الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التجربة الأوروبية

11 ابريل 2015 23:35
وصلت كرة القدم الأوروبية لما وصلت إليه بعد حقبة سوداء من الفوضى والشغب والعنصرية في السبعينات والثمانينات الميلادية، حيث كانت الملاعب بلا مقاعد وكان السياج الفاصل بين الجماهير والمستطيل الأخضر أشبه بأسوار السجون التي تعلوها الأسلاك الشائكة، وكان الذهاب للملعب ضربا من المخاطرة بوجود «الهوليجينز»، ونتذكر منع الأندية الإنجليزية من المشاركة في بطولات أوروبا لخمس سنوات بسبب شغب جماهيرهم، خصوصاً جماهير «ليفربول» الذي فقد 96 مشجعاً قتلوا دهساً أبريل 1989 في مباراتهم مع «شيفلد وينزداي» في «كارثة هيلزبرا»، وبعدها تم تكليف القاضي «تايلور» بإجراء تحقيق وتوصيات تمخضت عن خارطة الطريق لإنقاذ كرة القدم الإنجليزية. فتغيرت الملاعب وأصبحت الكراسي المرقمّة من ركائز الأمن وأزيلت الحواجز الحديدية بين الجماهير والملعب حفاظاً على سلامة الجميع، فتحوّل الملعب إلى بيئة صالحة لجميع أفراد العائلة، وأصبحت فترة التسعينات بداية حقبة جديدة في صناعة كرة القدم الآمنة. اليوم وصلت أوروبا لما نطمح بالوصول إليه بعد سنوات بإذن الله، شريطة أن نستقي تلك التجربة ونستقطب أهم الخبرات العاملة فيها، وقد حدث ذلك في رابطة دوري المحترفين السعودي حيث استقطبنا «ريك باري» المدير التنفيذي الأول للبرميرليج فكانت ورشة العمل التي تم عقدها في الرياض أساسا لكل العمل التطويري، حيث الراعي الرئيس بقيمة مائة وعشرين مليون ريال سعودي في العام وحقوق النقل بمعدل 410 ملايين ريال في الموسم الواحد، ويقيني أن الخليج قادر أيضاً على محاكاة «التجربة الأوروبية» في اللاعب والنادي. فاللاعب الخليجي بحاجة لفهم المعنى الحقيقي للاحتراف كأسلوب حياة، ولنبدأ من البيت وليس النادي حيث ينتظر من أهل المحترف أن يساعدوه على تنظيم حياته وغذائه على أساس احترافي يصب في صالحه كمحترف يتطور مستواه ويعمّر في الملاعب. والأندية الخليجية تحتاج لإداريين محترفين في الجوانب التسويقية والقانونية والمالية والطبية وغيرها، وليس هناك حاجة لإعادة اختراع العجلة فالأندية الأوروبية على استعداد للتعاون مع أندية الخليج من خلال مذكرات التعاون والتفاهم التي تعني تبادل الخبرات والزيارات والمعسكرات والمباريات وغيرها، وعلى جسور التجربة الأوروبية نلتقي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©