السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«خزينة» المنتج و «سمنة» الفضائيات

11 ابريل 2012
بدأت الفضائيات العربية، في عرض «برومو» المسلسلات التي سيتم عرضها في رمضان المقبل، وكعادتها، ومثل كل عام، اعتمدت الدراما على البطل الأوحد، والذي يضمن لكل فضائية جمع «غلة» كبيرة من الإعلانات، وهذا بالطبع حق كل فضائية «دفعت الملايين» من أجل الحصول على عرض حصري لهذا المسلسل أو ذاك.. رغم أن كلمة «حصري» في السنوات الأخيرة، لم تعد تقصد فضائية واحدة بعينها، بل تشمل كل الفضائيات، فنرى كل فضائية في الإعلان عن كل مسلسل، «تدعي» أنه حصري على شاشتها، في خداع سافر للمشاهد، الأمر الذي جعل هذه الكلمة تفقد معناها بالنسبة للمشاهد الذي أصبح يعي جيداً قواعد اللعبة، ويعرف أن الجهة الإنتاجية لمسلسل ما، ومعها المنتج المنفذ، يسعيان لتحقيق أكبر ربح من وراء كل عمل درامي، فيلجآ إلى بيعه إلى أكثر من قناة، والأخيرة بدورها تبدأ اللعب على وتر الإعلانات في محاولة لتعويض ما دفعته لشراء المسلسل؛ لذا يجب ألا يندهش المشاهد عندما يجلس أمام التلفاز، ويجد نفسه يتابع الإعلانات حصرياً لكي يشاهد المسلسل من خلال الفواصل..! أما من ناحية الاعتماد على النجم الأوحد في بطولة العمل، فهذا نتيجة تدخلات المنتج بشكل سافر في العمل، والذي نراه يتدخل في اختيار الأبطال، ويحرص على وجود النجمة «الفلانية» الحسناء لتضفي دلالاً و»دلعاً» على العمل، لجذب أكبر نسبة مشاهدة له، كما أنه لا يتردد أحياناً في التدخل في السيناريو عندما لا تروق له بعض العبارات في الحوار، ولا مانع لديه في التدخل في الإخراج، وهذا لأن هذا المنتج هو «الخزينة» التي تمول العمل، وتدفع أجور كل المشاركين فيه، من البطل الأوحد، إلى أصغر كومبارس، الأمر الذي يفسد في أحيان كثيرة العمل الدرامي، نتيجة تدخلات غير مسؤولة في صميم العمل الفني، من أشخاص غير مؤهلين ولا علاقة لهم بفنون الدراما. واللافت على مدار سنوات مضت، أن نجوم السينما بدأوا يقفزون على الدراما التلفزيونية، بعد أن تعرضت السينما للأزمات الإنتاجية، والإفلاس الفني وغياب الموضوعات والقضايا الحساسة والجماهيرية عن شاشتها، فلم تعد هناك قصص سينمائية تجذب الجمهور ولم تعد هناك أفلام يمكن أن نصفها بالقوية، والتي كانت من قبل تهز كيان المجتمع وتسعى لتغيير واقع أو مقاومة ظواهر سلبية.. فالأفلام السينمائية في الفترة الأخيرة غرقت في التفاهة، وابتعدت عن هموم رجل الشارع، واهتمت فقط بالكوميديا، بعد أن أصبحت الابتسامة في عصرنا هذا عصية على الشفاه.. وكل ما نتمناه أن يقدم نجوم السينما، الهاربون إلى التلفزيون، أعمالاً هادفة تليق بأسمائهم ونجوميتهم، بعيداً عن هدف الاسترزاق من الدراما، بعد تراجع السينما، كما نتمنى أن يرحمنا تجار الفضائيات من كم الإعلانات التي تفسد علينا متعة المشاهدة، لدرجة أن المشاهد أحياناً ينسى الأحداث الدرامية التي يتابعها، ويظن أنه يشاهد مسلسلاً آخر عن الزيت والسمنة والمنظفات! soltan.mohamed@admedia.ae?
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©