الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«أوائل مقدمي برامج الشعر الشعبي» .. احتفاء بالمفردة المحلية

«أوائل مقدمي برامج الشعر الشعبي» .. احتفاء بالمفردة المحلية
23 ابريل 2014 00:38
إبراهيم الملا (الشارقة) وسط جلسة شعبية حميمة استعادت جانباً من ملامح وذكريات وصور زمن قديم ومشتبك في اللحظة ذاتها مع وهج المفردة الشعرية المحلية، ومع حضورها المتجدد والآسر، نظم مركز الشارقة للشعر الشعبي مساء أمس الأول بمجلس ضاحية مغيدر في الشارقة ملتقى تخصصي بعنوان: «أوائل مقدمي برامج الشعر الشعبي»، وقدم ضيوف الملتقى الإعلامي عبدالله إسماعيل، وشارك به كل من الشعراء راشد شرار، وبطي المظلوم، ومحمد بن سعيد بالرقراقي، ومحمد راشد الشامسي، وشهد فقرات الملتقى خميس بن سالم السويدي رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى بالشارقة، وحضر الملتقى حشد من الشعراء والإعلاميين والمهتمين. ويهدف الملتقى إلى تدعيم دور الإعلاميين والمثقفين والشعراء وتفعيل دور الثقافة الشعبية في المجتمع من خلال إعداد وتقديم برامج شعبية تحظى بعناصر النجاح والقبول والاستمرارية، إضافة إلى توسيع دائرة المهتمين في مجال الثقافة الشعبية، واستعراض مسيرة الرواد، والاستفادة من خبراتهم وتكريمهم على ما قدموه من تضحيات شخصية، وجهود تأسيسية لخدمة التراث الشعبي الإماراتي. وسبق عقد الملتقى افتتاح المعرض المصاحب، الذي اشتمل على صور من أرشيف برامج الشعر الشعبي في محطات الإذاعة والتلفزيون التي مهدت في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي في انتشار هذه البرامج واتساع رقعة الاهتمام بها، واحتوى المعرض على أشرطة مسجلة لبعض البرامج، وبانوراما وصور عن مقدمي البرامج، وفيلم وثائقي استعرض لقطات ومشاهد منتقاة جلسات الشعر الشعبي في محطات البث المرئي والمسموع بالدولة. واستعرض راشد شرار ذكرياته الشخصية حول بداية مشاركته في برامج الشعر الشعبي من خلال إذاعة الشارقة وفي أوائل الثمانينيات من القرن الماضي تحديداً، عندما اقترح عليه شاعر الإمارات الكبير الراحل راشد الخضر، أن يقرأ قصائده في برنامج: «في أحضان البادية» التي كان يقدمها الشاعر الراحل علي بن رحمة الشامسي في الإذاعة؛ لأن الخضر لم يكن متميزاً في الإلقاء - كما أوضح شرار - مقارنة بتميز شعره بالجماليات الفارهة والصور الباذخة، وأضاف شرار قائلاً: «تواصلت بعدها تجربتي الإعلامية في أواخر عام 1983 حين تسلمت دفة تقديم البرامج الشعرية في إذاعة وتلفزيون دبي، وهي على التوالي برنامج: مجالس الشعراء، ثم جلسة شعبية، وأخيراً، برنامج همسات من الشعر». وأوضح أن هذه البرامج استمرت إلى عام 1993 ما عدا برنامج جلسة شعبية الذي استمر حتى عام 1995 وقال شرار: «إن أول من كان يتابع هذه البرامج المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث إن برنامج جلسة شعبية كان سبباً في تواصل المغفور له معي شخصياً، ومن ثم دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهناك موقف جميل تمثل في شرف إلقائي إحدى قصائد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة».وحول المواضيع والفضاءات الأدبية التي تناولها في برامجه، نوه شرار بأن هذه البرامج اهتمت أساساً بفنون الشعر الشعبي إلى جانب الاهتمام بالجانب الحضري والتاريخي والتراثي العاكس والمعبر عن هوية وخصوصية المجتمع الإماراتي. وأشار إلى أن بريق هذه البرامج خفت وانحسر بعد تحول القنوات التلفزيونية الأرضية، إلى قنوات فضائية انحازت لبرامج المنوعات ذات الإيقاع السريع التي ترضي أذواق الجمهور المعاصر، وأوضح أن برامج المجالس الشعرية كانت تضم عدداً كبيراً من الشعراء وتستغرق وقتاً طويلا من الاستعدادات المسبقة والبث الممتد لساعات طويلة، وهي عناصر مرهقة باتت تمثل عبئا على قنوات البث الحديثة. بدوره، أشار الشاعر بطي المظلوم الذي قدم في فترة سابقة برنامجاً مميزاً بعنوان: «واحة التراث» أنه استقى فكرة برنامجه من الميراث العريق والمتشعب والمتنوع الذي قدمه شعراء كبار وذوي حضور مؤثر وفي مقدمتهم كما قال الشاعر الماجدي بن ظاهر، وقال المظلوم إن البيئة الثقافية السائدة في تلك الفترة كانت خصبة ومشجعة على تقديم برامج الشعر الشعبي، حيث حظيت باهتمام المسؤولين وبمتابعة قطاع واسع من متابعي الإذاعة والتلفزيون، مشيرا إلى أنه حاول خلق نوع من التوازن بين ثقافة أهل البر وثقافة أهل البحر، من خلال استقطاب أصوات شعرية متعددة ساهمت في إثراء فضاء الشعر الشعبي وتنويع مصادره وتجديد مواضيعه وأغراضه الاجتماعية والذاتية. واستعرض كل من الشاعرين محمد بن سعيد بالرقراقي، ومحمد راشد الشامسي تجربتيهما مع برامج الشعر الشعبي، حيث قدم بالرقراقي وهو من الشعراء المميزين بالمنطقة الغربية بأبوظبي برنامجاً حظي بتجاوب المشاهدين والمستمعين وهو برنامج: «شعراء البادية» وكتب بالرقراقي في أغراض الشعر المختلفة كالمدح والوطنيات والغزل ورحلات الصيد والقنص، وله الكثير من المساجلات الشعرية مع عدد كبير من الشعراء، وانشد بالرقراقي على أغلب بحور الشعر. أما الشاعر محمد الشامسي، فتحدث عن تجربته مع تقديم وإعداد برامج تراثية منوعة في إذاعة أبوظبي، وانطلقت بدايات الشامسي مع الشعر من خلال المجاراة والمشاكاة مع أقرانه من الشعراء، والتحق في عام 1980 كشاعر في مجلس شعراء قبائل العين وشارك في تحرير صفحة الشعر الشعبي بجريدة «الاتحاد»، واستمر في تقديمه لمجالس الشعراء حتى بداية عام 2000 قبل توقف هذه البرامج لظروف مختلفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©