الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يحيى شاهين مهندس نسيج اختطفه «التمثيل»

يحيى شاهين مهندس نسيج اختطفه «التمثيل»
11 ابريل 2012
مرت الذكرى الثامنة عشرة لرحيل الفنان يحيى شاهين من دون أي احتفاء يليق به، رغم أنه واحد من أهم نجوم السينما العربية عبر تاريخها الطويل، من خلال أدواره التي لاتزال محفورة في وجدان محبيه وعشاقه من مختلف الأجيال. وقد نجح الراحل في تجسيد مختلف الشخصيات في العديد من الأعمال الدينية والتاريخية والاجتماعية والوطنية والرومانسية وغيرها.. سعيد ياسين (القاهرة) - برع الفنان الراحل يحيى شاهين في تقمص شخصية الرجل الصالح في عدد من أعماله، إضافة إلى شخصية البرجوازي النبيل والمسلم المثالي، والأب الطاغية، وساعده في ذلك قوة بنيانه الجسماني، وصوته المميز. ويكفيه تميزاً من بين عشرات أدواره، شخصية “سي السيد.. أحمد عبدالجواد” التي تعد واحدة من أجمل الشخصيات السينمائية، التي أبدعها أديب نوبل نجيب محفوظ في ثلاثيته الشهيرة، وجسدها يحيى عبر دور امتد على مدى ثلاثة أجزاء في أفلام “بين القصرين” عام 1964، و”قصر الشوق” عام 1967، و”السكرية” عام 1973 دون أن يهبط مستوى أداء الشخصية، أو يحدث أي انحراف عن سماتها الأساسية. الفتى الأول بالمسرح ولد يحيى شاهين في حي ميت عقبة في الجيزة في 28 يوليو 1917 وظهرت ميوله الفنية في سن مبكرة، وهو ما جعله يشارك في فريق التمثيل في مدرسة عابدين الابتدائية، ثم التحق بمدرسة العباسية الصناعية ونال دبلوم الفنون التطبيقية قسم “نسيج” عام 1933، ثم حصل على بكالوريوس في هندسة النسيج، وعين في شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، ولكن شغفه بالتمثيل وموهبته دفعاه إلى التباطؤ في تنفيذ قرار التعيين والانضمام إلى جمعية هواة التمثيل. والتقى في الفرقة بأستاذه بشارة واكيم الذي أعجب بموهبته واقترح عليه التقدم إلى الفرقة القومية للتمثيل التي كانت تطلب وجوها جديدة من الشباب آنذاك، غير أن فرص التمثيل على المسرح لم تتحقق له لموسم كامل، وعلم أن الممثلة فاطمة رشدي تكون فرقة جديدة وأنها بحاجة إلى شاب بمواصفات الفتى الأول، فتقدم للفرقة وأعجبت بتمثيله واختارته لدور الفتى الأول في فرقتها خلفاً للممثل أحمد علام الذي انضم إلى الفرقة القومية. وقدم خلال تلك الفترة عدداً من الروائع المسرحية منها “مجنون ليلى” و”روميو وجولييت” و”مرتفعات ويزيرينج” التي قام فيها بالبطولة المطلقة، ليتفرغ بعدها تماماً للسينما التي فتحت له أبوابها، حيث رشح لدور البطولة عام 1945 مع أم كلثوم في فيلم “سلامة” علماً بأنه قدم قبله عدداً من الأدوار الصغيرة، في أفلام “دنانير” مع أم كلثوم وسليمان نجيب عام 1939 و”المتهمة” مع آسيا وزكي رستم 1942. روائع السينما وتوالت أفلامه التي جسد فيها أدوار البطولة ومنها “غرام الشيوخ” مع فاطمة رشدي، و”الطائشة” مع درية أحمد، و”راوية” مع كوكا، وكانت هذه الأفلام عام 1946، وفي العام التالي قدم أفلام “خاتم سليمان” مع زكي رستم وليلى