الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبوظبي مقراً لـ"المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة"

أبوظبي مقراً لـ"المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة"
9 مايو 2018 23:15
أعلن، اليوم الأربعاء، رسمياً إطلاق وتأسيس "المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة" في ختام المؤتمر العالمي للمجتمعات المسلمة، وأن تكون أبوظبي مقراً له، ليكون كيانا مؤسساتياً يعزز دور المسلمين ويرتقي بممارساتهم التطبيقية في مجتمعاتهم، إلى جانب المحافل الدولية. وأوصى المؤتمر بضرورة الالتزام بالمبادئ الواردة في جميع المواثيق والمعاهدات الدولية والمؤتمرات والإعلانات والقرارات الدولية المتعلقة بحقوق الأقليات الدينية والتي تشمل المجتمعات المسلمة في الدول غير الإسلامية، ولاسيما تلك التي تتعلق بالحريات والحقوق الأساسية التي تمنع التمييز العنصري والديني والتطهير العرقي، نظراً لما في ذلك من تقويض لأھم الأسس التي قامت عليها الأمم المتحدة، وهي حفظ السلم والأمن الدوليين والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، داعياً إلى ضرورة تشجيع اندماج أبناء المجتمعات المسلمة في مجتمعاتهم التي يعيشون فيها، واحترام قوانين دولهم ووحدة أراضيها والعمل معها بشراكة على تفعيل القيم المؤسسة للعقد الاجتماعي. وأدان البيان الختامي للمؤتمر الذي تلاه معالي الدكتور علي النعيمي رئيس دائرة التعليم والمعرفة - رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر، كافة الأعمال الإرهابية والمتطرفة بجميع صورها وأشكالها، وكذا كل الإنتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها الجماعات الإرهابية والمتطرفة، باعتبار أن الإرهاب والتطرف ظاهرة عالمية تتطلب تضافر جهود كافة المجتمعات والدول في التصدي لها، مشدداً على أن الهدف الأساسي من هذا المؤتمر هو الدعوة لاندماج المجتمعات المسلمة وتدبير العيش المشترك بأمن وأمان وسلام، واحترام التعددية الثقافية وتشجيعها. ودعا المشاركون في المؤتمر، المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، إلى وضع خطة استراتيجية للنهوض بالدور الحضاري للمجتمعات المسلمة والقيام بتنفيذها، والعمل على تجديد الخطاب الديني المعتدل، والارتقاء بتدبير الشأن الديني والإمامة والإفتاء والتعليم أبناء المسلمين، والخروج بفقه التعارف على نحو متكامل ومؤصل تأصيلًا نظرياً وتطبيقياً. كما دعوا المجلس ذاته إلى وضع وتفعيل خطة استراتيجية للتنسيق بين مؤسساته والمؤسسات والهيئات والمنظمات الدولية، ولاسيما مؤسسات العالم الإسلامي، فيما أوصوا باتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة الظروف المسببة لانتشار التطرف والإرهاب بكل أشكاله، سواءً كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو فكرية، بهدف استئصاله واجتثاثه من جذور،ومضاعفة الجهود المبذولة من قبل المنظمات الدولية المعنية بالشأن الثقافي، لتعزيز الحوار والتسامح والتفاهم بين الأديان والحضارات، وعدم الإساءة إليها أو ازدرائها ولاسيما من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وعبر كافة منصات الإعلام الالكتروني والسمعي والبصري. وحث المشاركون القيادات السياسية والدينية من أبناء المسلمين، على الامتناع عن استخدام خطاب التعصب ورسائله، التي قد تبث بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال أية أداة من أدوات الاتصال، والتي من شأنها أن تحرض على الكراهية أو التطرف أو العنف أو الإرهاب، داعين إلى دعم وتشجيع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام المختلفة لتغطية أخبار مسلمي البلدان غير الإسلامية، ونشر ثقافة السلام والتسامح، عبر إنشاء مواقع إلكترونية لنشر أفكار التسامح، ومواجهة كل أشكال التطرف، مع القيام بتنظيم الدورات التدريبية وورش العمل من أجل التقريب بين الحضارات والأديان. كما دعا المشاركون إلى تفعيل مجموعة من برامج التدريب لمجموعة من المؤثرين وقادة رأي المجتمعات المسلمة في الدول غير الإسلامية لنشر ثقافة التعايش المشترك والتسامح، وكذلك حث رجال الأعمال والمؤسسات المانحة على دعم المبادرات