الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دي دوس.. وسيط روحي يداوي الآلاف أسبوعياً

10 ابريل 2012
جواو دي دوس، هو وسيط روحي لجأ إليه الرئيس البرازيلي السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، عندما كان مصاباً بالسرطان، ويستقبل كل أسبوع آلاف المرضى من العالم كله في أباديانيا، بالقرب من برازيليا ليعالجهم بواسطة مقص أو سكين أو مبضع غير معقم. ويقول دي سوس لمريضة شابة "سوف أعالجك". ثم يمسك بقدمها ويدخل فيها إبرة طولها أربعة سنتمترات. ويضيف بينما يغرز الإبرة مرارا وتكرارا "سوف تتألمين، لا تنظري". لكن الشابة بدت مرتاحة وغير متألمة وعندما انتهى الوسيط البالغ من العمر 70 عاما تقريبا وشبه الأمي، ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة. فتأثرت الشابة وأكدت أنها شفيت أخيراً من مرض مزمن عجز الأطباء عن مداواته. ولد جواو دي دوس في 24 يونيو 1942 تحت اسم جواو تيكسيرا دي فاريا. وهو يعرف عن نفسه على أنه "وسيط روحي" وأحد أتباع العقيدة التي أسسها الفرنسي آلان كارديك في القرن التاسع عشر والتي تضم اليوم نحو ثلاثة ملايين شخص في البرازيل. ويؤكد هذا الشافي أنه يتصل بالأرواح عندما يكون في حالة تأمل. وهو يشخص أمراضا ويصف علاجات ويجري جراحات إما بيديه وإما بواسطة سكاكين مطبخ ومباضع ومقصات. ويخبر رينالدو دا هير وهو جراح في تقويم العظام حضر إحدى الجلسات العلاجية "من دون تعقيم ولا تخدير، وباليد نفسها التي داوت مئات المرضى، فتح جواو دي دوس، عين أحدهم وبدأ يحفها بواسطة سكين. لم يحرك المريض ساكنا وقال له: لقد شفيت، يمكنك المغادرة". ويقول الوسيط خلال فترة الاستراحة الوجيزة "منذ سن الثامنة، نقل إلي الله هذه الطاقة. أنا لا أشفي، الله هو الشافي". ويستقبل جواو دي دوس نحو ألف شخص يوميا ثلاث مرات في الأسبوع، علما أن أكثر من نصفهم أجانب. ويعتمد دائما الطقوس نفسها، فيجلس على أريكة كبيرة ويضع قدميه على وسادة. وأمامه في غرف مجاورة، يبدأ آلاف الأشخاص بالتأمل بغية تشكيل حلقة من الطاقة. ثم يتقدم مريض تلو الآخر نحو جواو دي دوس الذي يداويهم عادة بأقل من دقيقة واحدة. والكثير من هؤلاء المرضى يلجأون إليه كأملهم الوحيد بعد أن يخيب ظنهم بالطب التقليدي فيما يزوره البعض بحثا عن عمل أو عن الروحانية ويأتي البعض الآخر ليشكره ليس إلا. "سوف نستقبل الجميع"، يقول أحد المتطوعين عبر مذياع. ويتم بث التعليمات والرسائل الروحية بالانكليزية والفرنسية على وقع همسات آلاف الأشخاص الذين يرتدون ملابس بيضاء ويستعينون بعشرات المترجمين. وتشرح مارينا وهي امرأة روسية تعيش في نيويورك وتعمل الآن وسيطة ومرشدة روحية في أباديانيا "أتيت إليه سنة 2006 لأنني كنت مصابة بتصلب الأنسجة العصبية المتعدد. وكنت أتنقل على الكرسي النقال منذ العام 1999، وكما ترون، شفيت وصرت أمشي ولم أعد أشعر بأي أعراض". يمارس جواو دي دوس نشاطه منذ 35 سنة في بلدة أباديانيا الصغيرة التي يعتمد اقتصادها على عمل الوسيط الروحي. ففي البلدة أكثر من أربعين نزلا وعشرات سيارات الأجرة تتنقل بين مطار برازيليا ومركز العلاج. وبحسب إدارة المركز، يعالج الوسيط مرضاه مجانا وأرباحه تأتي من هبات ومن بيع علاجات طبيعية ومياه مطهرة. ويتساءل البعض، ولا سيما في الأوساط الطبية، ما إذا كان جواو دي دوس صانع معجزات أو دجالا. وقد أكد كارلو فيتال نائب رئيس المجلس الفدرالي للطب في البرازيل في مقابلة مع قناة "غلوبو" أن "الجراحات في أماكن ملوثة والوصفات العلاجية غير المشروعة هي ظواهر دينية غير شرعية".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©