الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

“بيت التراث الفلسطيني” يفتح باب رزق لفقيرات غزة ويمنح المغتربين قبساً من الماضي

“بيت التراث الفلسطيني” يفتح باب رزق لفقيرات غزة ويمنح المغتربين قبساً من الماضي
5 نوفمبر 2009 23:30
“بيت التراث الفلسطيني” محل صغير يحتل مكاناً بارزاً في أرقى أحياء غزة وهو حي الرمال، ويواجه أكثر بقاع غزة صخباً وهي ساحة الجندي المجهول، ويعد المحل بواجهته الزجاجية والذي تطل من خلفها المعروضات المطرزة نداء من الماضي، يجذبك بمعروضاته الجميلة والمنسقة، والتي تحمل روح العصر مع عبق التراث والأصالة، فترى الخيوط والغرز والألوان في كل ركن وفي كل مكان، على الحقائب، والاكسسوارات، والأحزمة وأربطة الرأس، والمخدات والشراشف. ارتباط بالأرض حين تدلف للمكان ترى مجموعات من الصبايا اللواتي لم يعرفن من نكبة فلسطين سوى الاسم، ولم يسمعن عن بلداتهن الأصلية التي هجر منها آبائهن وأجدادهن إلا في حكايات الجدات المسائية، تراهن وهن يقلبن المعروضات، ويبحثن عن حقيبة عليها تطريز ما كانت تتميز قرى ومدن فلسطينية محتلة منذ العام 1948. إلى ذلك، يقول الحاج جمال عكيلة (65 سنة) صاحب المحل:”لقد افتتحت هذا المحل قبل أكثر من ثلاثين عاماً، أنا وصديقي وهو من عائلة سكيك الشهيرة في غزة، وقد فكرت في افتتاح هذا المحل لتحقيق عدة أهداف من أولها الحفاظ على التراث الفلسطيني المتمثل في الإبرة والخيط وفن التطريز الذي كانت تجيده النساء قبل النكبة، والذي هو في طريقه للانقراض. أما الهدف الثاني وهو الهدف المادي كمشروع تجاري لي خاصة بعد خروجي للتقاعد بعد أن كنت أعمل في قسم الكشافة المدرسية، والهدف الأهم هو فتح باب الرزق لأكثر من خمس وعشرين سيدة وفتاة يعلمن في فن التطريز وجميعهن من العائلات المحتاجة وذات الدخل المحدود”. ويلفت إلى أنه ورغم صعوبة العمل واحتياجه للدقة، واستغراقه مدة طويلة إلا أن السيدات يقبلن عليه بسبب ظروفهن المادية الصعبة، خاصة أن المحل يمدهم بالخيوط والقماش وكل المستلزمات اللازمة للتطريز، وتتقاضى كل واحدة أجرا لقاء عملها. ويضيف عكيلة أن العاملات هن من جميع أنحاء قطاع غزة، وخاصة من مخيمات اللاجئين، والملاحظ أن معظمهن شابات وقد تعلمن التطريز من أمهاتهن وجداتهن، ووجدن فيه طريقة لكسب الرزق، وإن كن معظمهن قد بدأن به من باب الهواية. آلية العمل عن مكان العمل يقول عكيلة إن كل سيدة وفتاة تعمل من داخل بيتها، ولا تحضر للمحل إلا عند استلامها للمواد الخام، وعند تسليمها للبضاعة أي الشغل الجاهز، وحول الأنواع المطلوبة من الزبائن يقول:”هناك إقبال على الحقائب والأكياس الصغيرة المطرزة التي تستخدم لحفظ الهواتف الخلوية بالإضافة إلى المخدات الصغيرة التي تنثر على الأرائك والمعروفة بالخدديات”. وعن تنوع المعروضات، يقول:”نحاول التنويع بما يتلاءم مع احتياجات المرأة العصرية، ومع المحافظة في نفس الوقت على روح التراث والأصالة، فمثلاً هناك الاكسسوارات الحديثة مثل الأقراط الضخمة، وهناك الأحزمة العريضة، وأيضا أغطية الرأس، وكلها مستلزمات لا تستغني عنها المرأة العصرية، ولكننا هنا نضيف لها اللمسات التراثية، ولكن الغريب والملاحظ أن السيدات حين يطلبن قطعة ما أنهن يطلبن قطعة حسب قريتهن أو مدينتهن التي هجر منها آبائهن وأجدادهن، وفي أحيان كثيرة لا تكون القطع متوفرة، ونضطر لأن نمهل السيدة بعض الوقت حتى نعد لها القطعة المطلوبة ، علما أن إعداد الثوب الفلاحي مثلا يستغرق أكثر من شهرين من العمل المتواصل”. ويقول عكيلة إنه قبل الحصار على غزة كانت هناك شريحة أكبر من المغتربات اللواتي يزرن غزة في الإجازات واللواتي يطرقن باب المحل قبل مغادرة غزة لشراء الهدايا التذكارية للصديقات والقريبات في الخارج، وغالبا ما يشترين الثوب الفلاحي المطرز بالكامل، وهناك سيدات كن يحرصن على شراء هذه المطرزات وإهدائها لصديقات أجنبيات أعجبن بالتطريز الفلسطيني. وعن طريقة اختيار المطرزات، فيقول:”لدينا أثواب قديمة لنساء عجائز عشن في فلسطين المحتلة قبل النكبة، وهناك كتالوجات وتصميمات كثيرة لأثواب ومطرزات، ونستعين في بعض الأوقات بالمواقع التي تهتم بالتراث على الإنترنت والتي تعرض مطرزات فلسطينية”.
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©