السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

لعبة «تراش باك» تنتشر بين الأطفال بشكل «خطر ومخيف»

لعبة «تراش باك» تنتشر بين الأطفال بشكل «خطر ومخيف»
23 ابريل 2014 15:42
تحرير الأمير (الشارقة) طالب عدد من أولياء الأمور بمنع استيراد لعبة «تراش باك»، مؤكدين أنهم يبذلون قصارى جهدهم في جعل صغارهم يمارسون ألعاباً مفيدة ومضحكة، إلا أن بعض الألعاب تنتشر بشكل قد يفوق السيطرة، قائلين إنهم يجهلون ماهية هذه اللعبة جراء تعلق أولادهم بها وظناً منهم أنها مجرد أشكال وحيوانات مطاطية. وكانت قد انتشرت في مدارس الإمارات مؤخراً لعبة «تراش باك» بين الأوساط الطلابية ممن ينتمون إلى الفئة العمرية من 6 إلى 12، وتعني بـ«العربية» حزمة القمامة، وهي لعبة أسترالية الصنع، غزت متاجر الألعاب الكبرى، ومحطات البترول في الدولة بصورة مثيرة للدهشة لدى الجميع. اللعبة عبارة عن حاويات قمامة مختلفة الأحجام والألوان كل منها دمى ملونة تجسد وحوشاً صغيرة مثل التنين أو طيور وحيوانات وحشرات كالدجاج والديدان، وهي ذات ملمس طري مما يمكن الصغير من إلصاقها على الحائط أو الطاولة أو بواسطة القلم، كما تحتوي أيضاً على سائل لزج مخاطي مقرف يتطاير حوله الذباب. وبدأت حمى لعبة «تراش باك» في المدارس، تنتشر كالنار في الهشيم وفي المنازل أيضاً. نورة المنصور أم لطفلين توأم في السابعة «علي وحسين»، تقول في البداية لم أخش شيئاً من هذه اللعبة، خصوصاً أنها مطاطية، إلا أنني اكتشفت مؤخراً أنها عبارة عن «قمامة» ومخاط وأشياء مقرفة، فمنعتها تماماً لدرجة أن ابني علي بكى حين رميتها بسلة القمامة وأخبرته أنها قمامة. واللعبة حكر على الذكور، حيث إن معظم ممارسيها من الأولاد، ولكن هذا لا يمنع أن بعض الإناث التحقن بنادي «التراش باك»، مثلما تقول نهلة خزاعة، لافتة إلى أن صغيرتها أمل (7) سنوات اهتمت بهذه اللعبة لفترة، ثم ما لبثت ونسيتها بسبب إصراري على هذا الأمر حين قرأت تقريراً بالصحيفة عن مدى خطورتها التربوية. منع التداول إلى ذلك، وعلى صعيد متوازٍ طالب تربويون بمنع تداول مثل هذه الألعاب في المدارس نظراً لخطورتها على المنظومة الأخلاقية والتربوية، قائلين إنها لعبة تقوم على مبدأ المقامرة على ألعاب في أكياس قمامة، في الوقت الذي باشر فيه عدد من المدارس الخاصة والحكومية على حد سواء، إرسال رسائل نصية للأهالي تشدد على عدم السماح للطلبة بجلب مثل هذه الألعاب معهم إلى الحرم المدرسي. وقامت مدرسة الشويفات الخاصة بإرسال رسائل بهذا الشأن، كما قامت أيضاً بسحبها من أيدي الطلبة نظراً لقذارتها وخطورتها تربوياً، بحسب أولياء أمور وطلبة. وعزت منى شهيل مديرة منطقة الشارقة التعليمية بالإنابة حظر اللعبة إلى أنها لا تتناسب مع أي مجتمع ذي عادات وتقاليد راسخة مستمدة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، الذي يحث على النظافة باعتبارها من الإيمان، لافتة إلى أن المفارقة العجيبة أن اسم هذه اللعبة «حزمة القمامة»، وهي عبارة عن قطع مطاطية صمغية وبيئة خصبة للأمراض، ومرتع لتكاثر البكتيريا والفطريات والقاذورات، مستدركة أن المنطقة عمدت إلى بث رسائل توعوية لأولياء الأمور تحذرهم من الأضرار النفسية والاجتماعية جراء ممارسة هذه اللعبة. إجراء قانوني وأشارت شهيل إلى أن للمدارس الحق الكامل في اتخاذ أي إجراء قانوني لا يتعارض مع اللوائح التي نصت عليها الوزارة، من شأنه حماية البيئة التعليمية، وعدم إعاقة سير العملية التربوية والتعليمية التي من أجلها جاء الطالب إلى المدرسة. وقالت حصة الخاجة مدير قسم التعليم النوعي والخاص في منطقة الشارقة التعليمية، إن المنطقة