السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

دانة نزال تمزج نسمات الخليج بأنفاس الزعتر

دانة نزال تمزج نسمات الخليج بأنفاس الزعتر
25 أغسطس 2008 01:00
صدرت مؤخراً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر مجموعة شعرية تحت عنوان ''بيت العين'' للشاعرة الفلسطينية دانة نزال التي تعيش في مملكة البحرين، تقع المجموعة في 217 صفحة من القطع المتوسط، وفيها تترامى الشاعرة على أجنحة قصائدها، وتعانق الحروف الملتزمة بقضايا الحب والوطن'' أشيع رسائلي/أستجمع طقوسها /كما لو أنني خلف حجب من زجاج/أراك ولا أسمعك /فأفر جامحة /حروفي فصيحة /يحفظ الود إيماءها /وتنثني عليها سطورها /تتكور كيما أذيع أسرارها /لو تحللت من نطاقي /أنا ذات النطاق المحاك بالندم'' تنبض هذه المجموعة بالحس الرقيق، والعاطفة الجياشة، والخيال الخصب، تمتزج فيها نسمات الخليج، وأنواره الساطعة، ببركة الزيت الطهور، وأنفاس الزعتر، ولحاء زيتونة عاشقة· حين نقرأ شعر دانة نزال نكاد نسمع أصوات المطر، وتهب علينا رائحة البحر، ونحس بلمسات النسائم، والطيور· ويتجسد في شعرها معنى الحرية والانطلاق في الفضاء الرحب، ومعنى أن يعشق الإنسان الحياة والخير والعدل، ويزرع في القلوب وردة بيضاء · وفي قصائد الحب مزج ما بين النضال الإنساني ومشاعر الحب الصادقة، وهي مسألة متعلقة بالثورة ضد القيود الظالمة، لدى شاعرة عاشقة للأمل ، والإبداع الصادق، والانحياز إلى حبها الراقي وأحاسيسها الإنسانية، قبل أن تنفلت من إسار القضية الوطنية ، لتكتب شعراً ذاتياً خالصاً · هذه المجموعة الشعرية، وإن بدت تقاوم الضجر والاستبداد، وتغوص في عمق المعاني، وتعكس التأمل الداخلي، والتساؤلات الغريبة عن الموت والحياة، وهو ما يمكن أن يصدر عن أي شعر آخر، إلا أن الشعور الروحي المبثوث في ثنايا القصائد، والكلمات الصريحة الواضحة عن الغربة والنكبات المتتالية والزيتون والقدس والحنين إلى حضن الأم وخبزها وقهوتها على غرار محمود درويش، يجعل من الشعر أكثر التصاقاً بقضية شعبها المعذب، وأكثر تعبيراً عن مشاعرالقلق بهموم الناس والواقع، وإن تجسدت لنا في بعض من شعرها تلك المرأة العاشقة لحبيبها الساكن في جوانحها، حيث تستسلم لهذا العشق الخرافي دون أن تتنازل عن كبريائها كامرأة فوق الخيال والنهى والحدود
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©