الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ذا هيل» الأميركية: السياسات الجدلية للدوحة وصلت إلى نقطة «الغليان» بسبب دعم الإرهاب

14 يونيو 2017 03:16
واشنطن (وكالات) كتب مؤسس ورئيس لجنة العلاقات السعوديّة الأميركيّة في واشنطن، والمعروفة اختصاراً باسم «سابراك»، سلمان الأنصاري، مقال رأي في صحيفة «ذا هيل» الأميركيّة يستعرض فيه الأسباب التي تجعل من قطر مشكلة ليس لجيرانها العرب لكن للولايات المتحدة أيضاً. وقال «الدوحة «تفيض» بالسياسات الجدلية في عدة مجالات أهمها على المستوى السياسي الداخلي وعلى مستوى تمويلها للإرهاب. لكنّ هذه السياسات وصلت إلى نقطة «الغليان» بسبب دعم قطر للإرهاب الإقليمي والدولي». وذكّر الأنصاري بأن السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وموريتانيا والمالديف ردّت على سلوك الدوحة بقطع جميع العلاقات الدبلوماسية معها مرجحاً التحاق مزيد من الدول بمسار معاقبة قطر. وأشار إلى أنه تاريخياً، شهدت هذه الدولة الصغيرة خمسة انقلابات سياسية في خمسين سنة، بمعدل انقلاب كل عشر سنوات، والعلاقة بين هذه الانقلابات وعائلة آل ثاني أصبحت جزءاً راسخاً من «فلسفتها السياسية الداخلية»، لكنّ مشكلة قطر الخطيرة بدأت حين أطاح الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والد الحاكم الحالي الشيخ تميم، بأبيه سنة 1994. وحاولت قطر تصدير هذا النوع من الممارسات إلى الدول المجاورة، ظناً منهم أنها ستصنع موقفاً أقوى لقطر ويجعلها تكسب مزيداً من النفوذ. وأضاف في مقاله: راهنت الدوحة على نجاح الإسلاميين في العالم العربي فراحت تؤمّن دعماً جليّاً للإخوان، وبدأ ذلك مع تسعينيات القرن الماضي، حين كان الإعلام العربي ضعيفاً بل غائباً. لذلك استغلّت قطر هذا الفراغ الإعلامي فأطلقت قناة الجزيرة لدعم الشعوب، لكن في حقيقة الأمر، كانت تدعم حصراً الثورات للإطاحة بالحكّام العرب واستبدالهم بحكام إسلاميّين وخصوصاً من الإخوان. وقال الأنصاري: الجزيرة كانت أيضاً أول منصة لبث فيديوهات القاعدة وعملياتها وخطابات زعمائها بمن فيهم أسامة بن لادن، وألّبت أيضا الرأي العام العربي ضدّ أميركا فيما انتقدت الرياض لسماحها بوجود قواعد عسكرية في السعودية، وقامت بضخّ مشاعر العداء لدى المسلمين تجاه السعوديّة عبر الادعاء بأنّ الأخيرة «خانت» الأمة الإسلامية لسماحها بالوجود العسكري الأميركي في المنطقة، فيما نجحت قطر في إقناع الأميركيين، بعدما أغلقوا قواعدهم العسكرية في السعودية، كي يفتتحوا مراكز عسكرية لهم على أراضيها. وأشار إلى أن قطر قامت بعد ذلك بتوسيع للإسلاميين والميليشيات، من هنا، سوقت قطر نفسها للأميركيين كوسيط بين واشنطن وهذه المنظمات، موضحاً أنّ قطر بعدما دفعت بالقواعد الأميركية للانتقال إليها، عملت عبر القوة الناعمة على «شيطنة أميركا» أمام الجمهور العربي. وأضاف الأنصاري «لقد عوملت قطر بطريقة ما على أنها ولاية أمريكية متمتعة بحق حرية التعبير، على الرغم من أنّ هذه الدولة حكمت على مواطن سابق بالسجن المؤبد بسبب قصيدة انتقدت حاكم قطر». وأكد أنه بعد فشل قطر في تحقيق طموحاتها في مصر بعد سقوط حكم محمّد مرسي، استمرت في تأمين الدعم المباشر للإخوان في مصر وللمجموعات المسلحة في سيناء، من دون نسيان حماس أيضاً. وذكّر الأنصاري أيضاً بدعم قطر للنصرة التي لا تصنفها الدوحة كمنظمة إرهابية، وقد سوقت لها بعد تغيير اسمها لجبهة فتح الشام من خلال استضافة الجولاني على الجزيرة. ومع دعم قطر لهذا الفصيل الخطير، يؤكد كاتب المقال أن جهد واشنطن لتوحيد المعارضة المعتدلة في سوريا تمّ خنقه. وفي ليبيا، دعمت قطر ميليشيات الفجر التابعة للإخوان، مالياً وإعلامياً، بينما أجهضت تلك الميليشيات جميع الجهود الباحثة عن حل سياسي. وأكد الأنصاري أنّ الإدارة الأميركية الحالية تتخذ موقفاً متناقضا بشكل واضح مع سياسات إدارة أوباما التي فشلت في مواجهة أي منظمة متطرفة تمولها إما قطر وإما إيران، مشيراً إلى أن «الأيام المقبلة ستكشف كمية الضغط التي ستضعها واشنطن على الدوحة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©