ستقوم بتوزيع تعميم تنويري إلى جميع المدارس الخاصة بهذا الشأن، باعتبار مثل هذه الألعاب تؤدي إلى زرع مفاهيم خاطئة لدى الأطفال وتجعلهم يقدرون ويبجلون القمامة ولا يخشون الميكروبات، علاوة على أنها تفسد علاقاتهم كزملاء جراء النزاعات والمناوشات على قطع الألعاب. وأشارت إلى أن المنطقة لم تتسلم أي شكوى من قبل الأهالي أو حتى من قبل إدارات المدارس بهذا الشأن، إلا أن الإدارة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء مثل هذه القضايا، حيث سنبادر إلى الوقاية قبل الوقوع في الخطأ، إذ إن هذه اللعبة عبارة عن قطع صغيرة قد يقوم طلبة رياض الأطفال أو الصفوف الأساسية بابتلاعها أو بوضعها في الأنف أو الأذن فتسبب الأذى لهم. كما أنها تقوم على مبدأ المقامرة وحتى أن اسمها غير حضاري. التنمية الاقتصادية من جانبها، حذرت دائرة التنمية الاقتصادية في الشارقة التجار وأولياء الأمور من خطورة تداول وبيع لعبة «تراش باك» للأطفال التي تقوم على مبدأ الميسر والقمار المحرم، فضلاً عن أشكال القطع التي تعبر عن القمامة، إضافة إلى كونها بيئة خصبة للبكتيريا والفطريات. وأكدت الدائرة أنها ستقوم بحملات تفتيش في أسواق الإمارة لمصادرة وإتلاف هذه اللعبة ومخالفة من يبيعه. بدورها، أكدت بلدية الشارقة ممثلة بـعمر الشارجي مدير إدارة العمليات والتفتيش في بلدية الشارقة أن دور البلدية يقتصر على ضبط المنتجات من ملابس وأحذية وغيرهما في حال كتبت عليها عبارات خادشة للحياء، أو إساءة لرموز دينية وإسلامية أو رسم عليها نجمة «إسرائيل» أو لفظ الجلالة، أو في حال قام البائع باستخدام المساحة التي أمام المحل للعرض قائلاً إن قضية هذا «التراش باك» من اختصاص دائرة التنمية الاقتصادية، ويبقى دورنا الدعم والمساندة، وفي حال طلبت منا الدائرة فإننا نتوجه على الفور لجمع هذه الألعاب ومصادرتها ومن ثم إتلافها. بلدية دبي: لا شكاوى من لعبة «تراش باك» دينا جوني (دبي) ـ أفاد سلطان السويدي رئيس قسم السلامة العامة في إدارة الصحة والسلامة في بلدية دبي، بأن القسم لم يتلق أي شكوى من سكان دبي بشأن لعبة “تراش باك” التي انتشرت مؤخراً بشكل لافت بين الأولاد في المنازل والمدارس. وقال إن القسم يرصد يومياً أي اعتراض على أي لعبة تخص الأطفال، ويسارع مفتشو القسم إلى إحضار عينات منها وتجربتها وفحصها، مؤكداً أنه لم يرد أي اتصال يتعلق باللعبة المذكورة. ولفت إلى أن البعض قد يمتعض من انتشار لعبة ما بشكل كبير، الأمر الذي قد يلهي الطلبة على سبيل المثال عن دراستهم، إلا أنه من الناحية الصحية لايوجد لغاية الآن أي مشكلة تتعلق بـ”تراش باك”. وقال إنه في حال ورود ملاحظات جادة عن اللعبة، سوف يأخذها القسم بعين الاعتبار ويجري اللازم لطمأنة المستهلكين. تقوم بتوعية الطلبة بالمخاطر الصحية لـ «التراش باك» وتنافيها مع تعاليم الدين مدارس عجمان تشن حملة موسعة على اللعبة لمصادرتها ومنع انتشارها آمنة النعيمي (عجمان) اتخذت مدارس منطقة عجمان التعليمية تدابير متفاوتة تراوحت بين إجراءات صارمة وتوعوية لمنع تداول لعبة «تراش باك» أو «القمامة» بين طلاب المدارس، بناءً على ما تنطوي عليه هذه اللعبة من مخاطر تعلم الأطفال سلوكيات ومبادئ خاطئة ترتكز على مبدأ المقامرة، مجمعين على انتشارها بشكل لافت بين أوساط الطلبة في المرحلة التأسيسية خاصة. وقالت فريدة العوضي مديرة مدرسة عمر بن عبدالعزيز للتعليم الأساسي، صادرت الإدارة المدرسية كمية هائلة من لعبة «التراش باك» من الطلاب لما تشكله من خطورة في تعليم الطلاب المقامرة، وتؤثر على سلوكياتهم بشكل سلبي، كما أنها تشكل بيئة خصبة لنشر الأمراض لما