مراد، و”سلطانة الصحراء” مع كوكا، و”ضربة القدر” مع ليلى مراد ويوسف وهبي، وقدم بعد ذلك أفلام “الريف الحزين” مع فاطمة رشدي، و”ليلى العامرية” مع كوكا، و”انتقام الحبيب” مع سامية جمال، و”قسمة ونصيب” مع شكري سرحان وتحية كاريوكا. وفي عام 1951 شارك في بطولة أول أفلام المخرج يوسف شاهين “ابن النيل” مع شكري سرحان وفاتن حمامة. وجسد فيه شخصية “الشيخ إبراهيم” وفي العام التالي تعاون مع شاهين أيضاً في فيلم “سيدة القطار” مع ليلى مراد، وجسد عام 1953 شخصية “بلال بن رباح” في فيلم “بلال مؤذن الرسول” مع ماجدة، وقدم بعده العديد من الأفلام المهمة منها “تاجر الفضائح” مع هدى سلطان وفريد شوقي، و”ارحم دموعي” مع فاتن حمامة وإخراج بركات، و”جعلوني مجرماً” مع فريد شوقي، و”الفارس الأسود” مع كوكا وفريد شوقي، و”أنا الحب” مع شادية ومحسن سرحان، و”وداع في الفجر” مع شادية وكمال الشناوي، و”أين عمري” مع ماجدة وزكي رستم، و”لا أنام” مع فاتن حمامة وعمر الشريف، و”سمراء سيناء” مع كوكا، و”رجل بلا قلب” مع هند رستم. دور الأب أنتج يحيى شاهين خلال هذه الفترة، من خلال شركة الإنتاج السينمائية التي كونها، مجموعة من الأفلام، منها “سلوا قلبي” الذي كتب قصته بنفسه ولعب بطولته مع فاتن حمامة وحسين رياض عام 1952، و”الغريب” مع كمال الشناوي وماجدة كما أنتج أفلام “قرية العشاق” و”نساء في حياتي” و”الملاك الصغير” و”رجل بلا قلب”. وفي منتصف الستينيات أخذت أدواره بعداً جديداً، حيث اتجه لدور الأب والشخصيات التي تحمل بعداً إنسانياً، وهو ما تجلى في أفلامه “روعة الحب” ، و”تفاحة آدم”، و”شيء من الخوف” مع شادية ومحمود مرسي، و”الأرض” مع محمود المليجي وعزت العلايلي، و”البعض يعيش مرتين”، و”فجر الإسلام”، و”الإخوة الأعداء”، و”اسكندرية ليه”، و”عجايب يا زمن”، و”الشك يا حبيبي” مع شادية ومحمود ياسين، كما شارك في بطولة الفيلم المغربي “غدا لن تتبدل الأرض” مع سميرة البارودي وأمينة رشيد. وخلال الثمانينيات قدم مسلسلات “الطاحونة” و”شارع المواردي” و”محمد رسول الإنسانية” والجزء الأول والجزء الثاني وحتى السادس من “القضاء في الإسلام” و”الأب العادل” و”الأيام” مع أحمد زكي عن حياة الدكتور طه حسين وقدم فيه شخصية والد الشيخ طه، وقدم عام 1988 دوراً رائعاً في فيلم “كل هذا الحب” مع ليلي علوي ونور الشريف. وتواصل عطاؤه في بداية التسعينيات من القرن الماضي من خلال أفلام “بنت الباشا الوزير”، و”دموع صاحبة الجلالة”، و”مذبحة الشرفاء”. وشهد عام 1993 آخر مشاركتين له من خلال فيلم “أولاد ضرغام” ومسلسل “ما زال النيل يجري”. أوسمة ورحيل حصل الفنان الراحل يحيى شاهين خلال مشواره على العديد من الجوائز وشهادات التقدير عن أدواره في أفلام “جعلوني مجرما” و”نساء في حياتي” و”ارحم دموعي”، كما حصل على وسام الجمهورية من الطبقة الثالثة، ووسام العلوم والفنون. وتزوج في سن متأخرة من عمره، وأنجب ابنته الوحيدة “داليا”، ورحل في نهاية مارس 1994 عن 77 عاماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©