الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإيجابية

9 مايو 2018 21:51
مؤخراً انتشرت كلمة الإيجابية بشكل كبير في كل شرائح المجتمع؛ خصوصاً بعدما تم تعيين وزيرة للسعادة، وبهذا الإعلان تم استحداث وزارة السعادة كأول وزارة من نوعها على مستوى وتاريخ الحكومات في كل العالم، وهذا أمر جيد، وقفزة نوعية في المجتمع الإماراتي، لكن مصطلح «الإيجابية» الذي يتم تداوله قد يكون غير واضح بدقة كمفهوم لدى البعض، حيث أصبح الشخص الإيجابي هو الشخص المبتسم الذي لا يغضب ولا يحزن، وأصبح مصطلح «الإيجابية» غطاء للجانب الآخر الموجود في داخلنا جميعاً كبشر، مما قد يشكل عبئاً على بعض الناس لما قد يبذلونه من جهد لكي يحافظوا على هذه الصورة البعيدة تماماً عن الدقة. ومنذ بدء الخليقة والخير والشر، والنور والظلام، الصالح والطالح موجود، وحتى على مستوى الإنسان الواحد نجد هذه الثنائية واضحه وجلية، وهذا لا ينقص من قدر الإنسان ولا مكانته ولا ينقص من خيريته، لذلك وضع لنا الخالق الحكيم نظاماً حكيماً في تزكية النفس «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحضنا الإسلام دائماً وأبداً على تزكية النفس وتطهيرها من شوائب الغرور والحسد والضغينة والشرور الإنسانية في المجمل. إن الإيجابية هي أن تتعرف إلى ماهية الظلام بداخلك، وأن تنظر فيه بنفس شجاعة قادرة على الاعتراف كخطوة أولى نحو التحسين المستمر، وأن تركز على نورك الداخلي، إيجابياتك ومهاراتك ومميزاتك وتنميها وتقويها، فالإيجابية هي أن تذهب بكلك في حالة الحزن أو الغضب أو انخفاض المشاعر لتعيشها بالكامل وتنهض بنفسك نحو الأعلى لا أن تنكر مشاعرك الداخلية وترفضها بحجة أنك «إيجابي». الإيجابية ليست فقط أحاديث مفرحة وأحلاماً وردية ورؤية الجانب المشرق من الحياة، وإنما تناول خيبات الأمل والمشكلات وتحديات الحياة بقلب شجاع لا يخل باتزانه الحديث عن السلب والسلبيين، الإيجابية أن تعرف كيف تعود إلى نقطة ارتكازك واتزانك في كل مرة تحيد عنها بسهولة ويسر. منى العلوي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©