قد تحمله في طيات المجسمات من بكتيريا وأوساخ تلتصق بها حين دحرجتها على الأسطح وتتناقلها أيادي الطلاب، وأشارت إلى أن الطلاب رغم التحذيرات وجدية المعلمات والإدارة في مصادرة الألعاب، إلا أنه مازال بعض الطلبة يحضرها إلى المدرسة ويتحايل في إخفائها، حيث إن لم يتمكنوا من اللعب بها فإنهم يتبادلون الأشكال فيما بينهم. وعي أولياء الأمور واستنكرت العوضي عدم رجوع أولياء الأمور إلى الإدارة واستفسارهم عن سبب مصادرتهم اللعبة رغم المبالغ التي ينفقونها لشرائها، مشددة على ضرورة وعي الآباء بمخاطر هذه اللعبة والسيطرة على أبنائهم، وعدم استجابتهم لكل مطالبهم، والتحقق من اللعبة ومدى استفادة الطفل منها، وضرورة والانتقاء الدقيق لألعاب أطفالهم، واعتماد منتجات تعليمية تقدم للطالب المتعة والتعلم في آنٍ واحدٍ، لا أن تكون أضرارها جسمية. وقالت عليا سيف نائبة مدير مدرسة شيخة بنت سعيد للتعليم الأساسي، إن إدارة المدرسة حال اكتشافها هوس الطلبة بهذه اللعبة التي يحرص الجميع على اقتنائها وممارستها في أوقات فراغهم وفترة استراحتهم، عمدت إلى معرفة آلية اللعب بها، وسبب انتشارها خاصة أن اسمها يوحي بالقذارة وأشكالها عبارة عن مجسمات مقززة غير مقبولة، وقمنا بداية بتوعية الطلاب بمخاطرها، وتنبيههم بأنها تتنافى مع مبادئنا الإسلامية، وذلك بالتخاطب معهم بمستواهم بأن هذه الطريقة في اللعبة تغضب الله منهم، وهي سبيل لدخول النار، كما أننا نبهناهم بأن اللعبة تعني الرجوع للقمامة، فهل تقبلون بأن تلعبوا بالقاذورات، وطلبنا منهم عدم اللعب بها، وعدم جلبها معهم إلى المدرسة، وفي حال إحضارها ستتم مصادرتها، وقد كانت الاستجابة سريعة لما اعتدناه معهم من مبدأ الإقناع. التعليمات وأشارت إلى أنه لم تصل إليهم تعليمات بشأن اللعبة، مؤكدة أنهم اتخذوا الإجراءات حيالها من منطلق المسؤولية وبما تخولهم إياه الوزارة من حق منع كل ما من شأنه إعاقة العملية التعليمية ويؤثر بشكل سلبي على سلوكيات الطلبة، داعية أولياء الأمور إلى أهمية متابعة أبنائهم. من جانبها، قالت هدى مصبح ولية أمر أن اللعبة، فضلاً عن أنها تعلم الأبناء المقامرة، فهي تجرهم إلى السرقة أيضاً، فقد يعمد الطرف الخاسر إلى السرقة من زملائه؛ لأنه غير قادر على الطلب من والديه لشرائها له مرة أخرى، مشيرة إلى أن هذه اللعبة نفس مفهوم وطريقة لعبة «التيلة» التي كان الأولاد يلعبونها في السابق، مؤكدة أنها ظاهرة ستختفي قريباً، وعلينا عدم المبالغة في الموضوع، ويمكن أن يوجه الطفل إلى تغيير الطريقة بإعادة المجسمات للطرف الخاسر فور الانتهاء من اللعبة. وذكرت أم محمد ولية أمر أنها تلقت رسالة من المدرسة بضرورة عدم إحضار ابنها لعبة «تراش باك» لما تعتمده من المقامرة في اللعب، وأكدت أنها صدمت من الأبعاد السلبية المترتبة على اللعبة، فقد اشترت اللعبة لابنها بناءً على رغبته رغم ما أثاره اسم اللعبة ومظهرها من اشمئزاز، وقالت إن اللعبة مزرية، فهي عبارة عن قطع لأشكال قبيحة توضع في سطل قمامة، وذات ملمس دبق، إلا أنها اشترتها بإلحاح من ابنها أسوة بزملائه، فقد أخبرها بأن جميع زملائه يلعبونها في المدرسة. وقالت: لقد توجهت إلى مشرف المدرسة للتحقق مما تنطوي عليه الرسالة، وقد أكد لها أن اللعبة تبث سلوكيات خاطئة، وهي لعبة محرمة، وتعلم الطلاب المقامرة، وطالبت بضرورة منع اللعبة من الأسواق، مشيرة إلى أن المتاجر تستغل شغف الأطفال باللعبة دون مراعاة لما تنطوي علية اللعبة من مخاطر، كما شددت على ضرورة توعية أولياء الأمور بعدم شراء هذه اللعبة التي اكتشفت مخاطرها مصادفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©