السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نوفمبر المقبل يشهد تسجيل التغرودة والعيالة في اليونسكو

نوفمبر المقبل يشهد تسجيل التغرودة والعيالة في اليونسكو
11 ابريل 2012
التغرودة، والعيالة تعتبران من أهم عناصر التراث الفني الشعبي في الإمارات ومنطقة الخليج، ولذلك تتسارع الجهود من أجل تكريس أهمية هذين اللونين الفنيين المتفردين، ليس على الصعيد المحلي فقط بل على الصعيد العالمي، من خلال العمل على اعتمادهما في منظمة اليونسكو ضمن التراث غير المادي للبشرية. وفي إطار هذه الجهود جاءت ورشة العمل الإماراتية- العُمانية المشتركة، التي عقدت في أبوظبي على مدار يومين ونظمتها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، بهدف استكمال المعلومات الإضافية لملفي الترشيح المشتركين اللذين سبق وأن تقدمت بهما دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان لتسجيل فني العيالة والتغرودة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو»، حيث تأتي هذه الورشة بناء على طلب سكرتارية اليونسكو بإضافة المزيد من المعلومات للملفين وفق المعايير المتبعة لديها لتسجيل أي عنصر تراثي في هذه القائمة. خبراء الإمارات حول أسباب اختيار العيالة والتغرودة، والعمل على ترسيخ مكانتهما في التراث الثقافي العالمي، قال الدكتور ناصر الحميري، مدير إدارة التراث المعنوي في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، إن الإمارات بدأت منذ فترة في حصر قوائم جرد التراث الإماراتي، واستعانت ببعض الخبراء الإماراتيين المتخصصين في مجال الموسيقى والتراث، من أجل دراسة وتوثيق التغرودة والعيالة بوصفهما أهم الأنماط الفنية التي نسعى إلى تسجيلها حالياً ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في اليونسكو. وأوضح أن التغرودة من الفنون المعروفة في المنطقة الغربية، ولذلك قام أهلها بالمطالبة بتسجيلها في اليونسكو، أما العيالة فجاءت مبادرة تسجيلها بتعاون مشترك بين هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ووزارة الشباب والرياضة وتنمية المجتمع، انطلاقاً من أهمية العيالة كفن يمثل الإمارات في المناسبات والمحافل المختلفة. وكشف الحميري عن أنه يجري الآن الإعداد للمطالبة بتسجيل الأَهَلة، والمالد ضمن التراث غير المادي للبشرية، موضحاً أن الأَهَلة نوع من الفنون الغنائية التي تنفرد بها دولة الإمارات، ولا يوجد فيما عداها من الدول، وتؤدى أيضاً في كافة المناسبات الاجتماعية، أما المالد فهو أحد أنواع الأغاني الدينية الإسلامية في مجتمع الإمارات، وهو نوع من الإنشاد الديني معروف منذ مئات السنين. متحف البداوة بالعودة إلى التغرودة، والحديث عن مكانتها في التراث الإماراتي قال الحميري، إن المجتمع الإماراتي إلى وقت قريب كانت البداوة تشكل عنصراً رئيساً في ثقافته، ولكن في السنوات الأخيرة شهدت الدولة نمواً حضارياً كبيراً في مختلف أنماط الحياة، وطفرة عمرانية غير مسبوقة، وهذا أدى إلى تراجع الحياة البدوية والثقافة المرتبطة بالبداوة، والآن تبذل الدولة جهوداً كبيرة في مجال حفظ هذا التراث وتركه باقياً للأجيال القادمة، وضمن هذه الجهود، مشروع متحف الشيخ زايد الذي سيرى النور في وقت قريب، وكذلك سيتم إنشاء متحف خاص بالبداوة سيظهر خلال السنوات القليلة القادمة». وأضاف «نسعى حالياً إلى تعزيز كافة أشكال التراث الإماراتي ونقله إلى الأجيال القادمة، عبر الجهود التي تجري بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم وغيرهم من الجهات