الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استعد لتسعد

5 نوفمبر 2009 23:30
أغلقت الباب وقالت للفزع هيت لك، تركت الخوف يسكنها، فسكن جوانحها، ولم يبرح مغادرة محياها، انقلبت تقاسيم وجهها واختفى صوت ضحكاتها، انزوت خلف الحياة تترقب الموت يمر خلف بابها، هزمها اليأس وخنق أحلامها. جلست ترقب أخبار رشفات الموت السخية التي توزع على القنوات وأمواج الإذاعات، لا تكبس أزرار آلة التحكم إلا في اتجاه أخبار انفلونزا الخنازير، حفظت عدد الموتى، وكم مدرسة أغلقت أبوابها بسب المرض، وتترقب وصول اللقاح وقرأت عن مضاره وعواقبه المحتملة، وعدد المستشفيات التي فاض المرضى عن أسرتها، وبرعت في تفسير تفاصيل المرض في اتجاه الموت، وأغمضت عينيها عن الفرح، وأحكمت إغلاق قلبها عن الفرح والتعاطي مع الحياة، وتناست الناجين من مخالب هذا المرض. هي ليست على مشارف الموت، ولا سنها يضعها في احتمال اقتراب أجلها، هي شابة كانت مرحة قلبها يتسع لكل خيارات السعادة، وفي لحظة عصية من حياتها، عاندها الزمان، ولم ييسر بعد أمانيها ويبسطها على راحتيه لتغرف منها تلاوين سعادتها، فلفها اليأس وعلقته على الانفلونزا وبات الموت قريبا من بيتها. فإن فكر كل إنسان في البؤس، فإن خوفه لن يجلب له إلا التعاسة، فالمخاوف تعمل بشكل مساو للرغبة فيجذب المصائب، وتصبح أسباب التعاسة قريبة من الإنسان بسبب الخوف والتشاؤم، فيتداعى الجسد ويستكين للمرض نتيجة ما يترتب عن القلق والمخاوف، وينصح خبراء السعادة ويقولون إن أفكارنا هي من تولد كل شيء، فعلى المرء أن يوقف الأفكار السلبية ويؤكد الأمل، ويتجنب تفسير الأمور بصور مبالغ فيها، ويحسن حواره مع نفسه، ويبتسم فالابتسام يؤثر على الشرايين التي تغدي المخ بالدم، فيزداد تدفقه، مما يبعث في النفس الهدوء والإحساس بالبهجة، والإيمان إذا دخل القلب اطمأن سائر الجسد، ولينظر كل امرئ إلى ما فيه من نعم وليعش لحظاته، فالحياة تسير ولن يوقفها هذا المرض، بل قد يوقفها اليأس والتشاؤم. لكبيرة التونسي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©