الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ابتسام عبدالعزيز: الورش الفنية تنتج عقولاً تدرك أهمية التطور

ابتسام عبدالعزيز: الورش الفنية تنتج عقولاً تدرك أهمية التطور
11 ابريل 2012
الفنانة التشكيلية ابتسام عبدالعزيز، شخصية ثرية اتخذت من الفن وسيلة كي تقف على مجمل القضايا الإنسانية والأحداث التي تجري على مسرح الحياة لتقدمها بنظرتها ورؤيتها، وتجسدها في أعمالها الفنية، مستعينة بخامات مختلفة ووسائل متعددة، لتعرض الفكرة التي التقطها ذهنها، وهي تتحسس ملامح الأحداث والمواقف والمشاهد والصور وكل ما يعترض طريقها أو يحرك في داخلها إحساس الفنان، وتوظفها في ورش تستهدف شرائح مجتمعية مختلفة. خولة علي (دبي) - حملت الفنانة التشكيلية ابتسام عبدالعزيز على عاتقها مسؤولية نشر ثقافة تجسيد الأحداث والقضايا الإنسانية في أعمال فنية من خلال تنظيم ورش متخصصة، لتصل إلى كل إنسان تدغدغ مشاعره كلمة الفن، وكل طفل صغير عجز عن البوح بسره، وكل معاق كبل بقيود من العجز والتراخي، لتقتحم عالمهم وتأخذهم إلى رحاب الفن. إسهامات مجتمعية حول إسهاماتها المجتمعية، تقول “نظراً لإيماني الكامل بأن دور الفنان لا يقتصر فقط على تواجده في المرسم أو المعمل الخاص به، إنما هناك أدوار اجتماعية يتوجب على الفنان المشاركة فيها، ومنها نشر الوعي الثقافي في المجتمع، من خلال العمل على إقامة ورش فنية تعليمية وتثقيفية للأجيال المتعطشة للفن، حيث إنني أشرف على الورش الفنية سواءا المقامة في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، أو التابعة لهيئة دبي للثقافة والفنون، وأيضاً المقامة في المرسم الحر التابع لمسرح الشباب والأنشطة بدبي”، مشيرة إلى أنه من المهم تخريج أجيال فنية جديدة، سواء على الصعيد التقني أو على الصعيد الفكري. وتضيف “أحاول جاهدة من خلال تنظيم هذه الورش إلى إنتاج عقول فنية مدركة لأهمية الفن ودوره في المجتمع”، مشيرة إلى أن الفنان قادر على تقليص الفجوة بين المتلقي وعمله الفني، من خلال الكتابة التي تلعب دورا في تثقيف القارئ بالفنون الحديثة. وعن تجربتها مع المعاقين، تقول عبدالعزيز “لا أخفي متعة أن يقوم المرء بغرس فكرة ومعرفة وفن في من حوله، فقد سعيت لأن أنظم بعض الورش الفنية مع المعاقين، وكانت بدايتي معهم بالتعرف على طرق التعامل مع هذه الفئة من خلال تطوعي للعمل في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، لمدة عامين على التوالي، خلال تلك الفترة اكتسبت العديد من الخبرات، وقمت بالإشراف على العديد من الورش الفنية الخاصة بالأطفال عامة وذوي الاحتياجات الخاصة، بمختلف أنواع الإعاقات سواء الذهنية أو الجسدية، واكتشفت من خلال تلك الورش أهمية الفنون لتلك الفئة خاصة أنها تعبر عما تحمله الذات البشرية من مشاعر، فالفن لغة عالمية، يمكن من خلال اللوحة أو الألوان أن يعبر هؤلاء الأطفال عما في ذواتهم”. وحول العمل على صقل موهبة النشء، ترى عبدالعزيز أن هذه الخطوة تتطلب وجود الرغبة عند الطرف الآخر، وتمتعه بقدر من الإصرار والمثابرة على التعلم، والإيمان بأهمية الفن ودوره في المجتمع، ويمكن لأي موهبة أن تولد وتصقل لتنطلق إلى العالمية، منوهة إلى أهمية القراءة والبحوث في صقل المواهب، والتثقيف الفكري البصري، فهناك العديد من الفنانين لا يقرأون وتلك معضلة كبير. وتتابع “يمكن أيضا أن تنمى المواهب من خلال حضور العديد من الورش الاحترافية، والاطلاع على تجارب الآخرين، والاحتكاك المباشر بالفنانين المتواجدين في الساحة”. مسرح الحياة تؤكد عبدالعزيز أن أعمالها ما هي إلا جزء يعبر عن بصمتها في مسرح الحياة والمعايشة اليومية، فاختلاف وتفاوت أشكال وخامات هذه الأعمال يؤدي غايات مختلفة، فمنها ما يحاول توثيق الزمن المتسارع، والآخر يقدم كوسيلة لعرض مخططات مصغرة لمشاريع بيئية