتُ دائماً أدعو إلى أن تكون سياسة كوستاريكا الخارجية عالمية قدر الإمكان». وأضاف أن رؤساء كوستاريكا السابقين «لم يكونوا ينظرون صوب الجنوب، وأنا أريد أن أقوم بذلك»، مشيراً بشكل خاص إلى نيته «تعزيز» العلاقات مع البرازيل، وقال في هذا الصدد: «إنني لا أخشى تطوير علاقات جيدة مع العديد من هذه البلدان». «سوليس»، وهو دبلوماسي وأستاذ سابق للشؤون الدولية، وكان باحثاً في مركز أميركا اللاتينية والكاريبي التابع لجامعة فلوريدا الدولية في ميامي عام 1999، سينصب في الثامن من مايو المقبل وسط حالة من عدم اليقين السياسي والاقتصادي في بلده. ذلك أنه بعيد فوزه الكبير في انتخابات السادس من أبريل الجاري، عقب انسحاب منافسه الرئيسي من السباق، أعلنت شركة «إنتل» الأميركية لصناعة الرقاقات الإلكترونية – التي لطالما كانت عملياتها للتجميع والاختبار في كوستاريكا مثالًا تشير إليه البلاد بفخر لجذب الصناعات عالية التكنولوجيا – أنها ستقوم بإغلاق جزئي لعملياتها في كوستاريكا، وهو ما سيتسبب في تسريح 1500 موظف. وبعد ساعات على ذلك، أعلن مصرف «بنك أوف أميركا» أنه يعتزم إغلاق مركز اتصال في كوستاريكا، ما سيؤدي إلى تسريح 1400 شخص. ومما زاد الطين بلة أن الاستثمار الأجنبي في مناطق التجارة الحرة في كوستاريكا أخذ يتراجع خلال الثلاث سنوات الماضية. وعلى سبيل المثال، فقد انخفضت الاستثمارات الأجنبية في مناطق التجارة الحرة في البلاد العام الماضي بـ12 في المئة، كما أفادت بذلك صحيفة «لا ناثيون» الصادرة في كوستاريكا هذا الأسبوع. ويقول «سوليس»، إنه يعتزم السفر إلى عدد من البلدان رفقة مجموعة من رجال المال والأعمال في بلده بعيد تنصيبه من أجل البحث عن استثمارات جديدة، وقال في هذا الصدد: تلقينا أيضاً أخباراً خلال الأيام الأخيرة عن استثمارات جديدة قادمة، بأعداد ربما تقارب عدد الوظائف التي فقدت بعد قراري «إنتل» و«بنك أوف أميركا». وحين سألته عن الأزمة السياسية التي تتخبط فيه فنزويلا، وما إن كانت كوستاريكا ستحافظ على الدور الذي عرفت به كواحد من أبرز المدافعين في أميركا اللاتينية عن حقوق الإنسان في أي مكان، قال «سوليس»، إن «كوستاريكا سترتكب خطأ فادحاً إن هي تخلت عن موقفها التقليدي (المدافع عن حقوق الإنسان)». غير أنه أضاف أنه بوصفه رئيساً لمجموعة دول أميركا اللاتينية والكاريبي الإقليمية سيتعين عليه أن يكون «متزناً» جداً كمتحدث باسم تلك المنظمة. وشخصياً، أعتقدُ أن «سوليس» سيجلب جرعة من الهواء النقي إلى الحياة السياسية في كوستاريكا، التي هيمن عليها حزب التحرير الوطني عموما لأكثر من ستة عقود. فقد كان ثمة مطالبات قوية بالتغيير في البلاد، مطالبات لم تعد الطبقة السياسية الحاكمة قادرة على تلبيتها. غير أنني آمل أن يفي «سوليس» بتعهده ويحافظ على ما عرف عن بلده من دور قيادي في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في المنطقة. ذلك أن بعض الحكومات اليسارية المعتدلة التي تعجبه، مثل حكومتي البرازيل والأوروجواي، استبدلت الدفاع الجماعي عن الديمقراطية بالدفاع الانتقائي عن الديمقراطية – حيث تندد بالانتهاكات الصادرة عن حكومات من يمين الوسط وتغض الطرف عن الانتهاكات الصادرة عن حكومات من يسار الوسط، وسيكون من المؤسف أن يقوم «سوليس» بالشيء نفسه! ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©