الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«ايرباص» تعاني من قوة اليورو وتسعى لنقل إنتاجها خارج القارة العجوز

«ايرباص» تعاني من قوة اليورو وتسعى لنقل إنتاجها خارج القارة العجوز
5 نوفمبر 2009 22:17
فيما تتجه شركة ايرباص الأوروبية لصناعة الطائرات لتسليم أول ناقلاتها من نوع السوبر جامبو A380 إلى شركة «ايرفرانس»، وفي الوقت الذي من المرجح أن تعتبر فيه الشركتان مسألة التسليم كإحدى اللحظات التاريخية المجيدة للصناعة الأوروبية، إلا أن المسألة تنطوي أيضاً على أحد أكبر المشكلات التي أضحت تواجه الصناعة والمتمثلة في المعاناة التي باتت تفرضها قوة العملة الأوروبية الموحدة على المنتجين في منطقة اليورو. وذلك لأن كلاً من شركة ايرباص التابعة للمجموعة الأوروبية للدفاع والطيران (ايدس) الفرنسية الألمانية وشركة ايرفرانس - كيه ال ام الفرنسية الهولندية تعدان ميزانيتهما بعملة اليورو، فيما ترتكز معظم تعاملات السفر عبر البحار في نهاية المطاف بالدولار الأميركي أي العملة المتعارف عليها عالمياً في صناعة الطيران. ومنذ عام 2001 عندما وافقت شركة ايرفرانس على شراء 10 من طائرات الركاب الأكبر حجماً في العالم استمر اليورو يرتفع بأكبر من نسبة 60 في المئة في قيمته مقابل الدولار، مما أصبح يعني أن ايرباص التي استمرت تترجم أموالها في شكل يورو أضحت تستدر أموالاً مقابل كل طائرة أقل بكثير مما كانت تتوقع. ولما كانت شركة ايرباص تسجل معظم تكاليفها باليورو فإن تقلبات العملة قد أدت بها أيضاً إلى التراجع المستمر بالقرب من خطها القاعدي، حيث قال لويس جاليوسي الرئيس التنفيذي لمجموعة «ايدس» لدى مخاطبته احدى لجان البرلمان الفرنسي مؤخراً “إن هذا الوضع خطير جداً بالنسبة لشركة مثل ايدس التي استمرت تتكلف باليورو وتبيع منتجاتها بالدولار”. وتقدر مجموعة «ايدس» أن انخفاضاً بمقدار 10 سنتات في الدولار أمام اليورو من شأنه أن يحذف مبلغ مليار يورو (1.47 مليار دولار) من إيرادات الشركة، على أن طائرة ايرفرانس الجديدة من نوع A380 تعتبر ذات أهمية خاصة بالنسبة لشركة ايرباص لأنها الأولى من نوعها التي يتم تسليمها إلى زبون في منطقة اليورو. فالطائرات السوبر جامبو التسعة عشرة السابقة ذهبت إلى شركة سنغافورة ايرلاينز وطيران الإمارات في دبي وإلى شركة كانتاس ايرويز الاسترالية، وعلى العكس من ذلك فإن شركة بوينج التي تبيع وتمارس عملياتها بالدولار لم تواجه أياً من المشاكل المتعلقة بانكماش هوامش الأرباح أو الخاصة بمخاطر تقلبات العملة. وكذلك فإن شركة ايرفرانس استمرت تعاني بشكل أقل من شركة ايرباص وذلك لأن معظم ايراداتها تأتي بعملة اليورو في ذات الوقت الذي تدفع فيه نفقاتها على الوقود والطائرات بعملة الدولار. بيد أن القوة التي أصبح عليها اليورو أخذت تشجع شركة ايرباص والعديد من المزودين الأوروبيين الآخرين على نقل إنتاجها إلى ما خلف القارة العجوز، فطائرة ايرفرانس من طراز A380 أميركية في أكثر من 50 في المائة من مكوناتها وفقاً لقيمة هذه الأجزاء كما تقول شركة ايرباص، بما في ذلك 4 محركات أميركية الصنع بواسطة شركة المشاركة ما بين شركة جنرال اليكتريك وشركة برات آند وبتني التابعة لمجموعة يونايتد تكنولوجيز. أما موديل طائرة ايرباص الجديد الطويل المدى من نوع A350 الذي يجري تطويره الآن فسوف يصبح الأول من نوعه الذي يتم تعهيد الجزء الرئيسي الأكبر فيه في الولايات المتحدة الأميركية لدى شركة سبيريت ايروسيستيمز في مدينة ويشيتا في ولاية كنساس. ولكن شركة ايرباص ليست الشركة الأوروبية الوحيدة التي بدأت تتطلع إلى الخارج، فشركة سافران الفرنسية في مجال صناعة الطيران تمكنت من مضاعفة أعداد مستخدميها في خارج منطقة اليورو منذ العام 2002 إلى مستوى 14 ألف شخص بعد أن نجحت في توسيع عملياتها في الولايات المتحدة والمكسيك والمغرب. وذكر المسؤولون في الشركة أن هذه التوسعات يمكن أن تساعدهم على توظيف المزيد من العمالة وخفض التكاليف بالاضافة إلى خدمة أكبر عدد من الزبائن وبسرعة أكبر، بل وحتى عندما تشتري شركة ايرباص القطع والأجزاء من المزودين الأوروبيين أصبحت وبازدياد تقتضي أثر شركة بوينج وتطالب هؤلاء المقاولين بتسعير المكونات بعملة الدولار. وهو الأمر الذي أدى إلى تقليل مخاطر العملة بالنسبة لشركة ايرباص ولكنه استمر يضغط هوامش أرباح الشركات الأصغر حجماً في صناعة الطيران، إذ يقول فرانسيس جايت الأمين العام لاتحاد صناعات الدفاع والطيران في أوروبا “إن التحدي الرئيسي أصبح يواجه صناعة التزويد الأوروبية بشكل أكبر حيث بات يتعين على الشركات أن تواجه المزيد من المنافسة العالمية”. والآن فإن شركات مثل سافران وايرباص والعديد من الشركات الأوروبية الأخرى العاملة في مجال الطيران تمكنت من التوسع في وراء البحار بدون أن تضطر إلى خفض العمالة في الداخل في السنوات الأخيرة لأن الصناعة ظلت إلى ازدهار. ولكن جايت لاحظ أنه بينما أن هذا التحول أخذ يساعد الشركات بمفردها إلا أن مستقبل التنافسية الأوروبية ربما يصبح مهدداً في حال إن افتقدت القارة العجوز إلى تميزها العالمي الحالي في مجال العمالة العالية المهارة. وكذلك تسبب تأخير شركة ايرباص الأوروبية في تسليم طائرة الركاب العملاقة أيه 380 في المواعيد المحددة في إلحاق خسائر بالشركة. وذكرت مصادر شركة إيدس المالكة لشركة ايرباص أن معدل الطلبيات التي تلقتها الشركة لم يتحسن خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري حيث تراجعت من 38.802 مليار يورو إلى 25.688 مليار يورو. بينما انخفضت قيمة مبيعات الشركة خلال نفس الفترة من 27.5 مليار يورو إلى 23.5 مليار يورو مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. عن «انترناشونال هيرالدتريبيون»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©