التي يمكن الإفادة منها في هذا المجال». وحول أهمية عمل ملفات مشتركة بين دول الخليج لتعزيز التراث المشترك، أكد الحميري أن اتفاقية اليونسكو لعام 2003 لصون التراث الثقافي أشارت إلى أنه من الأهداف الأساسية لهذه الاتفاقية، خلق التعاون والاحترام المتبادل بين الدول، ولذلك شجعت الاتفاقية الدول على التقدم بملفات مشتركة، كون الثقافة تخترق الحواجز والحدود بسرعة، وتسهم في تحقيق التسامح وتكريس احترام الغير، وفي هذا السياق جاء اجتماع الإمارات وسلطنة عمان على ملف واحد باعتبار هاتين الدولتين تربطهما علاقات قوية وتاريخية يتم تعزيزها عبر هذا النشاط مع اليونسكو، وهذا لا ينفي أن لكل دولة خصوصيتها الثقافية وهويتها الخاصة بها. استيفاء المعلومات بخصوص ورشة العمل المشتركة بين الدولتين، أوضح الحميري أنه جاء بناء على اجتماع اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي للبشرية الذي عقد في جزيرة بالي الأندونيسية، والذي شهد إجراء بعض التعديلات على اللوائح الداخلية وإجراءات التسجيل، وهذا ناتج طبيعي عن زيادة المعرفة والتلاقح بين الدول ومجهودات الخبراء والاستشاريين، وبالتالي تم طلب عمل تعديلات على الملفات التي تقدمت بها الدول. وأكد الحميري أن الهدف الأساسي من ورشة العمل المشتركة هو استيفاء هذه المعلومات ثم تقديم الملف المشترك مع السلطنة والاتفاق على مجموعة من الصور التي تعكس هذه الفنون في دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، وقد تحقق الهدف من الورشة، من خلال التوقيع على النسخة النهائية التي يجب أن تصل إلى اليونسكو قبل 20 من أبريل الجاري، وبعد ذلك ستنظر في هذه الملفات لجنة من الخبراء خلال شهر مايو من العام الحالي، وتقوم برفع توصياتها إلى اللجنة الدولية الحكومية في اجتماعها القادم الذي سيعقد في نوفمبر المقبل في ترينداد، ومتوقع حينها الإعلان عن تسجيل التغرودة والعيالة في هذا الاجتماع. «التغرودة» قصائد مغناة فن تراثي أصيل يقوم على مجموعة قصائد غنائية يؤديها المنشد، ويحاول فيها أن يرفع صوته ويطرب على تغريده العذب بنفسه ومعه مجموعة من المستمعين. وتؤدى أغاني التغرودة على ظهور الهجن حين الارتحال من مكان إلى آخر، والسفر في رحلات تجارة، وتسمى هذه بتغرودة البوش حيث الصورة النفسية للغناء الجماعي ثابتة ولا تتغير بتغيير المكان، وتتميز باستطالة حروف المد في موجة نغمية متميزة هي الصورة المسموعة لحركة سير الركاب. وهناك أيضاً التغرودة التي تؤدى على ظهور الخيل وتسمى بتغرودة الخيل ووظيفتها الأساسية هي حث الخيل على الإسراع وتحميس راكبيها من الفرسان، وتزخر شلات تغرودة الخيل بمعاني الشجاعة والإقدام والشهامة. العيالة فن أصيل تعتبر العيالة من أقدم أشكال الفن الشعبي في المنطقة، وهي عبارة عن فن جماعي يتضمن رقصا و?غناء جماعيا، ونراها دائماً في الأعراس والمناسبات المختلفة، وكانت في الماضي بمثابة «النفير العام للحرب»، ولكن وضعها الاجتماعي تغير مع مرور الزمن وأصبحت «العيالة» قاسماً مشتركاً بين كافة المناسبات الاجتماعية والوطنية، وتجسد العيالة إحدى الصفات العربية الأصيلة، وهي حب الفروسية ومجابهة الأعداء وانتزاع النصر، ولذلك تعتبر العيالة من الفنون العربي الأصيلة التي يصعب تحديد تاريخ ظهورها، والآن يحرص المسؤولون في دولة الإمارات على إبرازها وتقديمها أمام رؤساء الدول وكبار الزوار الذين يزورن الإمارات باعتبارها الفن المحلي الأكثر تجسيدا للتراث والهوية الوطنية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©