التي تهدف إلى تعزيز قيم التعايش المشترك والتسامح، وتكوين لجنة مهنية لمتابعة توصيات المؤتمر، والإسهام في تنفيذ ما ورد فيها من قبل الجهات المعنية. وشهدت فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر إعلان تفاصيل وأهداف تأسيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، والذي يأتي انطلاقاً من الرسالة الحضارية لدولة الإمارات الهادفة إلى نشر ثقافة السلم لتحقيق الأمن المجتمعي ، واستلهاماً لمبادرتها الدولية الرائدة في مجال ترسيخ قيم العيش المشترك والاحترام المتبادل بين شعوب العالم،كما يأتي إنشاء المجلس استحضاراً لتوصيات مختلف المؤتمرات والندوات التي عقدتها المنظمات الدولية والإسلامية حول موضوع المجتمعات المسلمة وتلبية لطلبات كثير من قيادات مؤسسات المجتمعات المسلمة في الدول غير الإسلامية. ويقوم المجلس على سبع قيم رئيسة هي "العزيمة، الشراكة، الانتماء، السلام، الشفافية، المساواة، المسؤولية"، فيما تتضمن رؤيته تفعيل الدور الحضاري للمجتمعات المسلمة في الدول غير الإسلامية لتعزيز قيم المواطنة، والتعددية الثقافية، بينما تتمحور رسالته الرئيسة حول الشراكة مع الآخر من أجل سلامة الأوطان وأمنها. ويسعى إلى تحقيق 10 أهداف هي"تعزيز التنسيق بين المؤسسات الناشطة في المجتمعات المسلمة، وتبادل الخبرات فيما بينها والتنسيق مع المؤسسات الحكومية والمنظمات المحلية ، وكذلك العمل على تأصيل التعددية الثقافية واحترام الخصوصيات الثقافية والفكرية". وتتسع أهداف المجلس لتشمل تأهيل الأسر والنساء والشباب والأطفال في مجال التربية، وكذلك تسليط الضوء على نجاحات أبناء المجتمعات المسلمة في الغرب ،وإعداد وتهيئة القيادات في المجتمعات المسلمة من خلال وضع النظم والبرامج المناسبة لتنمية وتطوير كفاءات الموارد البشرية والقادة . وتضمن اليوم الثاني للمؤتمر سبع جلسات نقاشية تناولت التحديات التي تواجه الأقليات المسلمة حول العالم، إذ تطرقت جلسة " تنامي ظاهرتي التطرف الديني والإسلاموفوبيا" إلى بحث جذور التطرف وأسبابه ،وأوضحت سوزان ديفسصضوي، رئيسة مفوضية العلاقات العرقية، بنيوزلندا، أن هناك خوف من الإسلام بشكل عام بسبب الصورة المغلوطة التي يروجها البعض عنه ،وهو ما يستدعي مساندة المجتمعات المسلمة عبر طرق إصلاحية وتصحيح تلك الصورة عبر الاندماج وإظهار القدرة على التعايش السلمي. قال الدكتور شيرمان جاكسون، صاحب كرسي الملك فيصل، أستاذ الفكر الإسلامي في جامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة،إن دعاة الإسلاموفوبيا يستغلون قصر نظر المسلمين الأمريكان وخوفهم الدائم من أن يُنظر إليهم على أنهم غرباء ،معتبراًأن المسلمين في الولايات المتحدة ضعفاء رغم كونهم جزءاً من المجتمع، إلا أن العنصرية مازالت تمارس ضدهم من قبل البعض. وأشار يورجن نيلسون،وزير سابق من الدنمارك،إلى أن الثورة الإيرانية والحرب في أفغانستان وماحدث في العراق وكوسوفو، أثرت على المجتمعات المسلمة في الغرب وساهمت في تشويه صورتها. وأوضح أن شباب المسلمين الذين تدافعوا للحرب في البوسنة ، ساهموا في زرع البذرة الأولى من موجات الإسلاموفوبيا حول العالم ،كما أن الحكومات الغربية عبر شكوكها وهواجسها من انتشار الحركات الإسلامية المتطرفة أسفرت عن ردود أفعال عنيفة أنعكست أثارها على المسلمين حول العالم. واعتبر نيلسون هجمات 11 سبتمبر ، مثلت منعطفا جديداً في التعاطي مع الإسلام في الغرب لافتاً إلى أن الهجمات الإرهابية المرتبطة بالمسلمين تزيد من حدة التوترات والعصبيات مما يفاقم من موجات الإسلاموفوبيا. ورأى أن محاربة الإرهاب والإسلاموفوبيا، عملية طويلة تبدأ بالتعليم وتتطلب جهوداً ،مشيراً إلى ضرورة أن يقوم الإعلام بدوره في الحرب على التطرف بجميع أشكاله. وتناولت جلسة "وضع الوجود الإسلامي في الدول غير الإسلامية" برئاسة محمدو سالم بوكا، المدير العام لاتحاد إذاعات العالم الإسلامي مفهوم الجالية إلى المواطنة ووضع المجتمعات المسلمة في السياق العالمي والتحديات التي يواجهها مسلمو الهند. واستعرض الدكتور يحى بالافيسينى، رئيس المجتمع الإسلامي بإيطاليا، ورقة بحثية بعنوان "المسلمون الأوربيون" ،فندت التحديات الرئيسية التي