الأسماك تظهر في دكات أسواق رأس الخيمة

بدأ أكثر من عشرة أنواع من الأسماك السطحية والقاعية بالعودة إلى سواحل رأس الخيمة في أعقاب الشح الشديد بمثل هذه الأنواع من الأسماك جراء ارتفاع دراجات الحرارة خلال الصيف الحالي والذي دفعها إلى الدخول إلى أعماق البحر· وتحظى هذه الأنواع من الأسماك بإقبال وطلب المستهلكين مواطنين ومقيمين، حيث يطلبونها من أسواق الإمارة التي خلت طوال الفترة الماضية من أسماك الجش والقباب والحمر والكوفر والضلع والفرو والقابط والبياح والصافي والقيشران والسنسكر، إضافة إلى الجمبري والقباقب ''السلطعونات''· وقال الدكتور سيف الغيص، أستاذ الأحياء البحرية في جامعة الإمارات المدير التنفيذي لهيئة حماية البيئة والتنمية في رأس الخيمة، إن العديد من أنواع السمك تبدأ عودتها لشواطئ الدولة في منتصف أغسطس وخلال شهريْ سبتمبر وأكتوبر· وعزا الغيص سبب العودة إلى التيارات البحرية المعروفة باسم ''تيارات الصومال'' التي تجلب معها أملاحاً إلى سواحل الخليج في هذه الفترة من كل عام تلعب دوراً رئيسياً في غذاء الأسماك والكائنات البحرية· وأشار إلى أن سواحل الدولة تزخر بـ400 نوع من الأسماك ويستهلك منها محلياً 200 نوع من الأسماك القاعية والمهاجرة فقط، وهو ما يتم طرحة في الأسواق المحلية· وأوضح أن توزيع الأسماك في مناطق الصيد مربوط بعدة عوامل منها درجات الحرارة وموسم تكاثرها، حيث إن غالبيتها تتكاثر في فصل الربيع ووفرة الغذاء المتوفر لها المعتمد على إنتاجية ماء البحر من الهوائم المعتمدة على خصوبة ماء البحر وارتباطها بالتيارات البحرية في الخليج· وأما في منطقة المصايد القريبة من الساحل والمعروفة بالمناطق الضحلة والتي تستخدم فيها القراقير (الأقفاص) فهي معتمدة على الأسماك القاعية، منها الشعري والهامور وعائلة النهاش وأسماك جذور الشعاب المرجانية وعائلة الحمام ''الجش'' التي تهرب من ارتفاع درجات الحرارة إلى مناطق عميقة يتراوح عمقها ما بين 60 إلى 100 متر في قاع البحر في المناطق القريبة من الخليج، ومن هبوب الرياح الموسمية في بحر العرب الناقلة لأملاح ''النايترات والفوسفات''· وأضاف أن الأملاح والملح اللذين يعتبران أسمدة ماء البحر تنقلنهما الهوائم خلال مراحل نموها، حيث إنها أحياء مجهرية تعتمد على ضوء الشمس والأملاح في البحر لكي تنمو وتعد أساس الهرم الغذائي في البيئة البحرية· من جانبه، قال رئيس مجلس الصيادين في مدينة رأس الخيمة حسن راشد الأصلي إن الأسماك العائدة المعروفة التي تحظى بطلب الجمهور عادت مرة أخرى إلى ''دكات'' السمك في الأسواق بعد غيابها الذي كان ملحوظاً في سوقيْ بيع السمك في إمارة رأس الخيمة طوال الصيف· وتضم الإمارة سوقيْ سمك هما رأس الخيمة الذي يفتح أبوابه أمام الجمهور يومياً خلال الفترة الصباحية الممتدة من 6 صباحاً حتى الواحدة ظهراً، والآخر في المعيريض الذي يفتح أبوابة أمام الجمهور خلال الفترة المسائية الممتدة من الرابعة عصراً وحتى الحادية عشرة· وأشار إلى أن عودة الأسماك جاءت في أعقاب حالة النقص والشح التي عايشتها الأسواق في الصيف الحالي بسبب ارتفاع درجة الحرارة عن معدلاتها الطبيعية مقارنة بالأعوام السابقة· وأضاف الأصلي أن الصيادين بدأو في توريد كميات كبيرة منها لأسواق الإمارة، وذلك لاقترابها من الشواطئ والسواحل بعد توغلها إلى مسافات بعيدة بحثاً عن اعتدال حرارة المياه السطحية والقاعية· ويعمل في مهنة الصيد في مختلف المناطق الساحلية في إمارة رأس الخيمة الموزعة على مرافئ المعيريض ورأس الخيمة والجزيرة الحمراء والرمس وغليلة وشعم والجير وخورخوير 2845 صياداً منهم 1345 مواطناً، و1491 غير مواطن، يستخدمون 1375 زورقاً بحرياً، ويقومون بصيد 12590 طناً من الأسماك سنوياً يمثل جزءاً من الإنتاج على مستوى الدولة البالغ 100 ألف طن سنوياً