ضخمة، من خلالها تعرض أفكاراً تبحث عن الطبيعة الإنسانية وتبحر في مغامرة، ويعرض بعضها مفهوماً آخر للتغيير المتسارع في البيئة، إلى جانب غيرها من المفاهيم البصرية التي تشرح عملية التضاد بين الظل والضوء. ومنها ذو علاقة وطيدة بفن “الوهم البصري” في عرض يوحي بالتشويش المرئي للأشكال والخطوط الهندسية، والتي هي بالتأكيد تفصح عن مدى ارتباطها بعلم الرياضيات، فعمليات التلاعب بالأرقام والأنظمة الرياضية، ما هي إلا تحريض على التغيير من أجل كسر قيود الأنظمة. وتقول عبدالعزيز “وجدت ذاتي في الفن بعد أن أنهيت دراستي الجامعية، ثم اتجهت إلى احتراف وممارسة الفن بشكل مركز، فكانت المحطة التي استطعت أن أرسم بها توجهي ونهجي في الحياة من خلال نشاطي ومشاركاتي الفنية عالميا ومحليا، حيث تعرفت بشكل دقيق على مفهوم الفن، وهي تعني لي مجمل الوسائل والمبادئ التي يقوم بها الإنسان لإنجاز عمل يعبر عن أفكاره، فالعمل الفني يجسد فكرة ما بأحد الأشكال التعبيرية الفنية، وهو وثيق الارتباط بالتقدم الاجتماعي والعقل الإنساني الذي كلما تقدم اتسعت معرفته، ومن هنا كان ارتباط الفن بالحضارات، إذ إنه يمثل مختلف قيمها ورقيها الفكري والتعبيري، مشيرة إلى أن الفن يمثل في كل مجتمع إنساني عنصراً أساسياً من العناصر المكونة للعقائد والطقوس والأعراف الأخلاقية والاجتماعية، ولا يمكن فهم الفن بعيداً عن إطاره الاجتماعي وبيئته الزمنية. وتضيف “الفنان الحقيقي هو الذي يرتبط بالشروط الموضوعية والحالات التاريخية، ولا بد أن يسعى لتحرير هذا المعني بالتغيير واتخاذ الوسائل المتقدمة لكي يكون فعل التغيير ضرورة، من هنا عكست أعمالي تحرير الفنان تماماً إزاء الموضوع إذ تعبر أغلبها عن تبديل كبير في رؤيتي كفنانة وفي تعاملي مع الفكر وصلته بهذا الواقع، وأحولها إلى نتاج فني بطرق تجريبية، فالفنان ليس بمعزل عن الأحداث الإنسانية المتعاقبة التي تتولد في تجربة الحياة الواقعية، وأصبح العمل الفني يعاد إنتاجه على درجات ومستويات متعدده، فأصبحت أتساءل عن الشيء وقيمة الشيء التي تجعل الموضوع أو الممارسة عملا فنيا، فهدفت غالبية أعمالي إلى دمج طبيعة العصر وتقنياته بالفن”. الحاجة للاطلاع توضح عبدالعزيز “طبيعة أعمالي الحالية تلبي حاجتي الملحة للاطلاع على اتجاهات الفنون المعاصرة، فقد ارتبطت أغلبها ارتباطاً وثيقاً بالعلوم المعاصرة، خاصة علم الرياضيات، وهو مجال دراستي الجامعية، فحاجتي إلى استخدام هذه العلوم تحتم علي ذلك، فلكي أقدم عملاً ذا معنى يجب أن يفهم أولا. وقد استخدمت الأعمال التركيبية، والفيديو، والصور الفوتوغرافية، والخرائط، والأعمال النظامية، وكل ما يمتلك سمة التطور في إنتاج أعمالي”. وتتابع “كذلك لجأت إلى معالجة الموضوعات الحياتية اليومية لتترك دلالات مؤثرة ومثقلة بتحاليل نفسية، ومواضيع مثل الحياة، الموت، الشقاء، السعادة، الغيرة، الحب، الكره وغيرها من الأمور الإنسانية التي تواجهنا كل يوم في حياتنا الحاضرة، وبعضها الآخر يطرح العلاقة القوية بين الثقافة البصرية والتكنولوجيا الحديثة للاستفادة منها، بغرض إعطاء القوة الثقافية البصرية الجديدة لطبيعة أعمالي”. وحول مشاركتها الفنية، تقول عبدالعزيز “كانت لي العديد من المشاركات في المعارض والبيناليات العالمية والمحلية، وحصلت على العديد من جوائز التكريم في الفن، ولي أيضا أعمال مقتناة داخل الدولة وخارجها من قبل مؤسسات ومقتنين فنيين عالميين ومحليين، وأعد حالياً معرضي الشخصي الثالث، والذي سيكون ضخما من خلال المشاريع الكبيرة التي سأعرضها فيه والتي تزخر بتنوع طرحها. كما أنني بصدد طرح كتاب متخصص في الفن يضم العديد من المقالات التي دونتها عن النقدية أو الفنية البحتى، والذي يمكن أن يكون مرجعاً فنياً مهماً للطلاب ومحترفي الفن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©