يواجهها المسلمون في أوروبا، إذ قال:" إن أهم التحديات التي يتعرض إليها مسلمو أوروبا، هي شعورهم بالغربة وعدم امتلاك هويتهم الأوروبية، وهذا ما أوصلهم للانغلاق على الذات عل دون الاندماج مع بقية المجتمع". ولفت إلى ضرورة تركيز الجاليات المسلمة على دورهم كمسلمين ،مع محاولة الاندماج في المجتمع لتخطي العقبات التي يواجهونها. وأشار إلى ضرورة التمسك بهويتهم و أصالتهم مع الانفتاح على الثقافة الأوروبية من أجل تحقيق الاندماج السليم، وتجنب الصراع ، بهدف الوصول إلى حوار متنوع بين المسلمين والأوروبيين. ورأى الشيخ حسان موسى، نائب رئيس مجلس الإفتاء بالسويد ،أن أخطر ما يواجه الإسلام والمسلمين حول العالم ،هو انتشار فكر الإسلام السياسي وقال :" إذا بحثنا في كل أسباب الخراب والدمار في الدول الإسلامية والعربية نجد أن جماعات الإسلام السياسي وجماعة الإخوان المسلمين كانت السبب الرئيسي في كل المصائب التي تحل على العالم". وقدم موسى ورقة بحثية بعنوان "من مفهوم الجالية إلى مقتضيات المواطنة: أسس ومنطلقات"، أكد فيها أن الأمن والسلام هما كلمة السر التي تجمع المسلمين في أوروبا إذ قال:" ارتضينا أن نعيش في الغرب وأخذناهم نسبا، ودخلنا تلك الديار بعقد ووقعنا على شروط ونحترم قوانينهم ونتقبل ثقافاتهم". وأضاف: "نحن في أوروبا لسنا من دعاة إعادة الخلافة، نحن دعاة سلام نقبل بالآخر باختلاف دينه وعرقه، ونريد أن نكون عامل بناء لا تمزيق، عامل تجميع لا تفريق". وتسائل حول أسباب محاولة البعض قولبة الإسلام وحصره في جماعة،خاصة أن هناك فرصة للتعايش ،والقوانين حول العالم تسمح لهم بالعيش الحر والاندماج مع الآخر. واعتبر أن مسلمي الغرب يعانون من انفصام في الهوية ، وعليهم الاختيار ما بين العيش جسدا وعقلا في أوروبا أو العودة إلى بلدانهم ، لافتاً إلى أن هذا الانفصام استغله دعاة التطرف وخفافيش الظلام لأغراضهم الدنيئة من تفجير وترهيب بدعوى الإسلام. وأشار إلى ضرورة تشكيل العقل المسلم في أوروبا و تجسير الفجوة بين الحاكم والمحكوم لسد ذلك الفراغ . وأوضح الدكتور يوسف هالار ،رئيس المنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية بالأرجنتين، أن وضع المسلمين في أمريكا اللاتينية يشهد تنوعا على المستوى الثقافي، ورأى أنه وبغض النظر عن انتمائهم للدين الإسلامي فهم ينتمون أيضاً إلى ثقافة أخرى تتعارض في بعض الأحيان مع دينهم. وأشار إلى وجود محاولات لإثارة الفتنة بين المسلمين ، وهو ما أدى إلى اعتقاد الشعوب الأخرى بأن الإسلام دين عنف، لافتاً إلى وجود فتور العلاقات بين المجتمعات المسلمة والمواطنين الأصليين. وقال :" هناك 5 ملايين مسلماً في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي ونحن نسعى جاهدين لنشر الخير والتعايش السلمي. وتحدث الدكتور إيدومي موتو، مدير جمعية المسلمين باليابان، خلال الجلسة عن وضع الأقليات المسلمة في اليابان من خلال عرض ورقة بحثية بعنوان "المقيمون المهاجرون والمواطنون الأصليون"، تناول فيها أهم التحديات التي تواجه المجتمعات المسلمة في اليابان وفقاً لطبيعة المجتمع الياباني وخصوصيته، فيما تحدث حذيفة غلام الوستانوي من الهند عن "التحديات التي يواجهها مسلمو الهند ومسؤولية الدول الإسلامية" تجاهها، لافتاً إلى أن الهند تعتبر ثاني أكبر دولة عالم من حيث عدد السكان،وساهمت التجارة في وصول الإسلام إليه. وأوضح أن للعرب دورا كبيراً في نشر التسامح بين مختلف الديانات الموجودة في الهند، والتي تعد مثالا حياً للاستقرار والتعددية والتسامح من خلال تعدد الديانات على أرضها. واعتبر أن أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات المسلمة في الهند تتمثل في تردي الوضع الاقتصادي وانتشار الفقر وسوء التعليم وتدهور القطاع الصحي. وعن أهم القضايا التي تواجه الجاليات الإسلامية في فنلندا قدم الشيخ وليد حمود ،مفتي فنلندا، ورقة بحثية بعنوان "أهم قضايا الجاليات الإسلامية وحلولها"، أكد خلالها على ضرورة توجيه المسلمين إلى الاندماج الإيجابي دون التخلي عن هويتهم الإسلامية ومبادئهم، مؤكداً أن عدم الاندماج سيؤدي حتما إلى نتائج سلبية.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©